حكاية عباس .... حكاية كل العراقيين
عباس كان يتيم الأب... أبوه توفى بأحداث شباط والقوميين بزمن عبد الكريم بالرغم من أنه ماله دخل بالسياسة لأنه كان رجل بسيط من أهل الله بس أجته تايهة وأنقتل بوكتها وعاف مرته وجهاله التلاثة بركبة أخوه الصغير يعيلهم ويصرف عليهم ...من وعى عباس على الدنيا كان يسمع من امه وبيبيته قصص عن خاله حيدر من راح بحرب الشمال وانفقد هناك وشلون عاف مرته وجهاله الأربعة بركبة أخوه زهير يعيلهم... زهير كان رجل بسيط على باب الله متزوج بس مايخلف فأعتبر جهال أخوه الأربعة همه جهالة وكان مايقصر وياهم كبر عباس ومر الوكت . عباس حضه كان ماكاعد مكدر يكمل الأبتدائية لأن ماله واهس بالدراسة وأضطرته الظروف الى أن يعمل صانع عند جيرانهم النجار هم يتعلم صنعه تفيده للمستقبل وهم يعيل بيها أمه وأخوته بعد متعلم الصنعة كدر عباس يفتح محل نجارة وصار أحسن من الأسطى اللي علمه الصنعه !كان عباس يسمع بين فترة ولاخ عن أبناء عماته البعيدين شلون واحد منهم أنهزم لأيران لأنه أتهموه حزب دعوة وأنحكم بالأعدام وشلون أبن خالته أجوي الأمن وأخذوه بليلة سودة ولحد الأن متعرف عائلته بيه عايش لو ميت وغيرها من قصص الرعب اللي حفرت بذاكرة عباس قساوة الحكام في هذا البلد بحيث خلت عباس متكتر وماله علاقة لابسياسة ولابحكومة .. لكن الأقدار تشاء في هذا البلد أن يدخل حرب مع ايران ولأن عباس كانت مواليدة مطلوبة سحبوه للجبهة حتى يحارب هناك وبما انو عباس ماعنده واسطة ولأن عنده أقارب حزب دعوة وخونة ذبوه على السواتر الأمامية بالمحمرة وهناك شاف الموت بعينه شوف... بس شاءت الأقدار انو مايصير بي شي ويطلع مثل مايطلع من حلك السبع ! ظل عباس بالعسكرية ثمن سنين وترك صنعته اللي تعلمها وفتح بيها باب رزق اله ولأخوته التلاثة اللي كبروا وأخته أجتها قسمتها لأبن عمه وخف حمله عنهم وأخوه الأخر كمل معهد ومتعين وأخذوه للعسكرية بحرب أيران ةوظلت أمهم وحدها بالبيت تتوقع خبر أستشهادهم بأي لحظة تشاء الصدف أنو أخو عباس يتصوب بالجبهة وتنكطم رجليناته الأثنين ويتسرح لكن الحمد لله طلع بسيارة مال معوقين مكرمة من القايد وتقاعد من الحكومة يعيش بيها وكام يشتغل تكسي بيها حتى يعيش ... وبعد مخلصت الحرب أتسرح عباس من الجيش ورجع للحياة المدنية لكن الثمان سنين اللي قضاها بالجيش وكثر ماشاف من أهوال ولدت بداخلة عقدة نفسية وصار يتنرفز بسرعة وخلكه دائما ضايك أمه كالت خلي أزوجه بلكن نفسيته تتعدل وراحت شافتله مرية من منطقتهم أصغر منه بعشر سنين يتيمة الأب لأن والدها أستشهد بحرب أيران لكن مع هذا عباس متحسن وضعه وكامت تصير مشاكل ويه زوجته وبين زوجته وأمه لأنو كان كاعد بغرفة بنفس البيت ويه أمة وأخوه المكرم .. حاول يرجع لصنعته الأولى ماكدر لأن حالته النفسية تعبانة ومالحك يكمل سنة وبيوم من الأيام حاط الراديو القيثارة يم راسه يسمع بيه أخبار الصبح من لندن وجان يسمع خبر دخول العراق للكويت وصارت الكويت المحافظة 18 للعراق .. وبعده بفترة أستدعوا عباس أحتياط للجبهة مرة ثانية حاول عباس يقدم على لجنة طبية حتى يستثنوه من الخدمة لكن ماكدر ولأنو ماعنده واسطة ذبوه بالجبهة وشاءت الأقدار وينكسر الجيش العراقي ويصاب بهزيمة ماحقة ورجع عباس لبغداد منسحب ويه القطعات اللي رجعت من الجبهة وبالطريق شاف جثث أخوته الجنود مشمرة بكل مكان وكان في وضع نفسي شديد بحيث أظلمت الدنيا بعينه وكام يتمنى الموت بس مايطوله! وبالطريق شاف الناس اشلون أنتفضت على الواقع المر اللي عايشينه وشاف وحشية الحكومة بقمع تلك الأنتفاضة عباس كره الدنيا وكل مابيها وزادت عقدته النفسية أكثر وأكثر وحتى من جانوا يدزون عليه أحتياط يخدم شهر بكل سنة مايكدر الى أن طلع أعفاء بلجنة طبية من الجيش طلع سكراب لاصحة ولامال ولاعيال ومن مشاكله طلك زوجته وظل كاعد ويه أمه وأخوه بنفس البيت.... وحتى يعيش ويواجه الحياة اللي صارت صعبه ويه الحصار الجم فلس اللي جان ضامها من رواتبه القديمة صارت مالها قيمة ومكدر يسوي بيها أي شي قرر يفتح بسطية بالشارع يم بيتهم يعيش منها يبيع بيها جكاير وحلويات لسكان المنطقة ومرت الأيام وبسطية عباس مثل ماهية لاتغني ولاتسمن من جوع يادوب مطلعة العلاكة مال البيت وأنوب من حظه الأسود صارت أتفاقية النفط مقابل الغذاء بال 1997 وخرط السوق وخصر عباس رأس ماله مال البسطية لأن كل بسطيته ماجابت 500 دينار بوكته وهم كال ميخالف الحصار حيخلص ونرجع لوضعنه والتقاعد اللي جان يستلمة ابو 3000 دينار حتصير بي حوبه ويشور ! وهناك تهاوت الأحلام ورجع السوك لوضعه الول وطلعت الأتفاقية النفط مقابل الزقنبوت وسيلة لتخدير الشعب وسرقة ثرواته من قبل المتنفذين والدول الخارجية تحت مظلة الأمم المتحدة. وظل عباس عايش ويه الفكر والمرض والعقد النفسية ينتظر يموت ويرتاح من هاي الحياة لكن القدر يأبى أن يترك عباس ليرتاح قبل أن يذيقه أخر السموم وراحت الأيام وجتي الأيام وقررت أمريكا تحتل العراق وتضع حد لحكم صدام اللي دمر العراق والعراقيين وكان عباس يتمنى ذاك اليوم يجي وكان يكول لأصدقائه حتى لو يجي الشيطان يحكمنا هم نقبل بس نخلص من صدام ! كانت نفسية عباس مكسورة وخاوية .. ودخلت أمريكا للعراق بسهولة ولم يصمد مع صدام احد بحيث أقرب الناس اله خانوه وباعوه للأمريكان وفرح عباس وطلع للشارع يستقبل ويرحب بدخول الأمريكان وتحرير العراق وصار النهب والسلب والحواسم لأبو موزه... عباس تكتر بيته وكعد ولاطب ولاطلع ومامد ايده على أي شي من ممتلكات الدولة لأن كان يستحرم ويخاف عذاب الله ؟ كان يسمع عن جماعات سطت على المصارف والبنوك والمحلات وكرفوا فلوس بس هو مامد أيده على اي شي كان يحلم بوطن يعيش بامان ورخاء وعيشة محترمة ... ومشه الوكت وتشكلت حكومة بالعراق لكن وضع عباس ماتغير بالعكس حالته النفسية زادت سوء وضعه المادي بده ينحدر نحو السوء ومحد سال عليه بالرغم من انه راح قدم معاملات يحاول يحصل بيها على امتيازات وزيادة لراتبه ىالتقاعدي بس ماكدر لأنه كالولة أنته مو سجين سياسي ولا عندك خدمة جهادية ضد صدام ولا عندك من أخوتك واحد معدوم أو بحزب الدعوة ؟ بالرغم من أنه حاول يقنعهم ان ولد عمه وخاله كانو من المناضلين السياسيين ضد صدام لك لم يفلح ومشت الأيام وزاد وضع العراق سوء ودخل في نفق الحرب الطائفية والمفخخات والأغتيالات وحده من المخخات طكت عليهم بالسوك اللي جان مفتح بسطيته بيه بس أجتي بالريش بحث فقد وحده من عيونة بفعل شظية من الأنفجار وتشوه جزء من وجه بس هم كال الحمد لله مامات وكعد عباس بالبيت وماكدر يكمل بعد ويشتغل حاول يقدم على تعويض من الحكومة ماكدر لأن الطلبات كثير والتعويض يتم فقط للحالات الحرجة وحالة عباس أعتبروها مو حرجة ومتحتاج مساعدة ؟ وصل عباس الى حالة من الأحباط والتشاؤوم بحيث اصبح ملازم البيت ومايطلع ومنتظر الموت باي لحظة ليضع حد لمعاناته التي بدات منذ ولادته ولن تنتهي سوى بموته !!! قصة عباس واحدة من القصص المآساوية الكثيرة التي عاشها أغلب العراقيين البسطاء مابين الحروب والألالام والظلم لا لشيء أقترفوه بل لنهم عراقيون ولدوا وعاشوا على هذه الأرض لمعاناة لهل بداية وليس لها نهاية .. رحم الله كل عراقي أستشهد ومات على هذه الأرض ولم يجني منها غير المعاناة والبؤس والحرمان
0 comments: