حكاية بغدادية عن.. الزعيم عبدالكريم قاسم وبائع كبة البرغل
كثر الحديث اليوم بين الناس عن ملوك ورؤساء العراق
خلال القرن الماضي، كيف كانوا وما هي مواقفهم الانسانية تجاه ابناء الشعب.
وذاكرة البغداديين تختزن الكثير من الحكايات ذات المضمون الانساني عنهم،
بعيدا عن مواقفهم السياسية التي تجلب وجع الراس.
وبهذا الصدد نذكر حكاية بغدادية واقعية عن الزعيم عبدالكريم قاسم (رحمه الله) رئيس وزراء العراق قائد ثورة 14 تموز 1958، رواها لنا صديق بغدادي من جيل الاربعينيات عن والده الذي كان يعمل بائع كبة برغل في شارع الكفاح بالقرب من محلة فضوة عرب،
هذا الرجل المكنى بالحجي ابو الكبة يقف بعربانته يبيع كبة البرغل على الرصيف، وكان الزعيم عبدالكريم قاسم يخرج كعادته صباح كل يوم في شارع الكفاح متجهاً الى مقر عمله في الميدان، حيث يمر في شارع الكفاح قادماً من منطقة الباب الشرقي، فيشاهد في طريقه الحاج ابو الكبة يقف بجانب عربته، ايام الشتاء وايام الصيف، فيخرج الزعيم يده من نافذة سيارته ويلوح بالسلام للحجي ابو الكبة الذي يرد عليه بالسلام. وذات يوم مر الزعيم قاسم ولم يشاهد الحجي ابو الكبة في مكانه، فقال لمرافقه( اليوم الحجي ماكو). وفي اليوم التالي لم يحضر الحجي الى عمله، على اثر ذلك قال الزعيم لمرافقه: اذا لم يحضر الحجي غدا عليك ان تسال عنه وعن سبب غيابه، لانه قد يحتاج الى مساعدتنا له. وفي اليوم الثالث لم يحضر الحجي، حيث امر الزعيم عبدالكريم قاسم بعد ان اوقف سيارته مرافقه بالذهاب الى المقهى الشعبية في فضوة عرب، والسؤال عن سبب غياب الحجي ابو الكبة، فأخبره صاحب المقهى بان الحجي مريض ونائم في الفراش، وبعد ان عرف الزعيم بذلك، تأسف على ذلك وشعر بالحزن على ذلك الرجل المكافح الطيب الذي يستقبله صباح كل يوم بابتسامته البغدادية وبكلماته اللطيفة، وقال لمرافقه: اذا تجاوز غيابه فترة اسبوع، عليك معرفة عنوان دار الحجي ابو الكبة حتى نقوم بزيارته ونؤدي واجبنا، وقبل ان ينتهي الاسبوع، حضر الحجي ابو الكبة واستأنف عمله على الرصيف، وعندما مر الزعيم وشاهده امر سائقه بالتوقف امام الحجي ابو الكبة، واخرج الزعيم وجهه من نافذة السيارة وقال: حمدلله على السلامة، حجي بعدك شباب، وبدأ يتلاطف معه بكلماته البغدادية الجميلة، واجابه الحجي: سيادة الزعيم، اني عندما سمعت من ابناء المحلة بان جنابكم سأل عني، ذهب المرض مني وشفيت واليوم اراك امامي، ادعو لك من الله تعالى ان يحفظك ويرعاك، اخرج الزعيم عبدالكريم من جيبه مبلغا قدره عشرة دنانير واعطاه الى الحجي وقال له هذه هديتنا لك (حك السلامة) لاننا كنا ننوي زيارتك في بيتك..
تبقى المواقف الانسانية لرجالات الدولة، خالدة في الذاكرة العراقية ابد الدهر، يتداولها الناس للاستئناس بها ونسيان الحاضر الصعب.
وبهذا الصدد نذكر حكاية بغدادية واقعية عن الزعيم عبدالكريم قاسم (رحمه الله) رئيس وزراء العراق قائد ثورة 14 تموز 1958، رواها لنا صديق بغدادي من جيل الاربعينيات عن والده الذي كان يعمل بائع كبة برغل في شارع الكفاح بالقرب من محلة فضوة عرب،
هذا الرجل المكنى بالحجي ابو الكبة يقف بعربانته يبيع كبة البرغل على الرصيف، وكان الزعيم عبدالكريم قاسم يخرج كعادته صباح كل يوم في شارع الكفاح متجهاً الى مقر عمله في الميدان، حيث يمر في شارع الكفاح قادماً من منطقة الباب الشرقي، فيشاهد في طريقه الحاج ابو الكبة يقف بجانب عربته، ايام الشتاء وايام الصيف، فيخرج الزعيم يده من نافذة سيارته ويلوح بالسلام للحجي ابو الكبة الذي يرد عليه بالسلام. وذات يوم مر الزعيم قاسم ولم يشاهد الحجي ابو الكبة في مكانه، فقال لمرافقه( اليوم الحجي ماكو). وفي اليوم التالي لم يحضر الحجي الى عمله، على اثر ذلك قال الزعيم لمرافقه: اذا لم يحضر الحجي غدا عليك ان تسال عنه وعن سبب غيابه، لانه قد يحتاج الى مساعدتنا له. وفي اليوم الثالث لم يحضر الحجي، حيث امر الزعيم عبدالكريم قاسم بعد ان اوقف سيارته مرافقه بالذهاب الى المقهى الشعبية في فضوة عرب، والسؤال عن سبب غياب الحجي ابو الكبة، فأخبره صاحب المقهى بان الحجي مريض ونائم في الفراش، وبعد ان عرف الزعيم بذلك، تأسف على ذلك وشعر بالحزن على ذلك الرجل المكافح الطيب الذي يستقبله صباح كل يوم بابتسامته البغدادية وبكلماته اللطيفة، وقال لمرافقه: اذا تجاوز غيابه فترة اسبوع، عليك معرفة عنوان دار الحجي ابو الكبة حتى نقوم بزيارته ونؤدي واجبنا، وقبل ان ينتهي الاسبوع، حضر الحجي ابو الكبة واستأنف عمله على الرصيف، وعندما مر الزعيم وشاهده امر سائقه بالتوقف امام الحجي ابو الكبة، واخرج الزعيم وجهه من نافذة السيارة وقال: حمدلله على السلامة، حجي بعدك شباب، وبدأ يتلاطف معه بكلماته البغدادية الجميلة، واجابه الحجي: سيادة الزعيم، اني عندما سمعت من ابناء المحلة بان جنابكم سأل عني، ذهب المرض مني وشفيت واليوم اراك امامي، ادعو لك من الله تعالى ان يحفظك ويرعاك، اخرج الزعيم عبدالكريم من جيبه مبلغا قدره عشرة دنانير واعطاه الى الحجي وقال له هذه هديتنا لك (حك السلامة) لاننا كنا ننوي زيارتك في بيتك..
تبقى المواقف الانسانية لرجالات الدولة، خالدة في الذاكرة العراقية ابد الدهر، يتداولها الناس للاستئناس بها ونسيان الحاضر الصعب.
0 comments: