«التاريخ يعيد نفسه، أم أن البشر يعيدون التاريخ»،التاريخ يخبرنا بمصير العالم مع خروج بريطانيا وصعود بوتين وترامب




التاريخ يخبرنا بمصير العالم مع خروج بريطانيا وصعود بوتين وترامب
(من اروع ما كتب حديثا (مترجم


ام أن البشرية مجبولة على اتباع طرق تؤدي بها كل مرة في نهاية المطاف إلى كارثة ودمار شامل؟ أسئلة تكاد تتكرر في كل موقف قد يتشابه مع حدث تاريخي.
لا تنفك البشرية أن تخرج من فترة دمار شامل فتدخل في أخرى، ويبدو أننا على وشك الدخول في إحدى تلك الفترات، هكذا يقول «توباياس ستون» بعد محاولته استشراف مستقبل العالم اعتمادًا على التاريخ. قد تثبت صحة رأيه أو خطأه، ففي النهاية هو يكتب ليمنع كارثة، أو ربما مثله مثل الكثيرين يكتب ليقال عنه مستقبلاً أنه أحد الذين تنبأوا بالكارثة.
ينطلق «توباياس» من خلفية تاريخية بسبب دراسته الأكاديمية للتاريخ والتي ارتبطت إلى حدٍ ما بدراسة علم الآثار والأنثربولوجيا. يلخص «توباياس» وجهة نظره قائلًا إن شعوب العالم تقتصر خبراتهم المتناقلة بالتاريخ على 50 أو 100 عام، وغالبًا ما تكون خبرات نَفَلَها لهم الآباء والأجداد. لكن، ليصل الفرد إلى خبرات أبعد من ذلك، عليه أن يقرأ في التاريخ، ويدرسه ليتعلم منه كيف يفك شباك حروب الدعاية الحتمية في كل قصص التاريخ، فالأخذ برواية واحدة للتاريخ لا يصل إلى فهم حقيقي للسياق الأوسع للأحداث.

الدمار هو عادة البشر

إذا استعرضنا تلك القائمة التي تشمل جميع الحروب التي مرت بها البشرية، ربما نستنتج أن الحروب هي باختصار «عرف» البشر، حتى في الأوقات التي قد تخلو من الحروب، نجد كوارث طبيعية تحل بالأمم مخلفةً نفس أثر الحروب، فتحصد مئات الآلاف بل الملايين من الأرواح، ولا أدل على ذلك من الطاعون الذي فتك بأوروبا. شبه «جيوفاني بوكاتشو» في افتتاحية روايته ديكاميرون – التي تعرض قصة الطاعون في سلسلة مكونة من 100 قصة – وقوع مدينة فلورنس في قبضة الطاعون، بالدمار الذي خلفته معركة «السوم» و«الهولوكوست» و«القنبلة النووية على هيروشيما».

ويضيف أن أيًا منا لا يمكنه مجرد تخيل كم المعاناة التي مر بها من عاصروا تلك الأحداث، ربما هم شعروا أنها نهاية العالم، وأنه لا حياة بعد الطاعون، لكن أحد الحقائق التي خلفتها كل تلك الكوارث الطبيعية والبشرية هي أن «المرونة» صفة متأصلة في الإنسانية. فهي قادرة على النهوض مجددًا والاستمرار بعد كل كارثة مدمرة تحل بها. وبعد قرون، ها نحن نخرج ببعض الآثار الإيجابية التي خلفتها كل تلك الكوارث، فعلى سبيل المثال، ما بدا وقت انتشار الطاعون أنه نهاية العالم، يرى المؤرخون الآن أنه كارثة طبيعية استهدفت بانتقائية أرواح مئات الآلاف من ضعاف البنية والمرضى، ففي نهاية المطاف خلَّص الطاعون البشرية من أمثال هؤلاء في فترة زمنية وجيزة. ونتج عن ذلك تغير في البنية الاجتماعية في أوروبا، فذلك التجريف المأساوي للسكان تسبب في نقص العمالة، مما انعكس على زيادة المرتبات وانخفاض الأسعار؛ وبالتالي ارتفاع مستوى المعيشة.على سبيل المثال، تحسنت نوعيات غذائهم.
فعلى المستوى العالمي، على الرغم من أن من عاصروا الطاعون والحربين العالميتين والمجاعات السوفيتية والهولوكوست بالتأكيد شعروا أنها نهاية العالم، وكذلك انهيار الإمبراطورية الرومانية ومحاكم التفتيش وحرب الـ30 عاما والحرب الأهلية الإنجليزية، فإن الحقيقة التي تؤكدها كل تلك الاحداث هي أن البشرية لها القدرة على تخطي تلك الكوارث.
أما على المستوى المحلي، عندما تتصاعد وتيرة الأحداث، وتخرج عن نطاق السيطرة فيصعب وقفها، فتحدث دمارًا شاملاً، يصعب على الناس إدراك ما قد يصل إليه المؤرخون من فهم الصورة الأكبر وعلاقة الأحداث ببعضها، وكيف يؤدي حادث صغير إلى سلسلة أحداث متتالية تزداد في شدتها. على سبيل المثال قد يصعق البعض لدى معرفة أن حرب الـ«سوم» كانت نتيجة نهائية لحادث اغتيال دوق نمساوي في البوسنة. وعلى الأرجح لم يدرك أي ممن عاصروا تلك الحرب التي حصدت أرواح 17 مليون شخص أنها اندلعت بسبب اغتيال شخص ذي مرتبة «ضئيلة» في أحد العائلات الحاكمة في أوروبا.
يؤكد «توباياس» أن ما حدث في حالة الطاعون أو حرب الـ«سومو» لم يكن سوى نمطًا اعتادت البشرية عليه. لكن مجددًا لأن خبراتنا التاريخية لا تتعدي المائة عام، فنحن لا ندرك ذلك.

تجاهل التحذيرات

قبل نشوب الحرب العالمية الأولى حذرت عقول «لامعة» من أن شبكة المعاهدات في أوروبا يشوبها خطأ جسيم سيؤدي حتمًا إلى نشوب حرب كارثية. لكن مثل تلك الأصوات إما أُسكتت أو استسخِفَت بادعاء أنها تحذيرات «حمقاء»، ولطالما كان الحال كذلك، ففي وقتنا هذا تُسَخَّف الأصوات المتخوفة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمعارضة
لترامب وبوتين.

وعقب الدخول في حرب – الحرب العالمية الأولى – لإنهاء كل الحروب، نشبت حرب أخرى، وهو أمر يتوقعه المؤرخون. فالناس بعد دخولهم في حالة فقدان السيطرة على بلادهم ومصائرهم بدأوا في البحث عن كبش فداء. فبدأوا في البحث عن قائد شعبوي له حضور قادر على التأثير في الحالة المزاجية العامة، ثم حدد هو لهم من هو كبش الفداء من خلال خطاباته التي أشعلت نيران الحقد والكراهية، وافتقرت لذكر أي تفاصيل منطقية، فبدأت الجماهير تتبعه متحركةً ككتلة واحدة يغيب عنها أي منطق يفسر أفعالها، فاستحال ردعها.
تصف تلك الحالة تحديدًا هتلر، والصادم في الأمر أنها تصف أيضا موسوليني وستالين وبوتين وموجاب والكثيرين غيرهم. ولعل «موجاب» (رئيس زيمباوي الحالي) أحد الأمثلة البارزة، فقد أزكى الحقد الشعبي تجاه الأقلية البيضاء وفي نفس الوقت ملاك الأراضي الزراعية الخبراء بالزراعة. فحشد الناس ضدهم حتى استولوا على الأراضي ووزعوها فيما بينهم، لكن سرعان ما انهارت الزراعة والاقتصاد، ولم تخلف سوى الجوع. فتاريخ المجاعات حافل هناك. مجاعة الاتحاد السوفيتي، والمجاعة التي تسبب بها الشيوعيون في الصين وأدت إلى وفاة من 20-40 مليون شخص. ربما لا يبدو من المعقول أن البشر سيسلكون بإرادتهم طريقا يؤدى إلى كارثة تقتل عشرات الملايين، لكن الحقيقة أنهم لا ينفكون يخلقون مثل تلك الأوضاع مرارًا وتكرارًا.

قصور في إدراك السياق الأكبر

لا تدرك الجماهير ولا زعمائهم الشعبويون في البداية مآلات أفعالهم الكارثية كما ندركها نحن بعد دراسة التاريخ، بل يرون أنهم على حق، فتنطلق الجماهير الغاضبة في التهليل لأولئك الزعماء الشعبويين الذين بدورهم يتغذون على عاطفة وغضب الجماهير. كما أنهم يحقرون كل رأي منتقد لتلك الموجة من التأييد والانقياد. يقول «توباياس» إن مثل ذلك السلوك يحدث لأن الجماهير وقادتهم الشعبويين ينظرون لحاضرهم فقط متجاهلين الماضي والمستقبل، إضافة إلى أن تركيزهم ينصب على واقعهم المحلي دون محاولة إدراك كيف تترابط الأحداث العالمية، فضلاً عن أن السواد الأعظم منهم لا يقرأون ولا يسمعون للآراء المخالفة لهم.
هذا تحديدًا ما يفعله ترامب في أمريكا، وأولئك الذين اكتسبوا بعد نظر من قراءتهم للتاريخ يمكنهم أن يروا ما يحدث بوضوح، ولربما تعرضوا في قرائتهم لما تنبأ به أفلاطون قبل قرون. يزعم ترامب أنه سيجعل من أمريكا أمة عظيمة، في حين أن الإحصاءات كلها تشير إلى أن أمريكا أمة عظيمة بالفعل. فهو يستغل عاطفة الناس وغضبهم مثلما فعل هتلر من قبل.
وربما نوجه اللوم للساسة أو المجتمع أو الإعلام في وصول أمريكا لمرحلة القبول بشخص مثل ترامب رئيسًا لها، لكن بالنظر إلى الصورة الأكبر تاريخيا سنجد أن التاريخ يسير على هذا المنوال، فبين الحين والآخر يظهر شخص مثل ترامب أو هتلر.
وبالنظر للصورة الأكبر، سنجد روسيا أيضا عبارة عن ديكتاتورية لها قائد شعبوي يستغل خوف وعاطفة شعبه في خلق طائفة حوله، ويبدو – للأسف – أن العديد من أمثال ترامب وبوتين على وشك اجتياح أوروبا، على سبيل المثال في تركيا والمجر وبولندا وسلوفاكيا.

هناك تعليق واحد:

  1. تحياتي للجميع، يقولون أن الحياة مليئة بالخداع. لا يمكن مقارنة أي عذاب أو ألم بما قام به نصر يوسف. الخبرة في أيدي المحتالين، والجزء الأكثر إزعاجًا في الأمر هو أن شخصًا ما ينشر دائمًا تلقي قرض منهم، وهذا ليس سوى أكاذيب واستراتيجية لخداع وابتزاز الناس لكسب المال بصعوبة. لقد كنت ضحية عدة مرات بسبب ذلك، بعد قراءة منشور عنهم، انتهى بي الأمر إلى الوثوق بهم دون التحقق، لقد خسرت أكثر من 12500 دولار أثناء سعيي للحصول على قرض، لقد بعت سيارتي وتخلفت عن سداد فواتيرتي ولكني استمر في الوقوع ضحية كانت الحياة قطعة من القمامة مليئة بالفوضى. لقد ترك أطفالي المدرسة، وحرمني البنك الذي أتعامل معه من الائتمان لأن درجة الائتمان الخاصة بي كانت منخفضة بالفعل بعد أن تركت البنك بقلب مكسور، اقترب مني أحد الموظفين في البنك وقالوا إن هناك مؤسسة مالية تسمى مؤسسات الائتمان للقروض التي تقول نعم حتى عندما تقول البنوك والمؤسسات المالية الأخرى لا. لقد نصحتني بأن أحاول أن أكون صادقًا، فقد كنت متشككًا جدًا في مغادرة البنك دون أن أقول لها كلمة واحدة. لقد مر شهر بعد دخول ابني الأكبر إلى المستشفى وهو ينظر إلى الأعلى والأسفل، لا شيء لدفع فاتورة المستشفى، محطمًا ومرتبكًا، ثم تذكرت ما أخبرني به موظفو البنك وذهبت بسرعة إلى البنك لأتوسل إليها واستفسر عن كيفية القيام بذلك. للاتصال بمؤسسات ائتمان القروض وأعطتني التفاصيل وهي البريد الإلكتروني: (loancreditinstitutions00@yahoo.com) whatsapp/ أرسل رسالة نصية لخدمة العملاء من خلال +393512640785. بعد اتباع الإجراءات الواجبة والامتثال لسياستهم في أقل من 96 ساعة، تمت الموافقة على رصيدي وتحويله إليّ. تقدمت لاحقًا بطلب للحصول على قرض منزلي ومشروع تجاري بقيمة 350,000.00 دولارًا أمريكيًا، والذي أحصل عليه وأحصل على منزل في الغردقة، الدهار. مؤسسات الائتمان القروض هي الأفضل. خدمة عملاء واتساب: +393512114999. في الواقع يقولون نعم عندما يقول البنك الذي تتعامل معه والمؤسسات المالية الأخرى لا.

    ردحذف

Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية