₪≈اٍّلَّتُّأمُّلَّ فّْيٌّ اٍّلَّرًّدٌّ ذهّْنِّيٌّاًٍّ قِّبّْلّ الرد فّْاٍّئّْدٌّةْ ذهبية≈₪ فقط انصت..
فقط انصت..
مارك جولس
كتب مارك جولستون يقول: «في الوقت الحالي، هناك شخص ما في حياتك تريد الوصول إليه، ولكنك لا تستطيع، وهذا الأمر يفقدك صوابك . ربما يكون هذا الشخص في العمل أو مرؤوسا أو عضوا في فريق أو عميلا أو مديرا، أو ربما يكون شخصا يعيش معك في المنزل، شريك حياتك، ولي أمرك، أو مراهقا عنيدا، أو زوجك السابق الغاضب منك». إذا استطعت أن تجعل هذا الشخص يصل إلى حالة ذهنية هادئة ومتفتحة فمن المرجح أن تتمكن من حل الخلافات بينكما، سواء أظهرت هذه الخلافات على طاولة الاجتماعات أم طاولة الطعام. في هذا الكتاب ستكتشف تقنيات فعالة ومختبرة على أرض الواقع لتجعل الناس يقومون بما تريد منهم القيام به. مؤلف هذا الكتاب «مارك جولستون» طبيب نفسي في مجال الأعمال، وعلى مدى خمسة وعشرين عاما عمل الرجل مع شركات مختلفة من متوسطة حتى شركات ضمن قائمة 1000 شركة التي تصدرها مجلة فروتشن. ولدى الدكتور «جولستون» رؤية فريدة حول تحديات التعامل والتواصل مقترنة بما يزيد على ثلاثين عاما من العمل الطبي الاكلينيكي مكن بها أفرادا وفرقا ومؤسسات من إطلاق قدراتهم الكاملة. وقد عمل الدكتور «جونسون» أستاذا في معهد الأمراض النفسية والعصبية بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس على مدى أكثر من 25 عاما واختير كأحد أكبر الأطباء النفسيين في أمريكا أعوام 2009 و2005 و2004 من قبل معهد أبحاث المستهلكين في واشنطن العاصمة. سيساعدك هذا الكتاب على تحويل الأشخاص الذين يصعب عليك الوصول إليهم ويستحيل تعاملك معهم إلى حلفاء وزبائن أوفياء وزملاء مخلصين وأصدقاء العمر.
سر الوصول إلى الناس
بعض المحظوظين يبدون وكأنهم يمتلكون لمسة سحرية حين يتعلق الأمر بمحاولات إقناع الناس بخططهم وأهدافهم ورغباتهم، لكن في الحقيقة ليس في التواصل مع الناس سحر، بل هو فن.. وعلم، وهو أيسر مما تظن. لعلك على الأغلب لا تجد نفسك في مواقف كالتي يتعامل معها مفاوضو احتجاز الرهائن، ولكن بأي يوم من الأيام، من الذي تحاول إقناعه بفعل شيء ما ؟ الإجابة هي: كل من تقابل تقريبا فكل أشكال التواصل تقريبا هي جهد يبذل لاقتحام الآخرين، ودفعهم لفعل شيء يختلف عما كانوا يفعلونه قبل ذلك، لعلك تحاول أن تبيع لهم شيئا ما أو لعلك تحاول الحديث معهم بمنطق، أو لعلك بحاجة لإقناعهم بانك الشخص المناسب للوظيفة أو للترقية أو لبناء علاقة معينة. لكن ثمة تحد: للناس حاجاتهم ورغباتهم وأجنداتهم الخاصة، ولديهم أسرار يخفونها عنك، وكذلك هم متوترون ومنشغلون، ولديهم في الغالب شعور بأنهم غارقون لاذانهم. وللتعايش مع توترهم وخوفهم، فهم يقيمون حواجز ذهنية تصعب من الوصول اليهم، حتى لو كانوا يشاركونك الأهداف نفسها، ويكون مستحيلا تقريبا لو كانوا عدائيين. اقترب من أولئك المسلحين بالمنطق والحقائق فحسب، أو من يلجأون إلى المجادلة أو التشجيع أو الترافع، وستتوقع انك تستطيع الولوج اليهم، لكنك لن تستطيع على الأغلب بدلا من ذلك سوف يقضي عليك، ولن تجد أية إشارة لسبب حدوث ذلك.
الخبر السار هنا هو أن باستطاعتك الولوج إلى أولئك الأشخاص، بتغيير منهجك في ذلك فقط، فالأساليب التي يطرحها المؤلف في هذا الكتاب كانت فعالة مع مفاوضي احتجاز الرهائن وفي مواقف ميئوس منها تماما، وهي فعالة بالقدر ذاته. فان جربتها للتواصل مع رئيس العمل أو زميل العمل أو زبون أو زوجة فهي سريعة وسهلة وفعالة ويمكنك العمل بها على الفور. إن كل الإقناع يدور عبر خطوات تلك الدورة، وللانتقال بالناس من بداية دورة الإقناع إلى نهايتها عليك أن تتحدث معهم بطريقة تنقلهم:
**من المقاومة إلى الاستماع
من الاستماع إلى التدبر
** من الاستعداد للفعل إلى الفعل
** من الفعل إلى السعادة بما فعلوا والاستمرار في فعله.
تواصل مع نفسك أولا
السيطرة على عواطفك ليست فقط تتيح لك أن تكون قائدا عظيما بل هي أيضا المفتاح الأهم للتمكن من التواصل مع الآخرين، خاصة في أوقات التوتر وعدم اليقين، وذلك هو السر في قدرة مفاوض هادئ ومسيطر على الولوج إلى عقل شخص آخر يبدو أنه صعب المراس، والسر كذلك على النقيض في أن بكاء أو نواح أو عويل شخص آخر قد يسد إمكانية التواصل مع مستمعيه حتى لو كان هادئا ومتعاطفا.
من بين أهم ما يجب أن يتعلمه المرء هو كيفية التحكم في أفكاره ومشاعره، فمن هنا يبدأ في معظم الأحوال التواصل الناجح، وإتقان فن السيطرة على الذات سوف يغير من حياتك؛ لأن هذه القدرة سوف تمنعك من أن تصبح أنت أخطر أعدائك حين يتعلق الأمر بالتواصل مع آخرين في مواقف التوتر. وبالطبع لا تكون كل المواجهات الشخصية متوترة، لكن كثيرا منها يكون كذلك، وهي غالبا ما تبني أو تنهي مستقبلا مهنيا أو علاقة، وأكثر من ذلك أن المواجهات المتوترة هي تلك التي لا تكون مستعدا للتعامل معها عادة، كإجراء اتصال مبيعات أو التعامل مع عميل غاضب أو خوض مقابلة عمل صعبة أو مواجهة زوجة تتميز بالغيظ أو التعامل مع ابن مراهق متبجح، كل هذه المواقف يمكنها التأثير على عواطفك إلى النحو الذي لا يمكنك معه التفكير بوضوح، وحين يحصل ذلك تخسر. ومن ثم فان اول واهم قاعدة للسيطرة على موقف متوتر هي التالية : سيطر على نفسك أولا ولهذا تعملك مضيفات الرحلات الجوية وضع كمامة الأوكسجين على وجهك أولا قبل أن تضع واحدة لطفلك، واللطيف أن وضع نفسك تحت السيطرة هو أمر أبسط مما تظن.
السرعة هي كل شيء
في الواقع أنت تعرف على الأغلب كيف تتعامل بذكاء مع موقف متوتر وانت تعرف بالضبط كيف تنتقل من حالة الهجوم إلى الحالة العاطفية إلى حالة التصرف الذكي، لكنك للأسف لا تعرف كيف تقوم بذلك بالسرعة الكافية. واليك ما يحدث عادة بعد بعد دقائق قليلة من بدء المواجهة المتوترة تهدا قليلا ويتباطأ نبضك وتتباطأ أنفاسك قليلا، وبعد عدة دقائق أو ساعات تكتسب على الأغلب ما يكفي من سيطرة على ذاتك للبدء في التفكير في الخيارات وبعد مزيد من الوقت تبدأ في التفكير: هااا.. هذه طريقة ذكية للتعامل مع هذا. لكن حينئذ يكون الوقت قد فات على الأغلب، حيث تكون قد خسرت الصفقة أو نفر منك رئيس عملك أو زميلك أو اقتنعت حبيبتك بانك حظها العاثر أو تكون قد فوت اللحظة المناسبة لقول تعليق رائع أو ترك انطباع أولي رائع. فما هو الحل إذن ؟ في المواجهة المتوترة لكي تمنع نفسك من إفساد فرصة الاتصال الناجح بشخص اخر، عليك أن تسيطر على أفكارك وعواطفك خلال دقائق، وليس ساعات وباختصار انت بحاجة إلى التحول فورا من مخك الزاحف إلى الثدي البشري، وقد يبدو هذا مستحيلا لكنه ليس كذلك، والحقيقة أن باستطاعتك أو بالممارسة ان تفعل هذا خلال دقيقتين وحين تفعل ستتمتع بميزة على كل الباقين في المكان؛ لأنك ستكون الشخص الوحيد الذي فكر بشكل مستقيم.لكي تفهم طبيعة تأثير التوتر على قدرتك على الوصول إلى الناس عليك ان تعرف الخطوات العقلية التي تمر بها في وقت التوتر أو الأزمة و على الرغم من أن كل أزمة تبدو لك مختلفة عن سابقتها إلا أن عقلك يعاملها جميعا بالطريقة نفسها، ليس مهما طبيعة الأزمة، حادث تصادم بالسيارة، خسارة تعاقد بالعمل، جدل شديد مع شريك الحياة، فأنت تمر بتلك الخطوات بالترتيب ذاته في كل مرة تكون فيها مستاء. في أية أزمة صغيرة، قد تبدأ بمرحلة وسطى من تلك العملية وفي أزمة كبيرة سوف تبدأها من القاعة.. هذه العلمية يسميها المؤلف «التحول من النفور إلى القبول».
الناس تتغير إذا !
أن تجعل أحدهم يشعر بأنك تشعر به فهذا يعني أن تضع نفسك في موضعه، وحين تنجح في ذلك، يصبح بإمكانك تغيير آليات العلاقة في لحظة، وفي تلك اللحظة بدلا من محاولة كل منكما الحصول على أفضل شيء من صاحبه، فان كلا منكما يحصل على صاحبه وبهذه الخطوة الكبيرة يتحقق التعاون، التشارك، التواصل الفعال. ولعل الحرب الباردة قد انتهت واقعيا بالوصول إلى لحظة ذروة من تلك التي يعتريها التفهم، ففي لحظة تعتبر الان تاريخية وحين بدا أن محادثات الرئيس ريجان مع الرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتشوف قد وصلت حد الجمود، نظر ريجان إلى ما وراء وجه خصمه العنيد ليجد زعيما يحب شعبه بحق.
وفي لحظة بساطة رائعة دعاه ريجان إلى أن يناديه «رون» ( في مقابل منطق دعنا نتشاحن كرئيس في وجه رئيس، ونضرب كعوبنا في الفراغ ). لم يقبل جورباتشوف دعوته فحسب بل انضم إلى ريجان في دعوته إلى إنهاء الحرب الباردة، وكانت تلك عملية قبول بالأحجام العالمية. إن أحد أسباب الفاعلية الكبيرة لشعور الشخص انه محل تفهم يكمن في الخلايا العصبية العاكسة وحين تعكس مشاعر شخص اخر فان الشخص يتجه إلى فعل المثل، فإذا قلت «أنا أتفهم طبيعة شعورك» فإن الشخص الآخر سوف يكون ممتنا لك وسيعبر على الفور عن امتنانه بالرغبة في تفهمك بالمقابل، أنها حركة بيولوجية لا يمكن مقاومتها، وهي التي تشد الشخص الأخر نحوك.على الرغم من قوة تلك الحركة فان الناس غالبا ما يقاومون استخدامها لأنهم يترددون في إقحام أنفسهم في مشاعر الآخرين الشخصية، خاصة في العمل، لكن إن بدت علاقتك مع شخص آخر متجهة إلى طريق مسدود فإن الإنجاز الفارق سيكون في إشعاره بأنك تشعر به وتتفهمه.
لا تصطنع بل اهتم بحق
انت لست فقط رهين أولئك الأشخاص الذين يقاومونك أو يرهبونك أو يغضبونك أو يثيرون سخطك، فانت كذلك رهين أخطائك حين تفشل في إيجاد طريق للتواصل مع أشخاص لا يعرفونك على الإطلاق أو أنهم يتصرفون كما لو انهم مهتمون بمعرفتك. لا تفكر أبدا في الإحباط، يمكنني تحقيق أي شيء أن أمكنني فقط إثارة اهتمام ذلك الشخص بي.. وهذا بالضبط هو ما نتحدث عنه. لكن انتظر: لقد ثبت في عبارتك هذه سر عدم قدرتك على التواصل… لماذا ؟ لأنك تركز كل انتباهك على ما يمكنك فعله لدفع ذلك الشخص إلى الاعتقاد بانك شخص رائع أو ذكي أو ظريف، وهنا يكمن الخطأ لأنك فهمت الأمر بشكل معكوس، ولكي تعرف السبب انظر إلى ما فعله اثنان من انجح الناس في هذا العالم.الانصات التام هو واحد من المصطلحات التي غالبا ما تقال في وصف «وارين بينيس» رئيس مجلس الإدارة والمؤسس لمعهد القيادة بجامعة جنوب كاليفورنيا وواحد من أكثر من قابل المؤلف في حياته إثارة للاهتمام، لكنك حين تكون بصحبته لا يهم في ذلك أن كنت من يركن له سيارته أو كنت المدير التنفيذي لـ«جوجل» فانه يجعلك انت محور انتباهه.
ما يعلمه بالفطرة اشخاص مثل «وارين بينيس» وبالطبع «ديل كارنيجي» وما زال يتعلمه اناس اصغر سنا ويتفوقون «ذكاء وحكمة» مثل «جيم كولينز» ومثلك أنت، هو أن السبيل لاكتساب الأصدقاء بحق والتأثير بأفضل الناس يكمن في أن تكون أكثر اهتماما بالاستماع لهم بدلا من محاولاتك إثارة اهتمامهم بك.
ومن منظور علوم المخ، إليك سبب ذلك، كلما زاد اهتمامك بشخص آخر، قللت من خلال مستقبلات الخلايا العاكسة. وهو ذلك الطموح البيولوجي لدى الشخص لان يعكس العالم مشاعره الخاصة. كلما فعلت ذلك زاد امتنان ذلك الشخص تجاهك وزاد التعاطف الذي يشعر به تجاهك فعليك إذن أن تكون مهتما بالطرف الآخر لا أن تحاول إثارة اهتمامه بك.
وكما يقول المثل القديم «ليس بإمكانك افتعال الصدق» كذلك لا يمكنك افتعال الاهتمام، فلا تحاول ذلك، وكلما أردت التأثير والتواصل مع أشخاص مميزين وناجحين كنت بحاجة للاهتمام الصادق.
اشعر الآخرين بقيمتهم
الناس بحاجة إلى من يشعرهم بقيمتهم، نحن بحاجة لذلك قدر حاجتنا للطعام، الهواء، الماء، فليس كافيا أن نؤمن في أنفسنا بأننا أصحاب قيمة، بل نحن بحاجة إلى أن نرى قيمتنا بادية في عيون الناس حولنا.
إشعار الناس بأن لهم قيمة تختلف عن إشعارهم بأن هناك من يشعر بهم، وكذلك يختلف عن إشعارهم بأنهم ملفتون للانتباه؛ لأنك هنا تمسهم على مستوى أكثر عمقا، وحين تشعر شخصا ما بقيمته فأنت تقول له: «ثمة سبب لوجودك وثمة سبب لنهوضك كل يوم من فراشك وفعلك كل ما تفعل. ثمة سبب لكونك جزءًا من هذه العائلة، هذه الشركة، هذا العالم، فوجودك يصنع فارقا. حين تشعر الناس بالأهمية فأنت تمنحهم شيئا لا يقدر بثمن، وفي المقابل فأنهم يصبحون مستعدين للذهاب ولو إلى نهاية العالم طاعة لك، ولهذا فإنك تجد من السبل -إن كانت درجة ذكائك العاطفية عالية- ما تظهر بها لمن تقدرهم – الوالدين، الأبناء، الزوجة، رئيس العمل، زميل العمل، حجم قيمتهم الكبيرة عندك. ستجد سبيلا تقول لهم به انهم جعلوا عالمك أكثر سعادة أو مرحا أو أمنا أو أقل توترا أو أكثر متعة أو أقل خوفا أو أنهم جعلوا كل شيء أفضل حالا وحسب.
اعتقد أنك متفق معي حتى الآن فكثير من هذا هو من البديهيات ولعلك تدرك أن هذه الإجراءات ستكون ناجحة بشكل رائع حتى هذه اللحظة. لكن هذا هو الجانب اليسير من المسألة والآن دعني أخبرك بشيء لعلك تجد إشكالا في تقبله، أريد إقناعك بأن من الفطنة أن تخرج قليلا على السياق لتسمح للأشخاص المزعجين بحياتك الشكاءين المتذمرين المعرقلين ليشعروا بأهميتهم كذلك. ولعلك الآن تقول على الأرجح: «هل أنت مجنون؟ ما الذي يدفعني لإشعار من يخربون حياتي بأن لهم أهمية مع أن الحقيقة على خلاف ذلك ؟ الإجابة بسيطة: من بين ما يشترك فيه معظم أولئك الذين ترتفع تكلفة رعايتهم ويسهل إغضابهم ويصعب إرضاؤهم أن لديهم شعورا بأن العالم لا يعاملهم بالعدل الكافي، وهم بالأساس لا يشعرون بأن لهم أهمية في هذا العالم، ويكون ذلك عادة لأن شخصيتهم المنفرة تقف أمام تحقيقهم للنجاح.
الابتعاد من نطاق الهموم
التوتر ليس شيئا سيئا، فهو يدفع للتركيز، عقد العزم، اختبار الهمة، لكن إذا تطور هذا التوتر إلى هم شديد ساعتها نفقد رؤيتنا لأهدافنا المهمة طويلة المدى ونبحث فقط عما يريحنا بشكل فوري، وعند تلك المرحلة ننشغل جدا بالبحث عن مخرج طوارئ مما نحن فيه من الم لكي يصل للحد المنطقي أو حد السيطرة. إذا حاولت التواصل مع أشخاص في حالة هم، فإن إضافة التوتر لما هم فيه قد يكون كارثيا، وذاك هو الخطأ الذي يحيل العديد من مواقف احتجاز الرهائن إلى نتائج مميتة، وهو خطأ كفيل كذلك بإفشال صفقة أو تدمير علاقة إن اتخذت تلك الخطوة الخاطئة فإن من يوشك على الوصول إلى حالة الهم سوف يستجيب بأحد هذه الأشكال:
** التصرف بلا وعي… نعم.. نعم.. خذ هذه… وتلك هي نتيجة سيطرة اللوزة على الدماغ حيث تبطل اللوزة عمل قطاع المنطق في المخ وتدفع الشخص للتصرف بعدوانية.
** التذمر اللفظي: ليست لديك أدنى فكرة عما أعانيه، لا يمكنك التواصل مع شخص ينفث ما بداخله؛ لأنك في المقابل تنطلق مدافعا عن نفسك ومتجها نحو الهجوم المضاد.
** كبت الغضب: لا لا شيء وهو يصر على أسنانه، والشخص الذي يختار هذا السبيل سوف يصدك بدلا من أن يسمح لك بالتواصل.
لكن ثمة خيارا يمكن لمن يعانون الهموم أن يتخذوه، إن أنت بينت لهم السبيل إليه : الزفير، فمن خلال الزفير فقط يتمكن الناس من معايشة مشاعرهم والتعبير عنها –كتصريف جرح- من دون مهاجمة للأخرين أو لأنفسهم. إنها الاستجابة الوحيدة التي تدفع المتوترين للاسترخاء وتفتح عقولهم على الحلول المتقدمة لهم من الآخرين، وهو ما يقدم بدوره فرصة للتخلص من مصدر التوتر ومنع تكراره.
حين تمنح شخصا مهموما حيزا للتنفيس مكانا ومسافة لكي يطلق أنفاسه، فإن الموقف لا يعود إلى حالته الأولى وقد بدأت بالفعل في تحسينه فبخلاف تهدئة الشخص المهموم، أنت تبني جسرا عقليا بينك وبين ذلك الشخص، وحين يبني ذلك الجسر، يمكنكما التواصل عبره.
اظهر ضعفك
يقول المؤلف إنه مثلي كمثل كل الشباب خاصة من الرجال، اعتقدت في مرحلة ما أن اكتساب الاحترام قرين بإخفاء الضعف خاصة لوالدي، لكنه كان يعني إخفاء الأخطاء ومواراة الخوف عبر صورة زائفة، لكني تعلمت العديد من الدروس في تلك التجربة المؤثرة. أولها أن الناس سوف يغفرون لك وربما يحاولون مساعدتك إن تحدثت بأمانة في شأن خطئك، وثانيها إن ما يغضب الناس ويحبطهم ليس امتناعك عن قول الحقيقة، بل أنه كل فعل تقوم به تحاشيا لقولها. ويضيف تعلمت كذلك أن الأفضل أن تحاول خلق الصلة مع الناس قبل أن تقع في الخطأ، وحين تنتظر إلى أن تقع في الخطأ لتسأل الناس المساعدة فإنهم سيجدون في ذلك محاولة لتحاشي العقاب ومع ذلك يبقى التواصل مع الناس بعد الوقوع في الخطأ خيرا من تحاشي التواصل معهم على الإطلاق.
إن الإقرار بشعور الضعف يقويك فهو يمنع من سيطرة اللوزة على الدماغ والذي قد ينشا عنها قرارات متسرعة وخيارات فاصلة في غاية السوء، وهو يسمح لك بالتنفس وليس بالانفجار، وفعل النقيض، فالتظاهر بانك بخير مع ان حياتك تنهار هو امر خطير وقد يكون مميتا. لكن اظهار الضعف ليس مجرد تنفيث لابخرة مكتومة، بل هو تواصل، وحين تكون خائفا أو مجروحا أو مهانا، لكن لا تزال مبقيا على غطاء من التورية مخافة ان تفقد احترام الاخر، فان هذا يحدث :
** يتسع خلل مستقبلات الخلايا العاكسة وتشعر بان لا احد يفهمك، لانك لا تمكن الاخرين من فهمك، ذلك ان احدا لا يملك اي دليل على ما يحصل لك، فانت متقوقع على نفسك والجرح ذاتي.
** والشخص الذي تخشى فقد احترامه يستطيع ان يقرأ محنتك ويتفهمها، لكنه بدلا من ذلك سوف يعكس التوجه الذي تستخدمه لمواراة محنتك، فاذا استخدمت الغضب للتورية على الخوف فلن تجد من الآحرين سوى الغضب، واذا كنت تستخدم أسلوب الافساد لتغطية شعور العجز فسوف تجد الشيء ذاته في المقابل.
حين تظهر ضعفك، حين تجد الشجاعة لتقول انا خائف أو انا وحيد، أو انا لا اعلم كيف اتجاوز ذلك، فان الشخص الآخر سوف يعكس على الفور مشاعرك الحقيقية، انها حقيقة بيولوجية لا يمكن مقاومتها، وسوف يعرف محدثك مدى السوء الذي تشعر به، وربما يشعر بالألم نفسه، ونتيجة لذلك فانه سوف يكون راغبا في ايقاف آلامك، ويقود ذلك إلى رغبة في المساعدة.. والرغبة في المساعدة تقود إلى حل.
ابتعد عمن ينشرون سمومهم
يحدثنا المؤلف عن جماعة يطلق عليها المعوزون، ويبين ان هناك العوز الخفيف وهو ليس بمشكلة، ثم هناك العوز الماص لدمائك، وهذا الصنف الثاني هو ما يجب أن تقلق منه.
المعوزون بشكل مرضي قد يستنزفونك تماما على الصعيد المالي أو العاطفي أو كليهما، أولئك هم من يبعثون برسالة مفادها «أنا بحاجة إليك لحل جميع مشكلاتي».. أنا لا أستطيع العمل لوحدي.. سعادتي تعتمد عليك كليا… إن تركتني فسوف أموت.. وبخلاف أصحاب الحاجة أولئك الذين يطلبون المساعدة في حين يكونون بحاجة لها ونقدرهم نحن حين يفعلون. فان أولئك المعوزين مرضيا في حال طلب دائم للمساعدة والاهتمام، ويستخدمون الابتزاز العاطفي للحصول على حاجتهم، ويعرضون الامتنان إن حصلوا على حاجتهم فقط كي يبقوك عالقا.المعوزون بشكل دائم يمتصون الحياة منك، لأنك مهما فعلت لأجلهم فلن يكون كافيا أبدا، هم لا يميلون نحوك التماسا لدعم طارئ بل يميلون عليك حتى يسحقوك، وبمجرد أن يلتصقوا بك فانهم لا يغادرونك أبدا.. حاول أن تخلعهم وسوف يتشبثون بك بقوة أكبر. يرفض أصحاب الحاجة أن يتخذوا قرارا أو يعالجوا مشكلة بأنفسهم، هم يريدون منك أن تقضي الساعات وأنت تمسك بأيديهم وتساعدهم في تصفية مشكلات حياتهم، فما أن تنتهي من حل أزمة إلا وجدتهم يولولون لك بشأن التي تليها، وستغرق أكثر فأكثر في هذا البحر من الرمال المتحركة مع كل مرة تحاول فيها إخراجهم منها. سوف تشعر كذلك بالاكتئاب والعجز إذا ما قضيت الكثير جدا من الوقت مع ذلك الشخص المعوز، لأنك سوف تستنزف ذاتك ولن تسمع شيئا من الشكر المقابل عدا أن يقول: «ما زلت كسولا مازلت حزينا لقد أخفقت لقد وعدت بإنقاذي لكنك لم تفعل، وتلك وصفة معتادة لحدوث خلل في استقبال الخلايا العصبية العاكسة.
هل من قاعدة ذهبية قبل الانصراف ؟ بالقطع إن أحسن سبل التواصل مع الناس هي أن يكون الناس قادرين كذلك على التواصل معك.
0 comments: