الكلمة أحدّ من السيف.. 5 روايات عربية مغضوب عليها!
على الرغم من أن قرار المنع والرقابة الأدبية أو الفنية يبدو قراراً غير منطقي في ظل الانفتاح الضخم، والتقدم التكنولوجي والشبكات الاجتماعية التي تكفل لنا الوصول إلى ما نريده وقتما نريده حيثما نريده، إلا أن الأمر لا يزال مستمراً، وعلى الرغم من أنه لا يسبب مشكلة للجمهور المتعطش للتغيير، للفهم، لقراءة الرأي والرأي المخالف، إلا أنه قد يكون محبطاً للأديب\الفنان، وفي نفس الوقت سبباً في النجاح الكبير أو السقوط المدوي.
في البدء كانت الكلمة، الكلمة قد تكون بالفعل أحدّ من السيف، قد تغير مستقبل أمم، وقد تقلب الوضع من أمر لأمر، لذا تخضع الأعمال الأدبية لرقابة صارمة بالذات في بعض الدول العربية، لا عجب أن هناك بعض الدول تملك بالفعل قوائم طويلة وضخمة من الكتب الممنوع نشرها منذ عشرات السنين إلى اليوم. هذه إذن خمس روايات عربية مغضوب عليها تعرضت للهجوم بشكل كبير في السنوات الماضية.
الخبز الحافي – محمد شكري
هذه هي حافة السعادةِ إذن: إنّها لا تحط على الكتف وتغرّد، إنها تظل على حافة الشرفة
ولد محمد شكري في سنة 1935 في آيت شيكر في إقليم الناظور شمال المغرب، لأسرة فقيرة عانت من ظروف صعبة مأساوية، الأمر الذي أثر على حياته كلها، خاصة بعد هربه إلى طنجة بعد طفولته المعذبة على يد والده، الذي قتل فعلاً ابناً له في لحظة غضب، ولم يكن يتكلم بعد العربية لأن لغته الأم كانت الأمازيغية، كما أنه لم يتعلم الكتابة سوى في سن العشرين.هذه الحياة القاسية كانت دافعه لكتابة سيرته الذاتية في ثلاثة أجزاء أولها الخبز الحافي، بعد إلحاح من صديقه الكاتب الأمريكي بول بولز الذي اتفق معه على نشرها، ولم تنشر بالعربية حتى سنة 1982، بل ترجمت إلى الفرنسية على يد الطاهر بن جلون ونشرت في فرنسا أولاً.
بعدها بعشر سنوات، نشرها شكري بالعربية لتلقى هجوماً ضخماً مستمراً إلى اليوم رغم وفاة صاحبها، وهو أمر متوقع بسبب جرأتها غير العادية، وطريقة وصف العوالم المهمشة للفقراء في المغرب بشكل صادم، اختلط فيه الجنس بالمخدرات بالجريمة، الكاتب سرد حياته بشكل صادق ومفضوح، وأكملها فيما بعد في جزأين آخرين هما زمن الأخطاء، ووجوه.على الرغم من صعوبة وحدة الوصف في هذه الرواية التي قد تصل بك للشعور بالغثيان والتقزز، إلا أنها صادقة تماماً، دون مبالغات، الأمر الذي يقودنا لمعرفة أن الواقع دائماً يكون أصعب وأقسى من الخيال.يمكننا وصف شكري بالأديب الواقعي الوثائقي، ربما يمكننا كرهه والنفور منه، ربما أيضاً يمكننا التشكيك في بعض قصصه ومن بينها حقيقة أنه بدأ تعلم القراءة والكتابة في العشرين، في حين يؤكد العديد من مثقفي المغرب أنه تعلمها في سن العاشرة أو الحادية العشر، وأنه كذب بشأن ذلك ليمنح نفسه هالة من المبالغة والدهشة.
كما أنه زاد من جرعة الجرأة والمباشرة ليحوز إعجاب الأوروبيين عند طبع الرواية بالفرنسية عن دار ماسبيرو، والتي تصدرت وقتها قائمة الأكثر مبيعاً.لكن هذا لا يمنع التعاطف مع شكري ومع ظروف حياة لم يملك من أمره فيها شيئاً، عقد دفينة بدأت مع قسوة والده وكراهيته له، وانتهت بعالم مظلم عاشه بين تجار المخدرات والبغايا. مشكلته هنا هو كفاحه للخروج من هذا المستنقع، إصراره على تعلم القراءة والكتابة فتح له عالماً جديداً مختلفاً كل الاختلاف عما يعهده، فبقي معلقاً بين العالمين، ومن هنا جاء الإبداع.المشكلة هنا أن شكري يعري الحقيقة تماماً، ويكشف هذه الشرنقة الإنسانية المزيفة التي ننسجها حولنا في كل مكان لنتمكن من العيش والنظر في أعين بعضنا البعض، صدمة الرواية في رأيي لم تأتي من ألفاظها الخادشة أو أحداثها الجريئة، بل أتت من حقيقيتها، من صدقها وواقعيتها..
الأمر الذي يثير غضب مدعي الفضيلة دوماً، وينكزهم للهجوم من أجل الهجوم، دون النظر إلى أن هذه هي الحقيقة ولا شيء سواها، وهو هنا يذكرني ويذكر الكثيرين بالكاتب الأمريكي هنري ميللر الذي تعرض لنفس الهجوم بسبب رواياته الجريئة الواقعية. أيضاً تشابه طفولته وحياته في قاع نيويورك مع طفولة شكري وحياته في قاع طنجة في الأربعينات.
وليمة لأعشاب البحر – حيدر حيدر
أن تكون حراً، ليس هذا كافياً للسير فوق خط مستقيم . إن خطوط الآخرين تبدو منكسرة أو منحنية، والمنفى هو السير على خط آخر للحفاظ على التوازن. لماذا هذه الغربة اللعينة في خضاب الدم!
رواية للأديب السوري حيدر حيدر صدرت عام 1983، حول مناضل شيعي يهرب من العراق إلى الجزائر، يلتقي بمناضلة محبطة لتدور بينهما أحاديث فلسفية طويلة، عن معاناة الإنسان، عن الثورة، عن القمع، عن فقدان الإيمان والهوية.مشكلة الرواية كما صرح الأزهر في مصر أنها أساءت للدين الإسلامي بعبارات وردت على لسان الأبطال، الأمر الذي أثار موجة من الغضب العارم، حتى أن العديد من المظاهرات قامت عام 2000 لمنع إعادة نشرها في مصر وقد كان.الأمر كله ينحصر في العبارات الصادمة التي جاءت على لسان البطل فيما يتعلق بالدين، لكن بعد مرور خمسة عشر عاماً، هل يمكن النظر للرواية بشكل مجمل والحديث عنها كرواية خيالية ليست بالضرورة معبرة عن نفس أفكار وألفاظ كاتبها؟
في الواقع وجدت الرواية بعيداً عن كل هذه الأمور مملة قليلاً، متعالية وفلسفية بشكل مبالغ فيه، لكنها في ذات الوقت تدور حول فكرة هامة، وتعبر عن وضع الدول العربية الذي لا يزال مستمراً إلى يومنا هذا، الثورات، النضال، القمع ومحاولات التعايش التي تبوء غالباً بالفشل..كما يستعرض الثورة بعد تسلمها السلطة، وكيفية تحول المحكوم إلى حاكم، والفشل الذريع الذي يصاحب ذلك في الغالب، وإحباط جيل كامل من الحالمين بعالم أفضل بعد التصادم مع الواقع وقسوته، من خلال تجربته في بلدين عربيين هما الجزائر والعراق، حركتان ثوريتان هما جبهة التحرير الجزائرية والحزب الشيوعي العراقي ـ وجناحه الثوري “القيادة المركزية”.
ينقسم الكتاب إلى 4 فصول حمل كل منها اسم فصل من فصول السنة، ربيع، خريف، شتاء، صيف، وما بين الفصل والفصل هناك فصول أخرى حملت أسماء الأهوار ـ الحب ـ نشيد الموت ـ ظهور اللويثان.لغة الرواية رائعة، تقنية الانتقال الزمني في السرد عبقرية، الوصف، هيكلة الرواية، كلها لا غبار عليها، ربما افتقدت سرعة الإيقاع أو وقعت في فخ التفلسف كما ذكرت سابقاً، لكن كل هذا لا يعني قتلها بسبب بعض العبارات التي نطقت على يد أبطال مؤدلجين خياليين، هذه هي أفكارهم في الرواية ولسنا مطالبين أبداً بالدفاع عن الدين ضد شخصيات وهمية غير حقيقية استخدمها المؤلف للتعبير عن وضع ما، أو أفكار ما بشكل أو بآخر.أتفهم الغضب العارم وبالتأكيد أشعر بمثله عند قراءتي لعبارات مسيئة كمثل هذه، لكني في ذات الوقت أفصل بين الواقع والخيال، لا يفترض بي أن أقرأ رواية وكأنني أقرأ سيرة ذاتية للكاتب، أو أقرأ أفكاره الشخصية التي لاتعنيني كثيراً. لاحظ أن الكاتب يتعمد ذكر اليوتوبيا الشيوعية كإسقاط ساخر على اليسار العربي الذي يجده في معظمه ـ أو في قادته – فاشلاً وعميلاً، الأمر الذي يؤكد استخدامه للعبارات كنوع من توصيف أفكار الشخصية وليس أكثر.
فئران أمي حصة – سعود السنعوسي
هُم يرتكبون خطأً. هو يكتب عن الخطأ. آخرون يلومونه على الكتابة!
رغم انتشارها الكبير والضخم في العالم العربي في فترة قصيرة للغاية، تأتي الرواية الثالثة للكاتب الكويتي سعود السنعوسي لتكون بمثابة نذير يحذر من الفتنة وأهوالها خاصة في الدول التي تتعرض بالفعل لصراع سني-شيعي سواء كان على المكشوف أو من وراء الكواليس.التشاؤمية التي كتبت بها الرواية الديستوبيا عن مصير الكويت الذي ينتهي به الحال إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، جعلها تقع ضمن الروايات الممنوعة في موطنها، رغم أنها رواية تخيلية، جاءت كصيحة تنبيه وليس إثارة للمشاكل أو الخلاف مثلما اتهمها الرقيب بزعزعة الثوابت العقائدية والأمن القومي!
كتبت عن الرواية مقالاً مفصلاً من قبل، لكنني في الواقع أستغل أي فرصة للإشادة بها، هذه الرواية نقلت جزءاً كبيراً من مخاوفي وأفكاري، مخاوفي من الفقد، من الحرب، من الوضع العالق المأساوي، المرعب حيث يتناحر أبناء بلد واحد، وأفكاري التشاؤمية حول الوضع غير البعيد، الذي أتوقعه أيضاً ويتوقعه غيري من سنوات، ليس في الكويت فقط بل في باقي الدول العربية المبتلاة بالفتنة.قرار المنع هنا جاء ليؤكد أيديولوجية الحكومات العربية – التي أسميها أيديولوجية النعامة – في غرس الرؤوس في الرمال، لماذا نصر دائماً على ادعاء كوننا في أفضل حال، دون مواجهة الواقع ومحاولة إصلاحه؟ خاصة مع سرد الرواية لخطين زمنيين الأول حول الغزو العراقي للكويت، والأحداث التفصيلية التي رافقت ذلك كما ينقلها الأبطال من داخل بيوتهم حينها لا كما نراها على شاشات الأخبار، والثاني في المستقبل الذي تدور فيه حرب أهلية رغم بشاعتها إلا أنها للأسف قابلة للتصور.
أولاد حارتنا – نجيب محفوظ
ومن عجب أن أهل حارتنا يضحكون! علام يضحكون؟ إنهم يهتفون للمنتصر أياً كان المنتصر، ويهللون للقوي أياً كان القوي، ويسجدون أمام النبابيت، يداوون بذلك كله الرعب الكامن في أعماقهم.
دعونا نتفق أن هذه الرواية ليست العمل الأدبي الأفضل للأديب الكبير نجيب محفوظ، لكنها بكل تأكيد الأشهر كما يحدث دوماً للكتب التي تمنع من النشر، رغم أنها نشرت فعلاً مسلسلة على صفحات جريدة الأهرام المصرية، بعدها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي -الممثل الشخصي للرئيس جمال عبد الناصر-بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر.فطبعت الرواية في لبنان من إصدار دار الآداب عام 1962، لكن العديد من النسخ المهربة والمزيفة تسربت إلى مصر، وبعدها طبعتها دار الشروق عام 2006.
الجميع يعلم أن نجيب محفوظ تعرض لمحاولة الاغتيال 1994 على يد شاب متطرف لم يقرأ الرواية، اتهمه بالردة والكفر والزندقة، بعدما اتهمه العديد من الشيوخ بذلك!
هذه هي رواية محفوظ الأولى بعد ثورة 52، والتي تلت الثلاثية العظيمة، والتي تفرغ بعدها لكتابة سيناريوهات السينما، كان آخرها سيناريو فيلم “بين السما والأرض”، والذي يظهر فيه بشكل كبير ميله لاستخدام الرمزية.ربما كان هذا السيناريو هو بداية تفكيره في كتابة هذه الرواية الرمزية، والتي لجأ إليها كنوع من التعبير الأوضح والأشمل لنظرته تجاه الإنسان والعالم، لذا استخدم محفوظ الرمزية بشكل واضح، جعل الجميع يخمنون حقيقة مقصده الذي تعمد هو تركه مكشوفاً.
كان قصد محفوظ واضحاً في انتقاده للثورة والمجتمع وعودة الأوضاع إلى ماكانت عليه من قبلها، وذلك عبر استلهام قصص الأنبياء بشكل واقعي مجرد، الأمر الذي جلب الوبال على رأسه، رغم أنه لم يدع أبداً أن هذه هي نظرته مثلاً للأنبياء أنفسهم أو للذات الإلهية نفسها..بل استخدم خطها الدرامي في سرد وقائع حالية متشابهة، أو وجدها هو متشابهة، بشكل رمزي، ربما أراد محفوظ التعبير عن العلم في شخصية الساحر عرفة، والتعبير عن الدين بشكل عام في شخصية الجبلاوي الأب، والتعبير عن الصراع بين الحق والباطل في الحارة، بصراع الأنبياء الدائم في توصيل رسالاتهم إلى العالم.يقول محفوظ في نقاش له حول الرواية: “القصة تصور هذا الصراع المرير الذى تزعمه الأنبياء والرسل دفاعاً عن الفقراء وتهيئة العيش السعيد للناس أجمعين حتى يتفرغوا للبحث الأعظم، ولكن ما إن تنتهي الرسالة حتى يعود الأغنياء فيقبضوا على زمام الأمور، وتعود المعركة من جديد للوصول إلى العدل والرفاهية للجميع، ثم تدخل “العلم” بعد انتهاء الرسالات ليقوم بنفس الغاية وهي إسعاد الناس، ولكن المستغلين سخروا العلم لمصلحتهم أيضاً، وقتلوا رمزه في القصة، إلا أن شخصاً آخر استطاع الهروب بسر الاختراعات العلمية الحديثة ليعاود الكفاح من أجل إنهاء الصراع بسبب لقمة العيش والتفرغ لمعرفة سر الحياة”.
كما ذكر في التحقيق الذي تلا عملية اغتياله: ” أولاد حارتنا مثل كليلة ودمنة ترسم عالماً متصوراً لتوحي بعالم آخر. نحن نعرف والقارئ العادي يعرف أن قصدنا نقد البشرية ونظام الحكم والعلاقات بين الأفراد، وحكمة الحكماء، وسفاهة السفهاء”. ويضيف:” هؤلاء ( يقصد قتلته) لا يقرؤون القصص الأدبية بعين أدبية أو إنسانية تريد أن تعرف الحقيقة وصراع الخير والشر، المهم في نظرهم أن يكون العمل خاضعاً حرفياً لتعليمات الدين، وحتى فى ذلك هم يغالون، لأن الدين نفسه عرض قصة الخير والشر، وقصة عصيان إبليس على الذات الإلهية، وروايات كلها تدور حول مفاهيم واضحة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون القصد منها التعرض لأي دين من أديان السماء، أو الازدراء به والقول بأنني كافر أو مرتد فيه افتراء”.
بنات الرياض – رجاء الصانع
“أرجو ممن لا ناقة لهم ولا جمل عدم حشر أنوفهم فيما لا يعنيهم”.
الرواية الأولى والوحيدة للكاتبة رجاء الصانع، صدرت في عام 2005، ممنوعة من النشر في السعودية لزعمها تشويه صورة المجتمع السعودي، الأمر الذي جلب الكثير من الوبال على رأس الكاتبة لدرجة التهديد بفقد فرصتها في الوظيفة والبعثة، وهي تحكي أحداثاً في حياة أربعة فتيات، قمرة، سديم، لميس ومشاعل (ميشيل).المشكلة في الرواية التي أجدها رواية خفيفة، تصنف كرومانسية اجتماعية، محكمة السرد، ممتعة وخاطفة أنها سردت تفاصيل سرية لفتيات سعوديات، رغم أن الأمور لم تبلغ درجة مرعبة من الانحراف مثلاً أو الخلاعة، إلا أن حقوقاً سطحية مثل الحب أو الحرية أو التعبير عن الألم والجرح، حقوقاً قد تكون متاحة في معظم الدول العربية الأخرى بدت أقرب لأساطير مستحيلة، الأمر الذي شن هجوماً مبالغاً فيه على الكاتبة وشخصياتها التخيلية..
وكأن الكاتبة تسرد سيرة ذاتية حقيقية، نفس الأمر الذي يقع فيه دوماً مهاجمو الأعمال الأدبية في الخلط بين الواقع والخيال، رغم أن كلها أمور يمكن حدوثها فعلاً في الواقع، لكن الهجوم الذي يشتد يشعرني فعلاً بالتعجب، وكأنهم يهاجمون خيال الكاتبة الذي لم يحدث، لكنهم يعلمون أنه –في الحقيقة- يحدث لذا فهم يطالبونا بالصمت وعدم الكلام وكأن هذا كافي لمنع حدوثه!
الفتيات الأربع بشكل عام يسردن قصصاً قد تحدث في أي بلد في العالم وليس شرطاً في السعودية، فمصاعبهم هي ذات المصاعب التي تواجه النساء، ومشاكلهم هي ذات المشاكل، بين الرغبة في العثور على الحب والاستقرار فالفشل المباغت غير المتوقع مثل قمرة، أو السقوط في فخه لدرجة الاستسلام ومن ثّم الفقد مثل قصة سديم، أو الاضطهاد بسبب صفة ليس لها ذنب فيها (مثل كون مشاعل من أم أمريكية)، أو الطموح والرغبة في التميّز مثل لميس.هناك العديد من الروايات العربية الأخرى التي تعرضت للهجوم أو المنع أو الاضطهاد، لكن كل هذه الأمور لم تكن سوى بمثابة تحفيز أكبر لانتشارها وقراءتها، المنع إذن يمنحنا فرصة الاهتمام وتسليط الضوء على أعمال قد تكون هامة، قد تلعب دوراً في التغيير، أو تفتح مجالاً جديداً للتساؤل..
لذا نحن شاكرون للمنع، ممتنون للهجوم، ومتبسطون مع الاضطهاد. في هذا العصر، عصر الشبكات الاجتماعية والعالم الصغير جداً، لم تعد هذه الأمور ممكنة، كل ما عليك فعله هو الضغط على زر التحميل لتحصل على نسخة كاملة من الكتاب أو الفيلم الذي ترغب فيه، السؤال هنا، ومع كل هذه الحقائق، ألم يحن الوقت للجهات المصادرة لحرية التعبير من إعادة النظر في سياساتهم، والتفكير في تقبل العصر الحالي المفتوح ومسايرته؟
0 comments: