لستم بشيعة كما لم يك صدام سنياً ......هل سنعتذر لصدّام يوماً ما؟
كراهيتنا لصدام الناشئة من دمويته وبطشه وبوليسية الدولة في عهده والغائه للاخر مهما كان موقعه واثره تمنعنا دائماً من النظر الى الوجه الاخر للدولة والى التساؤل هل كان صدام رجل دولة ؟؟ انه عدو وينبغي ان ننظر لعدونا بموضوعية ويجب على من يخلف الطاغية ان ينظر في صحيفته فيتجنب جرائمه ويقلب منجزاته فيسعى لتجاوزها بالسرعة القصوى وبصفتي عراقياً اعيش وادرك مانتصف به فلست اشك ان الاقصاء والالغاء للاخر هي الصفة التي نتميز بها عن غيرنا من شعوب الارض بل تربينا على الاقصاء والالغاء داخل بيوتنا وبين جدرانها والامثلة كثيرة …
لم نكن انذاك ندرك ان صدام واحد من بيننا يتمثل صفاتنا وسلوكياتنا سواء أكان فعلاً ابن حسين المجيد او ابن عبد السطيع كما في المرويات المتداولة بيننا. كان لصدام شارب مفتول يرفض ان تمتد له يد الحلاق ومقصه لما لرمزية قص الشارب من دلالة لدى الاعراب، وصدام منهم، فيُشذّبه بنفسه دون تدخل حلاقه الخاص !!
منعتنا الصورة الذهنية عن (انبياء كاذبين ووهميين) ان ننظر لصدام بموضوعية. منعنا (العمى الارادي) ان ندرك ان بغداد واحدة من اجمل مدن العالم، وان العراق دولة اقليمية مؤثرة، وان الاقتصاد العراقي مستقر ... واللص والسارق يعلق على اعواد المشانق، وان الزراعة في العراق تدعمها الدولة، واننا انتقلنا من الوقوف صفوفا طويلة لاجل الحصول على (طبق بيض) الى تصدير البيض والطماطة والفواكه والخضر والاسمنت … ان في العراق شركة للصناعات الالكترونية واخرى للاجهزة الدقيقة.
وان العراقي ليس مهدداً بالانقراض فالدولة تمنح الشباب سلفة زواج تطفئها تدريجيا عند تسجيل اول حالة ولادة جديدة. ترتفع هذه السلفة لتصل الى خمسة الاف دينار اذا كان عمر الشاب الذي يروم الزواج اقل من 22 سنة. وان التعليم مجاني والعلاج مجاني والشوارع غير منقسمة الى نصفين، نصف للسلطة واخر للشعب، وانها متاحة للجميع … لم نكن نرى ان الوزير او المحافظ لا يتبعه العسكر او اساطيل السيارات المصفحة ... لم نكن نرى ان اكثر من نصف قادة البعث وقادة الجيش والحكومة كانوا شيعة !!
لم نكن نرى ذلك ..كنا نرى وجه الطاغيةً فجاًً ويحيط به من كل مكان الغاز واسرار ومخابئ سرية ويعمل على تسميم الغذاء والدواء واماتة العراقيين رغم اناّ نرى كبار السن من المصابين بالامراض المزمنة يستلمون شهرياً وبانتظام علاجهم من العيادات الشعبية بثمن بخس قدره خمسمائة دينارفقط !!! وهو علاج يكفي لشهر بل ازيد من شهر!!
لم نك نريد ان نفهم ان (محمد مهدي صالح)، وزير تجارة صدام، قد نظم البطاقة التموينية للعائلة العراقية واصبح كل فرد يستلم حصته شهرياً بانتظام … والويل كل الويل لمن يتلاعب بقوت الشعب. فيما استورد وزير تجارتكم (الداعية المؤمن) عبد الفلاح السوداني كل فاسد من الغذاء ومسرطن، وفرّ بما سرقه من قوت الشعب بعد ان كفله رئيس الحكومة.
وزير خارجية صدام كان (الكربلائي سعدون حمادي). ووزير خارجيتكم (الكربلائي ابراهيم الجعفري) ... وشتّان بين الكربلائيين. فذاك يتكلم بلغة دبلوماسية وبلباقة ولياقة. وهذا يتكلم بلغة المجانين وبثرثرة لاهوادة فيها … لم نكن نريد ان نفهم ان سعدون حمادي شخصية سياسية بامتياز وعقل سياسي قل نظيره ومن الدواهي ان يقارن بالجعفري الاشمط المعتوه!!
وكان وزير نفط صدام (الشيعي عصام عبد الرحيم الجلبي ) ووزيركم الشهرستاني، او عبد المهدي المنتفجي او غيره. وشتّان بين مفاوضات الجلبي النفطية ومفاوضات (الشمر الثاني) التي اضاعت الثمن والمثمن ... ولاول مرة في التاريخ نسمع ان بلدا نفطياً لايسد ثمن نفطه ثمن استخراجه والفضل في ذلك للعبقري الشهرستاني !!!
اراد صدام توسيع مساحة الوطن فارتد عليه سكينه ليذبحه اما انتم فقد قضمتم الوطن وذبحتم المواطن ... صدام اعدم محمد باقر الصدر واغتال الصدر الثاني ونجليه، وضرب الشعب بالمدفعية والدبابات والطائرات، وحاصر الشعب بالنار والحديد. وفي عهدكم نُقتل كل يوم بالمدفعية والدبابات والطائرات والمفخخات. لم تقتلوا محمد باقر الصدر، لكنكم امتّم فكره. ولم تغتالوا الصدر الثاني ونجليه، لكن احدكم يتمنى لو يغلق نهر دجلة بجثث اتباع الشهيدين الصدرين !! فهل لمجرمِ فضل على مجرم الا بالزيادة والسبق؟؟؟
هتفت امرأة عراقية رافعة العملة النقدية التي تحمل صورة صدام قائلةً (صدام خلافك ذلينا) بعد ان رات ان دولة اللجوء تسقيهم الماء من الابار فعفا صدام عمن يعود الى العراق بعد هذه الاهزوجة. ولم تهتز ضمائركم وانتم تجلبون الموت للعراقيين من البر والبحر والجو … ولم يخالجكم الخجل وانتم ترونهم غرقى في بحر ايجه او ضالون ضائعون في عواصم الدنيا ومطاراتها.
ماذا قدمتم للاسلام ؟ للتشيع ؟؟ للوطن ؟؟؟ لقد تفوقتم على صدام في كل جرائمه … وفشلتم ان تجاروه في منجزاته. وانتم بهذا تمهدون لعودة صدام رمزاً وطنياً وتكتبون له صك المجد. وقد قضى التاريخ ان تمجد الاجيال اللاحقة من لم تعش تحت حكمه من الحكام. ودونكم المانيا ... فراقبوا نمو النازية الجديدة فيها وسطوع نجم هتلر من جديد ومبيعات كتابه (كفاحي) بعد الافراج عنه في المانيا تكفي للدلالة على ذلك. انتم، ايها الحمقى، لاتمهدون للمهدي ولا لدولته ....انكم تمهدون لعودة البعث ... وليس هذا ببعيد في وطن يقوده الاغبياء والمجانين ومن لصق بهم عار التاريخ.
لستم بشيعة كما لم يك صدام سنياً ...
0 comments: