الهروب للأمام من أستحقاقات الشعوب




لا احد يستطيع نكران الحقيقة ان الولايات المتحدة اقوى دولة في العالم اقتصاديا وعسكريا... ولكن هذا لايعني ان نظام الحكم عندهم افضل واعدل انظمة الحكم في العالم ... فهي كأي دولة تعاني من المشاكل مع جماهير شعبها ... النظام الاقتصادي المعمول به عندهم هو الرأسمالية ... وعلى بساطة فهمي لهذا النظام لانني لست اختصاص في الانظمة الاقتصادية ... فان راس المال يتحكم به الافراد وليس الدولة ... وهذا يعني توزيع الثروات يبقى غير عادل بين ابناء الشعب ... اي ان عدد محدود من الناس والعوائل تمتلك ثروات طائلة وفي نغس الوقت تعاني الغالبية العظمى من الشعب من الفقر والحاجة والؤس والحرمان ...وقد اعلنت اخر الاحصائيات عن الاقتصاد الامريكي ان مديونية هذه الدولة لدول العالم تجاوزات مئات تريليونات الدولارات فمن اين ستسددها وكيف ؟؟؟...كما ان 45 مليون نسمة من الشعب الامريكي تعيش تحت خط الفقر ... وبما ان الشعب الامريكي من الشعوب المثقفة والواعية فلن يسكت مثل شعوبنا على هذا الوضع المزري ...ولهذا نجد الفئات المتضررة تحاول الانتفاض والاحتجاج بين حين واخر ...وكما حدث مؤخرا في احتجاجات وول ستريت في نيويورك ...وهذا الحي يعتبر اكبر مركز مالي في الولايات المتحدة الامريكية وربما في العالم ...والغريب ان وسائل الاعلام في دولنا المتخلفة ودوائر الاعلام فيها قد تجاهلت الازمة او مرت عليها مرور الكرام ... خوفا من خدش هيبة الولايات المتحدة الدولة العظيمة وكما حدث قبلها عند احتجاج و انتفاض الشارع البريطاني قبل اشهرمن الان ...فمن هنا نستنتج ان الادارة الامريكية والمسيطر عليها من قبل الكارتل المالي والصهيوني (الايباك ) تخطط للسيطرة على الشعوب الضعيفة وسلب ارادتها بمختلف الوسائل المتاحة سياسيا او اقتصاديا او عسكريا ونهب ثرواتها الوطنية وفي مقدمتها النفط ...
فاية مراجعة سريعة للسياسة الامريكية في العالم ولاسيما بعد الحرب العالمية الثانية نجد أن هذا النهج واضحا ولاسيما بعد اختفاء القوة المضادة المتمثلة بالمعسكر الاشتراكي ...اولا تحدد وتثبت الدول المستهدفة ثم تبدأ بتسقيطها الواحدة تلو الاخرى .. وكما لاحظنا بالسابق السيناريو يبدأ بتسليم السلطة لعملاءها  ليحقق النظام  تنفيذ مخططها المرسوم كما تفعل اليوم السعودية وتركيا ودول الخليج مثلا ... فان لم تتمكن من ذلك ...تلجأ هي والجوقة من حلفائها الضغط السياسي وتصعيد هذا الضغط تدريجيا الى فرض العقوبات والحصار الاقتصادي والطريقة الجديدة والتي اتبعت مؤخرا ...باعلان سحب الشرعية من القادة الحكام والسياسين واحالتهم الى المحاكم الجنائية الدولية فيما بعد هزيمتهم وبقاءهم احياء كما فعلوا مع صدام وبن علي وحسني مبارك  ... او  بتهييج وتسليح وتمويل عناصر صديقة او مخدوعة او عميلة لها لخلق الفوضى والخراب ...وبالتالي انهيار هذه الانظمة لانها  ليست ديمقراطية وليست شعبية ...مما يجعلها سريعة الانهيار امام اي هزة اجتماعية ...بسبب الفقر والقمع والدكتاتورية الفردية ... من هنا نجد ان الشعوب المسكينة والمبتلاة بهذه الانظمة الديكتاتورية تقع بين المطرقة والسندان ...سندان الانظمة القمعية الاستبداية الدكتاتورية والفردية وبين مطرقة الولايات المتحدة وحلفاءها الاستعمايين ...والرأسمالية واطماعها التي تدمر البلاد وتنهب العباد ...فلا حل وسط بين الاثنين .. الاثنان مربالنسبة لهذه الشعوب  ... ان بقي الشعب تحت نير النظم الديكتاورية ...فهم يعانون الويلات والمأسي ... وان ركض وراء وعود الاستعمارين الجدد بالحرية والديمقراطية ... فلا يحصل الا على وعود سرمدية واحلام وردية ... كمن يهرب من الرمضاء الى النار كما يقول المثل العربي ...وكما حدث لشعبنا المظلوم في العراق ...
ومما يثير الالم في النفس ان الكثير من الكتاب والمثقفين والساسة والحكام ووعاظ السلاطين من الاعلام المأجور يتراكضون لانجاح او مساعدة سياسية الولايات المتحدة للسيطرة على الشعوب الضعيفة ... انني دائما اعتبر نموذج تدمير وطني العراق الحبيب ...كمثل نموذجي للنهج الامريكي الحديث ولتحقيق اطماع الجشع الرأسمالي الامريكي ...أبد لن انسى شخصيا كيف اخرجت الادارة الامريكية تمثيليات ومسرحيات كاذبة ...ومع هذا طبل وزمر العالم اجمع لانجاحها ..فمن منا ينسى الحوادث التالية على اساس المثل لا الحصر :-
---   الدفع نحو استمرار الحرب بين العراق وايران لمدة ثماني سنوات مريرة لاضعاف الشعبين  الايراني والعراقي بحرب عبثية لامعنى لها ؟؟؟
---   نصبوا فخا لصدام وغزا الكويت ... والنتيجة معروفة ...كذب ودجل وافتراء في سبيل تحقيق اهدافهم ...وحتى يومنا هذا يتمادى حكام الكويت في تدمير وسرقة اموال الشعب العراقي وبلا درة من ضمير او اخلاق ..
فهل نسينا كيف مثلت ابنة السفير الكويتي دورا قذرا بادعاءها وهي تبكي في شهادتها امام مجلس الامن ان الجندي العراقي قتل الاطفال الخدج الكويتين ليسرق حاضناتهم ... مما اثار استياء العالم علينا وبالذات الشعب الامريكي واظهرتنا كاننا وحوش ؟؟؟
فهل نسينا كيف اعلنت الولايات المتحدة مع الصور الجوية ان العراق ارسل دباباته لغزو السعودية وتبين فيما بعد كذبها ...
فهل نسينا كيف تامر الكويتيون والامارتيون لتخفيظ سعر النفط ليصبح 7 دولارات للبرميل وتدمير الاقتصاد العراقي ...وحتى يومنا هذا يحاولون تدمير العراق وشعبه ؟؟؟
هل نسينا موقف العملاء وبما فيها نظام سوريا والذي تشرب هي اليوم من نفس الكأس الذي شرب منه العراقيون .. تأمروا على تدمير العراق ؟؟؟ واليوم جاء الدور لتدمير سوريا وتمزيق لحمة شعبه .. وانهاك جيشه .. وتخريب اقتصاده المستقر لعقود ؟؟؟
هل نسينا موقف الجامعة العربية الذليل والمخزي ضد العراق واليوم ..تقف نفس الموقف من سوريا ...مما يؤكد الدور المعادي لهذه المؤسسة التي اوجدها الاستعمار البريطاني ؟؟؟
هل نسينا موقف تركيا وتسخيرها مطاراتها لقصف الشعب العراقي ..ولازالت حتى يومنا هذا تقصف اهلنا الاكراد في الشمال وبتواطأ مع عملاء الداخل ... ونرى اردوغان وغول وغيرهما يكذبون على المسلمين مدعين انهم حماة  حمى بيضة الاسلام كذبا وزورا !!!
هل نسينا تقارير الاستخبارات الامريكية والبريطانية في تشويه الحقائق ؟؟؟ فجعلوا من العراق دولة تهدد السلام العالمي ...وتمتلك السلاح النووي والكيمياوي والبايولوجي وغيرها من الاسلحة الفتاكة ؟؟؟
هل نسينا كيف ادعوا ان صدام حليف لتنظيم القاعدة وبن لادن ؟؟؟
فمن يريد تعداد مواقف امريكا تجاه الشعوب بالتأكيد لايمكن حصرها ... والنتيجة هي زيادة حقد وكراهية الشعوب الفقيرة والضعيفة لشعب الولايات المتحدة الامريكية ...لانها تريد سرقة اموال الشعوب لكي تزيد اموال القلة القليلة من تجار الحروب في العالم الغربي الاستعماري ... فمن يتصور ان حرب العراق او افغانستان او السودان او ليبيا اوسوريا كانت لمساعدة شعوبها فهو مخطيء .. ومخدوع ..
اليوم تمثيلية جديدة ..مخرجها فاشل وغير مهني ... اذ تتهم الادارة الامريكية الايرانين وباشراف وتوجيه الرئيس الايراني احمدي نجادي بالذات للتخطيط لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة .. من قبل شخصين ايرانيين ..احدهما يمتلك سلاح دمار شامل ( تصوروا شخص يمتلك سلاح دمار شامل...من يصدق ويعقل هذا ؟؟؟ كأن هذا السلاح لعبة اطفال ؟؟؟ ) ..مسرحية سخيفة تهين العقل الانساني ...والغريب ان...السعودية هذه الدولة الرجعية والتي استرخصت ثروة شعبها لتقدمه على طبق من فضة لمصاصي دماء الشعوب من الامريكان ..تركض لتصدق الخبر وتعلن تهديداتها لايران وبالتالي لشعوب المنطقة... النتيجة المستخلصة ان العملاء يبقون عملاء ... عائلة ال سعود تريد ان تبقى تمتص دماء شعب المملكة حتى لو منحته بلاش للامريكان ...ولايبالون حتى لو احرقوا الامة العربية او الاسلامية عن بكرة ابيها ...المهم ارضاء الامريكان ...والكارتل النفطي ... فهل سينجح الامريكان في نهجهم  هذا ؟؟؟؟...انا لا اظن ذلك ...الشعوب الامريكية والغربية اصبحت اكثر وعيا وادراكا لمعاناة الشعوب الضعيفة ..وبنفس الوقت فان افتعال الازمات والمشاكل وربما الحروب بعيدا عن حدود الولايات المتحدة لابد ان يأتي يوميا لتنتقل النار الى الداخل .. فعدد الفقراء والجياع يزداد يوما بعد اخر وبالذات في صفوف الشعب الامريكي ..او البريطاني ... وبنفس الوقت تتركز الثروة عند القلة القليلة من الافراد ...وهؤلاء لايهمهم مشاعر الفقراء ...عندها لابد من حدوث الاصطدام والصراع بين طبقات المجتمع الامريكي والغربي خاصة ...اما في الشرق فالاعلام يعتم عليه ..
من هنا نستنتج ان هروب الولايات المتحدة الامريكية او بريطانيا من مشاكلهم الاقتصادية الى افتعال الازمات والصراعات وربما الحروب سواء في ليبيا او باكستان اومصر او ايران ...لن تجنبهم المصير المحتوم ...قد يؤخر المشكلة ولكن لن يحلها ابدا ...
انني اعتقد واحس ان المخطط التالي هو في تركيع ايران والاستيلاء على ثروتها النفطية بمساعدة سعودية تركية اسرائيلية ... فأن لم ينجحوا (بالعيني والاغاتي ...فبضرب القنادر ) كما يقول العراقيون ... فهل يدرك اعداء شعوبنا من حكامنا الى اي مستنقع اسن يقودوننا ؟؟؟ لا أظن ذلك لان الجميع عملاء وعبيد للدولار ...
اللهم لاتسلط علينا من لايخافك ولا يرحمنا ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...
منقول عن نوري جاسم المياحي

0 comments:

Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية