ميزانية العراق 2016 مالها وماعليها !!!! الفتك جبير والركعه صغيرة
اتذكر في السبعينيات عندما كان والدي هو المعيل الحقيقي للأسرة وهو مصدر المال الذي تجنيه الأسرة كان في حينها يعطي لوالدتي مصروفا أسبوعيا لسد أحتياجات الأسرة من غذاء ودواء وملبس وهي الأساسيات فكانت بعقليتها البسيطة تقتتطع جزءا من هذا المال لتدخره للحالات الطارئة أو لتستثمره في المستقبل لشراء قطعة ذهبية بسيطة لتعتبرها حماية لها وللعائلة من غدر الزمن على اساس أن الذهب زينة وخزينة؟بل تذهب الى أكثر من هذا في بيع الفائض والذي لاتحتاجه الأسرة وكذالك ببيع ماتنتجه يداها الكريمة من مشغولات ومطرزات يدوية لتدعم ميزانية الأسرة أما ماتبقى من المال فتصرفه بحكمة وببطيء حتى تستطيع تغطية نفقات الأسبوع كاملة وكانت عندما تروم بشراء حاجة تساوم وتناقش البائع حتى تحصل على سعر مناسب وعندما كان لايكفي المبلغ لشراء حاجة معينة يتم الأستعاضة عنها بحاجة قريبة منها بسعر أقل وتؤدي نفس الغرض وكانت أغلب العوائل العراقية من هذا النمط وهذا التفكير الأقتصادي البسيط والبدائي في تخطيط ميزانية الأسر لأن أغلب العراقيين كانو من ذوي الدخول المتوسطة والمحدودة بل كان أكثرهم يبتكر حلولا عبقرية وبسيط أكثر من هذا لدعم ميزانية الأسرة خصوصا العوائل كبيرة الحجم ... رباط الحجي مالتي له علاقة بميزانية العراق ووضع الأقتصاد العراقي ....وأخيرا تم التوصل لأقرار ميزانية العراق وبشق الأنفس للعام القادم 2016 وبعجز يصل الى 25 مليار دولار وغلى أساس أحتساب سعر برميل النفط ب 45 دولار للبرميل مع العلم أن سعر مزيج برنت والذي هو أفضل خام نفطي من حيث الكثافة والجودة الأن هو 37 دولار للبرميل .. يعني أطرح منه 5 دولارات من هذا السعر ليكون سعر برميل النفط العراقي 32 دولار للبرميل لأن نفط العراق ليس بجودة مزيج برنت .. ويتوقع أغلب المحللين الأقتصاديين تهاوي هذا السعر الى مستويات متدنية العام القادم ل يصل الى أقل من 30 دولار للبرميل !! لعدة أسباب منها ا ضعف الطلب العالمي على النفط بسبب ضعف النمو الأقتصادي لأغلب دول العالم ومنها دول مهمة كالصين ودول أوربا التي تعاني من مشاكل مستديمة لها أول وليس لها أخر وكذالك حجم المعروض النفطي الهائل الذي يغرق الأسواق العالمية بسبب الأنتاج المفرط لكثير من الدول المنتجة للنفط لغرض سد عجز موازناتها وتوفير العملة الصعبة لبلدانهم والسبب القاصم والأخير هو زيادة معدلات الفائدة على الدولار الأمريكي بربع نقطة مئوية هذا الأسبوع مما أدى الى زيادة ملحوظة في القيمة النقدية للورقة الخضراء والتي تتناسب عكسيا مع أسعار النفط والذهب والمعادن النفيسة ويتوقع الأحتياطي الفيدرالي الأمريكي مزيدا من رفع للفائدة في السنة القادمة مرهونا بتحسن الوضع الأقتصادي في أمريكا ؟ وهنا تأتي الكارثة من جهابذة الأقتصاديين العراقيين بوضعهم هذه الميزانية الكارثية والتي سوف تودي بالبلد الى هاوية الأفلاس والأزمات الطاحنة والتي سيكون ضحيتها المواطن البسيط ذو الدخل المحدود لأن برأيي أن عجز الموازنة سيتجاوز هذا الرقم بكثير بسبب أن العراق ليس لديه موارد غير النفط ليغذي بها خزينة الدولة من العملة الصعبة ومصدرها الوحيد النفط وحتى هذا المورد تم رهنه بعقود جولات التراخيص التي وقعها العبقري الشهرستاني مع الشركات النفطية العالمية والتي أعتبرها أنجاز عظيم في حينها حيث يتم أقتطاع 23 دولار هو سعر الأستخراج الخام ليتبقى للعراق مبلغا وقدره 23 دولار للعراق من كل برميل هذا أذا أعتبرنا سعر النفط 45 دولار حسب ماوضعه عباقرة الأقتصاد العراقي كسعر تخميني محتمل للعام القادم ... كان الأجدر والأفضل للحكوم العراقية أن تستعين بخبرات الشركات المالية العالمية والمرموقة لمساعدتها على وضع ميزانية حقيقية للعراق بدل الأعتماد على الجهلة والمنافقين من المستشارين واللوكية المحيطين بالحكومة العراقية وأحزابها الحاكمة وكان الأجدر بالحكومة أن تضع خطة طارئة وعاجلة التنفيذ لآنقاذ الأقتصاد العراقي لا أن تضع حلول ترقيعية يتحمل المواطن البسيط والموظف والمتقاعد وزرها بأستقطاع أجزاء من راتبه الذي هو أصلا لايسمن ولايغني من جوع وترك الحيتان تسرح وتمرح وتسرق خزينة الدولة بلارقيب أو حسيب ... موازنة العراق الحالية كارثية بمعنى الكلمة فنفقات العراق كبيرة جدا خصوصا أنه يقود حربا ضد داعش وعلى جبهات عدة وكلنا نعرف حجم التكلفة الأستنزافية لحروب المليشيات والعصابات ناهيك عن الرواتب الخيالية والفلكية للبرلمانيين والرئاسات الثلاثة والوزراء والمدراء العاميين والمستشارين الذين يشكلون جيشا جرارا من العاطلين الذين لاحاجة للدولة لهم لامن بعيد او قريب ناهيك عن عدم وجود موارد بديلة للبلد من تجارة أو صناعة حقيقية تدعم خزينة الدولة بل أصبح العراق عبئا حتى على نفسه فاصبح يستورد البصل والطماطم ومنتجات الألبان من دول الجوار وبالعملة الصعبة بعد أن كان ينتجها بنفسه كل هذا يسبب بأستنزاف دائمي ومستمر لثروات وخزينة العراق ليصل الى مرحلة الصدمة والتي لايمكن لأي علاج أو حل من أنقاذه وسوف يكون المواطن البسيط وأجيال العراق القادمة هم الضحية لهكذا سياسات فاشلة وبائسة جاء بها مجموعة من الجهلة والأنتهازيين على غفلة من الزمن ليرهنوا مستقبل وحاضر هذا البلد الجميل الى الأبد
0 comments: