الأزمة العراقية امام طريقين لاثالث لهما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
القبس
لم يصبر الفرقاء السياسيون في العراق كثيرا بعد انسحاب القوات الأميركية حتى يزيحوا عن كواهلهم ذلك «التوافق» الهش الذي اتفقوا عليه على مضض بوجود تلك القوات. وليؤكدوا فعلا ما ذهب اليه المراقبون من استنتاجات: بأن الوضع سيتجه نحو الانفجار بعد الأنسحاب.سرعان ما تحرروا من الشراكة الوهمية التي يدعونها ورجعوا الى وضعهم السابق في صراع طائفي على السلطة قد يقودهم نحو حرب تستخدم فيها كل الأسلحة ويكون البلد هو الخاسر الوحيد .فقد فجرت قضية اتهام نائب الرئيس طارق الهاشمي بارتكاب جرائم ارهابية الوضع وكأن الجميع كانوا يجلسون على بالون ملغوم ينتظرون غرزة دبوس لتفجيره.وبعد اتهام الهاشمي قرر المالكي اقصاء نائبه صالح المطلك من منصبه. القرار الذي ردت عليه«العراقية» بطلب سحب الثقة من المالكي ومن ثم مقاطعتها للبرلمان والحكومة، وتبادل الفرقاء المؤتمرات الصحفية المملؤة بالاتهامات وتأزم العلاقة مع اقليم كردستان الذي رفض تسليم الهاشمي لسلطات بغداد.وأعلن المالكي عن خطة تشكيل حكومة اغلبية، مما أحيا لدى السنة مخاوف من ان يتجه الشيعة الى أحكام قبضتهم على العراق وتكريس النفوذ الإيراني فيه . وهي مخاوف أُزيلت في السابق من خلال ما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية..غير ان تلك الشراكة كما أثبتت لا اساس ثقافيا ومعنويا لها. حتى ان مصادر القبس فسرتها من وجهة نظر الفرقاء بأنها «قضاء وقت» لتهيئة ظروف يكون فيها الحكم للأقوى. وهذا ما فسره البعض بأن ثقافة الانفراد بالسلطة بدأت تظهر في سلوكيات القادة العراقيين.ونتيجة تصاعد وتيرة الأزمة انهار الأمن أمس فشهدت بغداد 13 تفجيرا شملت المناطق الشيعية والسنية على حد سواء، وقد وصفت مصادر القبس التفجيرات بانها تربص ارهابي مسبق من جهات تنفذ خطة تبدأ باشعال الحرائق السياسية وتنتهي بالحرائق الطائفية. وهي خطة يعتمد نجاحها ـ تضيف المصادر ـ على سوء العلاقات بين شركاء الحكم, وانعدام الثقة بينهم وعلى التذمر الذي يسيطر على المواطنين من هذه الحالة السياسية المملؤة بالمكائد وما يصاحبها من تخلف الخدمات والتنمية وانشغال الحكومة بصراعاتها الداخلية.وفي ما يخص أميركا فقد تكون لها تبريراتها واسبابها السياسية والاقتصادية لسحب قواتها لكي تتخلص من عبء هذا البلد بعد ان أكلت حرب العراق الاقتصاد الأمريكي. غير ان خير وصف لما حصل ما قالته «الغارديان البريطانية» في عنوان رئيسي «اوباما انسحب وترك العراق للذئاب!» . ولا نريد ان نتوقع ما ستكون عليه الحال حين يتعارك الذئاب على الفريسة.غير ان مصادر القبس قالت ان امام الجميع طريقين لا ثالث لهما : إما الحرب الأهلية والقضاء على البلد. وإما عقد مؤتمر وطني للجميع باشراف الأمم المتحدة (التي ما زالت مسؤولة عن العراق بحكم الفصل السابع) يتفق فيه الجميع على صيغة للحكم وتداول السلطة سلميا خالية من الألغام الطائفية التي جاء بها الدستور، والتمهيد لانتخابات جديدة. وعليهم ان يختاروا إما طريق الحياة وإما طريق الصد مارد.
0 comments: