امثال عراقية مضحكة وأصولها .....4
لا تقولوا : جابوه .. قولوا : جاؤوا به
يضرب للشخص الذي لايترك الفضول وهو في أشد الأ وقات عسرا وأكثرها حرجا ، حماقة منه وجهلا . أصله : أن نحويا - في أواخر العهد العثماني في بغداد – مرّ ذات يوم على ( ميناء الگمرك ) في بغداد ، وكان يقع آنذاك على شاطيء دجلة ، عند ملتقى ( سوق الساعه چيه ) بسوق الهرج . رأى ذلك النحوي لوحة كبيرة مكتوب عليها : ( دائرة الگمرك) . وكان ثمة خطأ نحوي في بعض حركات تلك الكلمات ، فاضطرب النحوي عند رؤيتها إضطرابا عظيما ، وأضمر في نفسه أن يصحح ما فيها من خطأ عند حلول الظلام لئلا يزعجه أحد أو يمنعه من ذلك . ولما جنّ عليه الليل أحضر سلّما ، ومطرقة ، وإزميلا ، وأدوات أخرى يحتاجها ، وجاء إلى باب ( دائرة الگمرك ) ، فوضع السلم على الحائط وارتقى عليه ، وراح يضرب على الحرف المراد تصحيحه بالمطرقة والإزميل ليزيل أثره ... فشعر به بعض العسس ، فظنوه لصا . فقبضوا عليه واقتادوه إلى الوالي . فظنه الوالي لصّا جاء يسرق شيئا من أموال الدولة . وكان عقاب اللص الذي يسرق أموال الدولة الشنق . فأمر الوالي به أن يشنق . وفي اليوم التالي نصبت المشنقة في السوق الممتد أمام دائرة الگمرك واجتمع الناس من كل فج ّ ليشهدوا عملية الشنق . وجيء بالنحوي ، فصاح بعض الصبية : (( جابوه .. جابوه ! )) . فصاح بهم النحوي : (( ويلكم يا أولاد ! ثكلتكم أمهاتكم ؟ .. ويلكم .. [ لا تقولوا : جابوه .. قولوا : جاؤوا به ! ] . )) . فسمعه الوالي ، فضحك من قوله ، وعلم أنه نحوي فضولي . فصدر حكم العفو عنه ، وخلّي سبيله . وذهب ذلك القول مثلا
لا حظت برجيلها .. ولا خذت سيد علي
يضرب للشخص الذي يترك مافي يده طمعا في الحصول على ماهو أفضل منه ، فلا يحصل على ماكان يطمع فيه ، ولايحافظ على ما كان في يده ، فيخسر هذا وذاك ، ويذوق وبال أمره وعاقبة طمعه . أصله : أن إمرأة مليحة حسناء ، ذات طهر وعفاف ، كانت قد زُوّجت إلى رجل فقير ، قليل الرزق ، ضيق ذات اليد . وكان ودودا لزوجته ، حريصا على هنائها وسعادتها ما وسع جهده ، وماتسمح به حالته . وبعد مرور بضع سنوات على زواجهما ضاقت المرأة ذرعا بفقر زوجها ، وضيق عيشها معه ، فملّت عشرته ، ونفرت من العيش معه . فذهبت تفتّش عن فتاح فال يكشف لها طالعها ، وطالع زوجها ، ويكشف لها – إعتقادا منها – عن مستقبل حياتها معه . فدلّتها بعض النسوة على ملا إسمه السيد علي ، كان مشهورا بقراءة الفأْل . فرأى سيد علي حسن المرأة وجمالها ، فزاغت عينه .. فقرر أن يستحوذ عليها لنفسه ، وأن يوقعها بين براثنه . فحسِب لها النجم وسأل لها ملك الجن ، ثم أخبرها أن نجمها ونجم زوجها لا يتلا ئمان .. وأن الطلاق من زوجها هو خير ماتستطيع أن تفعله ، وإن كان الطلاق هو أبغض الحلال عند الله . ثم لمّح لها في حديثه أنه مستعدّ للزواج منها وإسعادها ، إذا ما افترقت عن زوجها وأكملت عدّتها . فصدّقت المرأة كلامه ، ووثقت من وعده لها . فذهبت إلى زوجها فطلبت الطلاق منه ، فطلّقها مرغما أسِفا . ثم أن المرأة عادت إلى سيد علي ، وطلبت منه أن يبرّ لها بوعده فيتزوجها. فراح يماطلها ويدافعها ، حتى أحسّت المرأة بمكره وعلمت بخداعه ، ووثقت من عزوفه عن الزواج منها ، فرجعت إلى زوجها آسِفة ، نادمة ، باكية ، وطلبت منه أن يعيدها إلى عصمته مرّة أخرى . وكان الرجل – من شدة فقره – عفيفا ، ذا إباءٍ وشممٍ ، فأبى ذلك . فعادت المرأة إلى أمها حزينة باكية ، لتعيش معها ، ولتقاسمها قسوة الفقر ، وأهوال الفاقة . وعلم الناس بذلك الأمر ، فقالوا في المرأة (( لا حظت برجيلها .. ولا خذت سيد علي )) ، ولاموا المرأة على سوء تصرفها ، وعدم قناعتها بما قسم الله تعالى لها من رزق . وذهب ذلك القول مثلا
لا داعي .. ولا مندعي
يضرب للشخص الذي يتقي المشاكل ، ويتجنب المصائب ، ولكن المشاكل تسعى إليه .. والمصائب تأتيه سعيا .
أصله:
أن القاضي – في زمن العصمنلي – كان لا يعيّن قاضيا في المدن الكبيرة إلاّ برشوة يقدّمها لمن بيدهم أمر تعيينه . وكان أهم ما يسعى إليه القاضي بعد تعيينه هو أن يقوم بجمع مبلغ الرشوة ، التي قدّمها عند تعيينه ، ثم جمْع مايمكن جمعه من المال من الرشاوي التي يجمعها من الناس .
وفي ذات يوم ، قدّم أحد القضاة رشوة كبيرة ، فعيّن قاضيا في بغداد . ولكنه ما لبث أن نقل إلى إحدى المدن الصغيرة في شمال العراق . وكان أهل تلك المدينة من الناس المستورين الذين يتجنّبون المشاكل ، وينزّهون أنفسهم عن العداوة والبغضاء . فلم تكن هناك دعاوي تُرفع ، ولم يكن هناك داعي أو مندعي يتقاضى القاضي منهم مايقدر عليه من الرشوة . فحار في أمره ، ولم يعرف كيف يخرج من ورطته . وفي ذات يوم تفتّق ذهنه عن حل سديد . فطلب من حاجب المحكمة أن يقف بباب المحكمة ، ويُدخل إليه أي رجل يمر أمام المحكمة . فكان الرجل إذا ما أُدخِل إلى المحكمة يسأله القاضي : (( إنت داعي ؟ )) فيجيب الرجل : (( لا .. يامولانا القاضي .. آني ماعندي دعوى على أي شخص )) . فيسأله القاضي : (( هل إنت مندعي ؟ )) . فيقول الرجل : (( لا .. يامولانا القاضي .. آني إنسان مسالم .. ماعندي عداوة ويه أي شخص .. وما أحد إله دعوى ضدي )) . فيقول القاضي لكاتب المحكمة : (( هذا الرّجّال خوش آدمي ..[ لا داعي ولا مندعي ].. إكتب له شهادة .. وأخذ منه ليرتين رسوم الشهادة .. )) . وبهذه الطريقة راح القاضي يجمع المال الحرام من الناس . فاْنتشر الخبر بين الناس ، وتندّروا به ، حتى وصل إلى الوالي ، فأمر بعزل القاضي ومحاكمته .
وذهب ذلك القول [ لا داعي ولا مندعي ].. مثلا
لسان الحلو ... يطلّع الحيّة من الزاغور
يضرب للشخص الذي ينال بحلو لسانه ما لايناله بقوة سلطانه ، ويظفر بجميل القول وحسن الكلام ، ما لايظفر به بطرف السنانوحدّ الحسام .
أصله:
أن رجلا كان يعيش في بيت قديم البنيان مع زوجه وولده . وكان في البيت حيّة تعيش في جحر في أحد حيطانه منذ أمد بعيد . وكان الرجل يكره أن تعيش الحيّة في بيته ، ويخشى منها على ولده . وفي ذات يوم رأى الرجل الحيّة تهمّ بدخول جحرها ، فأسرع إليها ليقتلها ، ولكنها استطاعت أن تفلت منه ، وأن تدخل جحرها فتنجو بحياتها . ومنذ ذلك اليوم أضمرت الحيّة للرجل وأهل بيته شرا .
وفي صباح ذات يوم ، رأت الحيّة ربة البيت تعدّ الفطور لزوجها وولدها ، فتضع اللبن في أواني ، ثم تصفّ تلك الأ واني على منضدة الطعام . فرأت الفرصة مواتية للإنتقام من الرجل وأهل بيته ، فجاءت إلى اللبن فذرفت فيه من السم الزعاف مايكفي لقتل أناس كثيرين . ثم عادت إلى جحرها فدخلت فيه .
وبعد مدة وجيزة استيقظ الرجل من نومه ، فسمعت الحيّة زوجته تلومه على كراهيته للحيّة ومحاولة قتله لها . وقالت له : (( إنت هوايه غلطان .. هاذي الحيّة ساكنة ويانا من سنين .. وصارت واحدة من أهل البيت .. وآني أحبها مثل ما أحب ولدي )) . فأجابها : (( والله يامرة .. آني هم متندم على عملي .. ومن الآن فصاعدا راح أعامل الحيّة مثل ماتعامليها إنتِ .. وأحبها مثل ما تحبيها )) . وكانت الحيّة تنصت لما قاله الرجل وزوجته ، فلقي ذلك القول منها قبولا حسنا ، وندمت على ما فعلت من ذرف السم في أواني الحليب . فأسرعت خارجة من جحرها ، وذهبت إلى حيث يوجد بعض الرماد ، فتمرغت فيه . ثم راحت إلى أواني الحليب فجعلت تغطس في الأواني آنية بعد آنية حتى لوّثت الحليب كله بالرماد ، فصار غير قابل للشرب ، وأنقذت تلك العائلة من موت محتّم . ثم علمت المرأة بأمر الحية مع الحليب ، وخروجها من جحرها لتلوّثه . كما علمت أن الحيّة إنما فعلت ذلك بعد استماعها لكلامها وكلام زوجها . فقالت في ذلك :
{ لسان الحلو ... يطلّع الحيّة من الزاغور } .
ثم علم الناس بذلك الأمر ، فعجبوا من فعل الكلام الطيب ، والقول المعروف في الناس .
وذهب ذلك القول مثلا
لمّن يِثُبت نفسه حصيني ... يروح جلده للدباغ
يضرب للبريء الذي يوضع موضع التهمة ، فينزل به العقاب قبل أن يستطيع النجاة بنفسه ، أو الخلاص بجلده .
أصله:
أن ثلاثة من الثعالب أصابهم الجوع ، وأمضّهم السغب . فخرجوا يبحثون عن طعام لهم . فلم يجدوا شيئا يتقوّتون به . فذهبوا إلى إحدى القرى القريبة لعلهم يصيبون فيها بعض الطعام . وبينما هم سائرون في طريقهم صادفوا قطيعا من الغنم متجها نحو تلك القرية . فسرّوا لذلك ، ودخلوا بين القطيع ليختفوا عن الأنظار ، ويترقّبوا الفرصة لعلهم يصيبون ديكا ، أو دجاجة من غير أن يشعر بهم أحد من أهل تلك القرية . ولسوء حظ تلك الثعالب أن القطيع كان يساق إلى مجزرة تلك القرية للذبح . فلم تلبث تلك الثعالب أن وجدت نفسها في داخل المجزرة ووجدت الجزارين يسرعون إلى الخراف فيتناولونها بالذبح الواحد تلو الآخر . أما أحد الثعالب – وكان كيّسا ماهرا – فأنه أطلق ساقيه للريح ، حال اطّلاعه على الأمر ، فنجا بجلده . وأما الثاني فقلّد صاحبه الذكي ، فأطلق ساقيه للريح مثله ، فنجا كذلك . وأما الثالث فقد بقي مختبئا بين الخراف وهو لايعلم – لغبائه – من الأمر شيئا .
ولما أصبح الثعلبان خارج المجزرة ، قال أحدهما للآخر : (( لننتظر قليلا حتى يأتي صاحبنا الثعلب الثالث )) فقال صاحبه : (( لا فائدة من الإنتظار . فإن صاحبنا لن يفلت من الذبح )) . فقال الأول : (( وماذا يفعل الناس بلحم الثعلب ؟ .. وإن صاحبنا ذكي ماهر ، وسيلقي بحجته إليهم ، ويثبت لهم أنه حصيني وليس خروفا ، فيتعفّفون عن ذبحه ، ويطلقون سراحه )) . فقال الثاني : (( ولك هذا عقلك ؟ .. هوه { لمّن يِثُبت نفسه حصيني ... يروح جلده للدباغ } . )) . ثم ذاع ذلك الحديث بين الناس فعجبوا من ذكاء ذلك الثعلب ، ووفرة عقله .
وذهب ذلك القول مثلا
مادام عندك هيچ علبات .. تظل تاكل سطرات
ضرب للشخص الذي يعرض نفسه لإنتقاد الناس وتقوّلاتهم ، فلا يبعد عن نفسه الظنون ، ولا يجبّ عنها الشبهات
أصله:
أن صديقين خرجا ذات يوم يتنزّهان ماشيين ، فرأيا أمامهما رجلا يسير وله علبة عريضة ( قفا الرقبة ) . فقال أحد الصديقين لصديقه : (( شنو رأيك؟ .. هذا مايستاهل فد سطرة على هالعلبات ؟ )). فقال صديقه : (( إسكت .. لايسمعك ويسوي لنا مشكلة )). فقال الأول : (( طيب إنطيني دينار وآني أضربه سطرة )). فدهش صاحبه لقوله ، ولكنه لما رأى الجد في كلام صاحبه أعطاه دينارا 0 فأخذ الأول الدينار ووضعه في جيبه ، ثم توجّه به إلى الرجل ، وضربه سطرة قوية على علباته ، وصاح به : (( ولك أبو جاسم إنت وين ؟ صار لي ساعة أدوّر عليك )) . فالتفت الرجل إليه مغضبا ، فقال الأول : (( العفو أخي. تره حسبالي صديقي أبو جاسم و آني غلطان )) فقال له الرجل : (( دير بالك لاتشتبه مرة ثانية ))
وعاد الصديق إلى صديقه ، فسأله صديقه : (( إشلون خلّصت منّه؟ )) فقال الأول : (( إنت شعليك! جيب دينار ثاني وأضربه سطرة ثانية )) فتعجّب صاحبه من ذلك ، ولكنه أخرج دينار آخر من جيبه فأعطاه لصديقه. فأخذه وسار إلى الرجل وضربه سطرة قوية وقال : (( ولك أبو جاسم هاي وين إنت؟ مو هسّه اشتبهنا بلرجّال وضربنا سطرة بالغلط من وراك )) فالتفت الرجل إليه مغضبا ، وقال له : (( هاي شنو ولك )) فقال : (( العفو أخي إشتبهت مرة ثانية وحسبالي أبو جاسم )) 0 فقال الرجل : (( آني ابتليت بأبو جاسم ! على كل حال دير بالك، مرة ثانية ما أسامحك وتصير مو زينة تره ))!!
ثم رجع الأول إلى صاحبه ، فسأله : (( هالمرة اشلون خلّصت منه ؟ )) 0 فقال : (( إنت شعليك ؟ جيب دينار ثالث وأضربه سطرة ثالثة )) فازداد عجب صاحبه من ذلك القول ، ولكنه أعطاه دينارا ثالثا . فأخذه الأول ثم انطلق إلى الرجل ، وضربه سطرة قوية ، ولكن بدون أن يتكلّم هذه المرة . فالتفت الرجل ، وأخذ بتلابيبه ، وقال له : (( هالمرة شنو عذرك ؟ )) فقال الأول : (( شوف دا أگول لك في الحقيقة كل عذر ماكو ، بس إنت { مادام عندك هيچ علبات .. تظل تاكل سطرات} لو رگبتك تنگطع! لو آني أنقِتل! فلوس هذا تخلّص!! )). فضحك من قوله ، بالرغم من غضبه وتألّمه، وسأله عن مغزى قوله ، فأصدقه الخبر . فزال غضب الرجل ، وعفا عن ذنبه ، وصفح عن إساءته وذهب ذلك القول مثلا
مارضينا بجزّة .. بجزّة وخروف
يضرب للشخص الذي يتعرض لبلاء يسير فلا يتحمله ، أو يتقبّله . فينصبّ عليه بلاء آخر أكبر منه ، فيتحمّله صاغرا مستسلما .
أصله:
أن أحد الولاة – في العهد العثماني – كان قد فرض ضريبة على بعض القبائل ، تجبى منهم كل عام . وكانت عبارة عن جزّة صوف لكل عشرة رؤوس من الماشية . فلم يلق ذلك قبولا من أفراد القبيلة ، فتذمّروا منه ، وصاروا يدفعون الضريبة حينا ، ويتهرّبون من دفعها أحيانا . شاءت الأقدار وأبدل الوالي بوال غيره أشدّ حزما ، وأكثر قسوة ، من سلفه . فعلِم بتذمّر أفراد القبيلة من تلك الضريبة اليسيرة ، فغضب لذلك غضبا شديدا وأمر بزيادة تلك الضريبة فجعلها جزّة صوف وخروف لكل عشرة رؤوس من الماشية ، وأتبع ذلك بالتهديد والوعيد ، فراح أفراد القبيلة يدفعون الضريبة الجديدة صاغرين ، وقالوا في ذلك : (( مارضينا بجزّة .. بجزّة وخروف )) . وذهب ذلك القول مثلا .
ماينراد الْها روحة للقاضي
يضرب للشخص يشكُل عليه حل مشكلة بسيطة ، ويصعب عليهالتخلص من ورطة صغيرة .
أصله:
أن رجلا كان على سفر . فمرّ في طريقه على مدينة صغيرة ، يتميّز أهلها بأنهم غشمه بسطاء . وكان الوقت ليلا ، فذهب الرجل يفتّش عن خان يقضي فيه ليلته . فمرّ في أحد الأزقّة ، فرأى جمعا من الناس في هرج ومرج ورأى عروسا في لباس العرس ، تقف أمام أحد البيوت ، وقد التفّ حولها وجهاء القوم يتجادلون ويصخبون . فسأل أحد الحاضرين عمّا يجري ويدور ، فقال له : (( عدنا مشكلة كلّش چبيرة .. هاذي العروس طويلة ، وباب بيت العريس ناصي .. واحنا حايرين .. نهدم باب البيت ، صاحب البيت ما يرضى.. نگص رجل العروس ، العريس ما يرضى .. نگص راس العروس ، العروس تموت وآهلها ما يرضون. وما دا ندري اشلون نطلع من هالورطة )) . وقبل أن يجيبه الرجل بشيء، سمع أحد وجهاء القوم يصيح : (( ماكو حل .. غير نروح للقاضي ، وهو يحل المشكلة )) .
فاقترب الرجل من ذلك الوجيه ، وقال له : (( يابه .. هاي المسألة بسيطة ..
{ ماينراد الْها روحة للقاضي } . إفسحوا لي الطريق )) . ثم اقترب من العروس وأمسك برأسها ، وقال لها : (( أشو بنيتي .. نصّي راسچ شويه )). فطأطأت العروس رأسها ، وانحنت قليلا ، فاستطاعت المرور من باب الدار . فضجّ القوم بعبارات الدهشة والتعجّب . ورفعوا أصواتهم بآيات الثناء والشكر . وعجبوا من سعة إطّلاع ذلك الرجل الغريب ، وذكائه . فقدّموا له من الهدايا ما غمره .. ومن الشكر والثناء ما أفرحه وسرّه . فعلم الرجل أن أهل تلك المدينة أناس بسطاء . فضحك من قلة عقولهم وغبائهم وجهلهم .
وذهب ذلك القول { ماينراد الْها روحة للقاضي } مثلا يتداوله الناس
مثل غراب البين .. ضيّع المشيتين
يضرب للشخص الذي يترك مايحسنه رغبة بتعلّم ما لا يحسنه ، فلا يستطيع أن يجيد ذلك ، ولايقدر على الرجوع إلى ما كان عليه ، فلا يفلح في كلتا الحالتين .
أصله:
أنّ الغراب - في غابر الأ زمان – كان يسير كما تسير بقية الحيوانات ، بخطوات لطيفة ، مليحة . فكان ينقل رجليه الواحدة بعد الأخرى بحركات رشيقة تحسده عليها بقية الطيور . وفي ذات يوم ، بينما كان الغراب يسير في الغابة ، صادف العصفور أمامه . فرآه يمشي بقفزات سريعة ، متوالية ، رشيقة ، فأعجبه ذلك . وأحب أن يقلّد العصفور في مشيته . فبدأ يقفز في مشيه قفزات سريعة مثل قفزات العصفور ، فلم يفلح بالمشي مثله لثقل جسمه ، وكبر رجليه . ثم حاول ذلك أياما طويلة فلم يقدر على ذلك . فخاب أمله ، ورأى أن يعود إلى مشيته الأولى ، فوجد أنه قد نسيها ، وأنّ قدميه قد تعودّتا على القفز ، ونسيا المشي بخطوات متوالية ، كما كانتا تفعلان آنفا . فبقي الغراب يمشي مشية لا هي مشية العصفور ، ولا هي مشية الغراب ، وإنما صار يقفز قفزات قبيحة مضحكة . فعلم الناس بذلك ، فضحكوا من فعل الغراب ، ومن قلة عقله
وقالوا فيه { مثل غراب البين .. ضيّع المشيتين } . وذهب ذلك القول مثلا
الناس ويّه ْ الواگَفْ
يضرب للشخص الذي يتقرّب من ذوي الجاه والحَوْل ، والقوّة والطّول ، فيتملّقهم ، ويصفهم بما ليس فيهم ويطلق عليهم من النعوت والصفات ما لا يستحقون ، ضعة منه وخبثا .
أصله:
أن الحصيني ـــ وهو الثعلب ـــ خرج يوما للصيد ، يبحث عن طعام له يتقوّت به . فلم يسعده الحظ بذلك . فأمَضّه الجوع ، وأضْناه التعب ، فرأى أن يعمل حيلة للحصول على رزقه . وكان ملك تلك الغابة أسدا عجوزا ، أدركته الشيخوخة ، فأنْهكت قواه ، ودكّت عظامه . فقصده الثعلب ، وقال له : (( ياملك الوحوش .. تره أحسن دُوَه إلك گلب الزّمال ودماغه ولسانه . وآني شفت بطريقي فد زمال أثْوَل .. أغبر .. نايم بالطريق . فلو جنابك توصل يمّه ، تگدر تصيده بضربة وحدة .. وتاكل منه اللسان والگلب والمخ .. وتخلّي اللّشة للداعي )) . فصدّق الأسد كلام الثعلب ، وجمع ما تبقى له من قوة ونهض ، ومشى مع الحصيني نحو مكان الحمار . ولما لم يكن عند الأسد من القوة والحول ، ما يمكّنه من مهاجمة الحمار والقضاء عليه ، فقد رأى أن يأتيه من خلفه ، ويأخذه على حين غَرّة منه . ولما وصل الأسد خلف الحمار أحسّ به الحمار ، فجمع حافري رجليه إلى بعضهما ورفس بهما الأسد فأصابه في جبهته . فسقط الأسد على الأرض مغشيا عليه . ولما أفاق من غشيته سمع الحصيني يقول للحمار وهو منحنٍ أمامه : (( عيني زمال أفندي .. تره إنت زين سوّيت .. عاش حافرك على هالزوج المضبوط .. وتره أنت عندك صوت ظريف .. وطبع لطيف .. وقوام جميل .. وذيل طويل )) . فصاح به الأسد : (( وُلَك حصيني .. ملعون .. شِنو هاللغوه ؟ .. شِنو هالتملّق ؟ )) . فأجابه الثعلب : (( مولانا الأسد .. { الناس ويّه ْ الواگَفْ } .. )) .. ولمّنْ يوگًعْ الواگَُفْ يدَوْرون على واحد واگَفْ غيره .. وِيصيرون وِيّاه .. )) . فتعجّب الأسد من رجاحة عقل الثعلب .. وقوة حجّته .. وحسن منطقه .. وذهب ذلك القول { الناس ويّه ْ الواگَفْ } مثلا تتداوله الناس
نگنگ بْبيتكم .. واتعشّا هْنا
يضرب للشخص الذي يظهر شراهته للطعام ، فلا يترفّع عن تناول طعام غيره ، مع عدم حاجته لتناوله ، شراهة منه ودناءة .
أصله:
أن رجلا دخل على أحد أصحابه ، ذات مساء ، فوجده يتناول طعام عشاءه . فدعاه صاحبه إلى تناول الطعام معه مجاملة . فقال الرجل : أنه تناول عشاءه في بيته في التو ، وأنه لا يستطيع تناول شيءٍ آخر لإملاء معدته بالطعام . فعاد صاحبه يجامله ، فقال له : (( تفضل نكنك شوية )) . فلم ير الرجل بدا من تلبية دعوة صاحبه ، فجلس إلى المائدة . وبدلا من أن ينگنگ راح يأكل بشهية عجيبة وشراهة غريبة ، ويلقم لقْما منكرا .. حتى أتى على ما في المائدة من طعام صاحبه . فدهش صاحبه من ذلك ، وقال له : (( ما شاء الله . كل هاي وانت متعشّي )) . فقال الرجل : (( إي والله .. چنت متعشّي )) فقال صاحبه : (( بس هسّه اشسوّيت ؟) . فقال الرجل : (( إنت گلت لي أگعد نگنگ .. نگنگت شوية ويّاك )) . فقال صاحبه : (( شوف .. مرّة الجّاية .. { نگنگ بْبيتكم .. واتعشّا هْنا} . فعلم الرجل أنه قد تعدّى أصول الضيافة وآدابها ، ولام نفسه على ذلك . وذهب ذلك القول مثلا
إلْيدري يدري .. والمايدري گبضة عدس
يضرب للشخص الذي يقع في شدة كبيرة ، وأمر عظيم ، فلا يستطيع الجهر به ، أو الكشف عنه ، لفداحة الأمر وهول الشدة .
أصله:
أن رجلا كان يعمل ببيع الحبوب من رز وقمح وشعير وعدس ونحو ذلك . وكان له دكان كبير يقع في أول الزقاق الذي يسكنه . وكان للرجل زوجة مليحة حسناء ، ولكنها كانت خبيثة ، ماكرة ، لعوبا . وكان لها عشيقا شابا يزورها بين الفينة والفينة – عند غياب زوجها عن البيت - 0 وفي ذات يوم جاء العاشق لزيارة المرأة في بيتها ، فدخل إليها ، وجلس معها يتناجيان ويتحدثان . وبينما هما كذلك ، دخل عليهما الزوج على غير عادته في المجيء إلى البيت ورأى إمرأته تجلس مع ذلك الشاب الغريب ، فستولى عليه الغضب ، وثارت النخوة في رأسه، فاستل خنجره من غمده ، وهجم به على الشاب يبغي قتله . لكن الشاب أسرع بالفرار من البيت ، وولّى هاربا ، وخشي أن يفتضح أمره وأمر المرأة بين الناس ، فتلوك الألسن سمعته وسمعة صاحبته . فلما مرّ من أمام دكان الرجل غرف بيده قبضة من العدس المعروض للبيع ، واستمر في ركضه ، وهو يوهم الناس أن الرجل إنما ينتضي خنجره ، ويركض خلفه ، من أجل ذلك العدس الذي نشله من دكانه . ورأى الناس ذلك ، فصاحوا بالرجل : (( رويدك ياهذا .. أتقتل شخصا من أجل قبضة من عدس ؟ إتق الله يارجل )) . فصاح الزوج المسكين بهم قائلا : (( إلْحكْ وياكم .. { إلْيدري يدري .. والمايدري گبضة عدس } . ثم علم الناس بعد ذلك بأمر الرجل وخيانة زوجته له ، فعجبوا من خيانة المرأة وكيدها .
وذهب ذلك القول { إلْيدري يدري .. والمايدري گبضة عدس } مثلا متداولا.
يضرب للشخص الذي لايترك الفضول وهو في أشد الأ وقات عسرا وأكثرها حرجا ، حماقة منه وجهلا . أصله : أن نحويا - في أواخر العهد العثماني في بغداد – مرّ ذات يوم على ( ميناء الگمرك ) في بغداد ، وكان يقع آنذاك على شاطيء دجلة ، عند ملتقى ( سوق الساعه چيه ) بسوق الهرج . رأى ذلك النحوي لوحة كبيرة مكتوب عليها : ( دائرة الگمرك) . وكان ثمة خطأ نحوي في بعض حركات تلك الكلمات ، فاضطرب النحوي عند رؤيتها إضطرابا عظيما ، وأضمر في نفسه أن يصحح ما فيها من خطأ عند حلول الظلام لئلا يزعجه أحد أو يمنعه من ذلك . ولما جنّ عليه الليل أحضر سلّما ، ومطرقة ، وإزميلا ، وأدوات أخرى يحتاجها ، وجاء إلى باب ( دائرة الگمرك ) ، فوضع السلم على الحائط وارتقى عليه ، وراح يضرب على الحرف المراد تصحيحه بالمطرقة والإزميل ليزيل أثره ... فشعر به بعض العسس ، فظنوه لصا . فقبضوا عليه واقتادوه إلى الوالي . فظنه الوالي لصّا جاء يسرق شيئا من أموال الدولة . وكان عقاب اللص الذي يسرق أموال الدولة الشنق . فأمر الوالي به أن يشنق . وفي اليوم التالي نصبت المشنقة في السوق الممتد أمام دائرة الگمرك واجتمع الناس من كل فج ّ ليشهدوا عملية الشنق . وجيء بالنحوي ، فصاح بعض الصبية : (( جابوه .. جابوه ! )) . فصاح بهم النحوي : (( ويلكم يا أولاد ! ثكلتكم أمهاتكم ؟ .. ويلكم .. [ لا تقولوا : جابوه .. قولوا : جاؤوا به ! ] . )) . فسمعه الوالي ، فضحك من قوله ، وعلم أنه نحوي فضولي . فصدر حكم العفو عنه ، وخلّي سبيله . وذهب ذلك القول مثلا
لا حظت برجيلها .. ولا خذت سيد علي
يضرب للشخص الذي يترك مافي يده طمعا في الحصول على ماهو أفضل منه ، فلا يحصل على ماكان يطمع فيه ، ولايحافظ على ما كان في يده ، فيخسر هذا وذاك ، ويذوق وبال أمره وعاقبة طمعه . أصله : أن إمرأة مليحة حسناء ، ذات طهر وعفاف ، كانت قد زُوّجت إلى رجل فقير ، قليل الرزق ، ضيق ذات اليد . وكان ودودا لزوجته ، حريصا على هنائها وسعادتها ما وسع جهده ، وماتسمح به حالته . وبعد مرور بضع سنوات على زواجهما ضاقت المرأة ذرعا بفقر زوجها ، وضيق عيشها معه ، فملّت عشرته ، ونفرت من العيش معه . فذهبت تفتّش عن فتاح فال يكشف لها طالعها ، وطالع زوجها ، ويكشف لها – إعتقادا منها – عن مستقبل حياتها معه . فدلّتها بعض النسوة على ملا إسمه السيد علي ، كان مشهورا بقراءة الفأْل . فرأى سيد علي حسن المرأة وجمالها ، فزاغت عينه .. فقرر أن يستحوذ عليها لنفسه ، وأن يوقعها بين براثنه . فحسِب لها النجم وسأل لها ملك الجن ، ثم أخبرها أن نجمها ونجم زوجها لا يتلا ئمان .. وأن الطلاق من زوجها هو خير ماتستطيع أن تفعله ، وإن كان الطلاق هو أبغض الحلال عند الله . ثم لمّح لها في حديثه أنه مستعدّ للزواج منها وإسعادها ، إذا ما افترقت عن زوجها وأكملت عدّتها . فصدّقت المرأة كلامه ، ووثقت من وعده لها . فذهبت إلى زوجها فطلبت الطلاق منه ، فطلّقها مرغما أسِفا . ثم أن المرأة عادت إلى سيد علي ، وطلبت منه أن يبرّ لها بوعده فيتزوجها. فراح يماطلها ويدافعها ، حتى أحسّت المرأة بمكره وعلمت بخداعه ، ووثقت من عزوفه عن الزواج منها ، فرجعت إلى زوجها آسِفة ، نادمة ، باكية ، وطلبت منه أن يعيدها إلى عصمته مرّة أخرى . وكان الرجل – من شدة فقره – عفيفا ، ذا إباءٍ وشممٍ ، فأبى ذلك . فعادت المرأة إلى أمها حزينة باكية ، لتعيش معها ، ولتقاسمها قسوة الفقر ، وأهوال الفاقة . وعلم الناس بذلك الأمر ، فقالوا في المرأة (( لا حظت برجيلها .. ولا خذت سيد علي )) ، ولاموا المرأة على سوء تصرفها ، وعدم قناعتها بما قسم الله تعالى لها من رزق . وذهب ذلك القول مثلا
لا داعي .. ولا مندعي
يضرب للشخص الذي يتقي المشاكل ، ويتجنب المصائب ، ولكن المشاكل تسعى إليه .. والمصائب تأتيه سعيا .
أصله:
أن القاضي – في زمن العصمنلي – كان لا يعيّن قاضيا في المدن الكبيرة إلاّ برشوة يقدّمها لمن بيدهم أمر تعيينه . وكان أهم ما يسعى إليه القاضي بعد تعيينه هو أن يقوم بجمع مبلغ الرشوة ، التي قدّمها عند تعيينه ، ثم جمْع مايمكن جمعه من المال من الرشاوي التي يجمعها من الناس .
وفي ذات يوم ، قدّم أحد القضاة رشوة كبيرة ، فعيّن قاضيا في بغداد . ولكنه ما لبث أن نقل إلى إحدى المدن الصغيرة في شمال العراق . وكان أهل تلك المدينة من الناس المستورين الذين يتجنّبون المشاكل ، وينزّهون أنفسهم عن العداوة والبغضاء . فلم تكن هناك دعاوي تُرفع ، ولم يكن هناك داعي أو مندعي يتقاضى القاضي منهم مايقدر عليه من الرشوة . فحار في أمره ، ولم يعرف كيف يخرج من ورطته . وفي ذات يوم تفتّق ذهنه عن حل سديد . فطلب من حاجب المحكمة أن يقف بباب المحكمة ، ويُدخل إليه أي رجل يمر أمام المحكمة . فكان الرجل إذا ما أُدخِل إلى المحكمة يسأله القاضي : (( إنت داعي ؟ )) فيجيب الرجل : (( لا .. يامولانا القاضي .. آني ماعندي دعوى على أي شخص )) . فيسأله القاضي : (( هل إنت مندعي ؟ )) . فيقول الرجل : (( لا .. يامولانا القاضي .. آني إنسان مسالم .. ماعندي عداوة ويه أي شخص .. وما أحد إله دعوى ضدي )) . فيقول القاضي لكاتب المحكمة : (( هذا الرّجّال خوش آدمي ..[ لا داعي ولا مندعي ].. إكتب له شهادة .. وأخذ منه ليرتين رسوم الشهادة .. )) . وبهذه الطريقة راح القاضي يجمع المال الحرام من الناس . فاْنتشر الخبر بين الناس ، وتندّروا به ، حتى وصل إلى الوالي ، فأمر بعزل القاضي ومحاكمته .
وذهب ذلك القول [ لا داعي ولا مندعي ].. مثلا
لسان الحلو ... يطلّع الحيّة من الزاغور
يضرب للشخص الذي ينال بحلو لسانه ما لايناله بقوة سلطانه ، ويظفر بجميل القول وحسن الكلام ، ما لايظفر به بطرف السنانوحدّ الحسام .
أصله:
أن رجلا كان يعيش في بيت قديم البنيان مع زوجه وولده . وكان في البيت حيّة تعيش في جحر في أحد حيطانه منذ أمد بعيد . وكان الرجل يكره أن تعيش الحيّة في بيته ، ويخشى منها على ولده . وفي ذات يوم رأى الرجل الحيّة تهمّ بدخول جحرها ، فأسرع إليها ليقتلها ، ولكنها استطاعت أن تفلت منه ، وأن تدخل جحرها فتنجو بحياتها . ومنذ ذلك اليوم أضمرت الحيّة للرجل وأهل بيته شرا .
وفي صباح ذات يوم ، رأت الحيّة ربة البيت تعدّ الفطور لزوجها وولدها ، فتضع اللبن في أواني ، ثم تصفّ تلك الأ واني على منضدة الطعام . فرأت الفرصة مواتية للإنتقام من الرجل وأهل بيته ، فجاءت إلى اللبن فذرفت فيه من السم الزعاف مايكفي لقتل أناس كثيرين . ثم عادت إلى جحرها فدخلت فيه .
وبعد مدة وجيزة استيقظ الرجل من نومه ، فسمعت الحيّة زوجته تلومه على كراهيته للحيّة ومحاولة قتله لها . وقالت له : (( إنت هوايه غلطان .. هاذي الحيّة ساكنة ويانا من سنين .. وصارت واحدة من أهل البيت .. وآني أحبها مثل ما أحب ولدي )) . فأجابها : (( والله يامرة .. آني هم متندم على عملي .. ومن الآن فصاعدا راح أعامل الحيّة مثل ماتعامليها إنتِ .. وأحبها مثل ما تحبيها )) . وكانت الحيّة تنصت لما قاله الرجل وزوجته ، فلقي ذلك القول منها قبولا حسنا ، وندمت على ما فعلت من ذرف السم في أواني الحليب . فأسرعت خارجة من جحرها ، وذهبت إلى حيث يوجد بعض الرماد ، فتمرغت فيه . ثم راحت إلى أواني الحليب فجعلت تغطس في الأواني آنية بعد آنية حتى لوّثت الحليب كله بالرماد ، فصار غير قابل للشرب ، وأنقذت تلك العائلة من موت محتّم . ثم علمت المرأة بأمر الحية مع الحليب ، وخروجها من جحرها لتلوّثه . كما علمت أن الحيّة إنما فعلت ذلك بعد استماعها لكلامها وكلام زوجها . فقالت في ذلك :
{ لسان الحلو ... يطلّع الحيّة من الزاغور } .
ثم علم الناس بذلك الأمر ، فعجبوا من فعل الكلام الطيب ، والقول المعروف في الناس .
وذهب ذلك القول مثلا
لمّن يِثُبت نفسه حصيني ... يروح جلده للدباغ
يضرب للبريء الذي يوضع موضع التهمة ، فينزل به العقاب قبل أن يستطيع النجاة بنفسه ، أو الخلاص بجلده .
أصله:
أن ثلاثة من الثعالب أصابهم الجوع ، وأمضّهم السغب . فخرجوا يبحثون عن طعام لهم . فلم يجدوا شيئا يتقوّتون به . فذهبوا إلى إحدى القرى القريبة لعلهم يصيبون فيها بعض الطعام . وبينما هم سائرون في طريقهم صادفوا قطيعا من الغنم متجها نحو تلك القرية . فسرّوا لذلك ، ودخلوا بين القطيع ليختفوا عن الأنظار ، ويترقّبوا الفرصة لعلهم يصيبون ديكا ، أو دجاجة من غير أن يشعر بهم أحد من أهل تلك القرية . ولسوء حظ تلك الثعالب أن القطيع كان يساق إلى مجزرة تلك القرية للذبح . فلم تلبث تلك الثعالب أن وجدت نفسها في داخل المجزرة ووجدت الجزارين يسرعون إلى الخراف فيتناولونها بالذبح الواحد تلو الآخر . أما أحد الثعالب – وكان كيّسا ماهرا – فأنه أطلق ساقيه للريح ، حال اطّلاعه على الأمر ، فنجا بجلده . وأما الثاني فقلّد صاحبه الذكي ، فأطلق ساقيه للريح مثله ، فنجا كذلك . وأما الثالث فقد بقي مختبئا بين الخراف وهو لايعلم – لغبائه – من الأمر شيئا .
ولما أصبح الثعلبان خارج المجزرة ، قال أحدهما للآخر : (( لننتظر قليلا حتى يأتي صاحبنا الثعلب الثالث )) فقال صاحبه : (( لا فائدة من الإنتظار . فإن صاحبنا لن يفلت من الذبح )) . فقال الأول : (( وماذا يفعل الناس بلحم الثعلب ؟ .. وإن صاحبنا ذكي ماهر ، وسيلقي بحجته إليهم ، ويثبت لهم أنه حصيني وليس خروفا ، فيتعفّفون عن ذبحه ، ويطلقون سراحه )) . فقال الثاني : (( ولك هذا عقلك ؟ .. هوه { لمّن يِثُبت نفسه حصيني ... يروح جلده للدباغ } . )) . ثم ذاع ذلك الحديث بين الناس فعجبوا من ذكاء ذلك الثعلب ، ووفرة عقله .
وذهب ذلك القول مثلا
مادام عندك هيچ علبات .. تظل تاكل سطرات
ضرب للشخص الذي يعرض نفسه لإنتقاد الناس وتقوّلاتهم ، فلا يبعد عن نفسه الظنون ، ولا يجبّ عنها الشبهات
أصله:
أن صديقين خرجا ذات يوم يتنزّهان ماشيين ، فرأيا أمامهما رجلا يسير وله علبة عريضة ( قفا الرقبة ) . فقال أحد الصديقين لصديقه : (( شنو رأيك؟ .. هذا مايستاهل فد سطرة على هالعلبات ؟ )). فقال صديقه : (( إسكت .. لايسمعك ويسوي لنا مشكلة )). فقال الأول : (( طيب إنطيني دينار وآني أضربه سطرة )). فدهش صاحبه لقوله ، ولكنه لما رأى الجد في كلام صاحبه أعطاه دينارا 0 فأخذ الأول الدينار ووضعه في جيبه ، ثم توجّه به إلى الرجل ، وضربه سطرة قوية على علباته ، وصاح به : (( ولك أبو جاسم إنت وين ؟ صار لي ساعة أدوّر عليك )) . فالتفت الرجل إليه مغضبا ، فقال الأول : (( العفو أخي. تره حسبالي صديقي أبو جاسم و آني غلطان )) فقال له الرجل : (( دير بالك لاتشتبه مرة ثانية ))
وعاد الصديق إلى صديقه ، فسأله صديقه : (( إشلون خلّصت منّه؟ )) فقال الأول : (( إنت شعليك! جيب دينار ثاني وأضربه سطرة ثانية )) فتعجّب صاحبه من ذلك ، ولكنه أخرج دينار آخر من جيبه فأعطاه لصديقه. فأخذه وسار إلى الرجل وضربه سطرة قوية وقال : (( ولك أبو جاسم هاي وين إنت؟ مو هسّه اشتبهنا بلرجّال وضربنا سطرة بالغلط من وراك )) فالتفت الرجل إليه مغضبا ، وقال له : (( هاي شنو ولك )) فقال : (( العفو أخي إشتبهت مرة ثانية وحسبالي أبو جاسم )) 0 فقال الرجل : (( آني ابتليت بأبو جاسم ! على كل حال دير بالك، مرة ثانية ما أسامحك وتصير مو زينة تره ))!!
ثم رجع الأول إلى صاحبه ، فسأله : (( هالمرة اشلون خلّصت منه ؟ )) 0 فقال : (( إنت شعليك ؟ جيب دينار ثالث وأضربه سطرة ثالثة )) فازداد عجب صاحبه من ذلك القول ، ولكنه أعطاه دينارا ثالثا . فأخذه الأول ثم انطلق إلى الرجل ، وضربه سطرة قوية ، ولكن بدون أن يتكلّم هذه المرة . فالتفت الرجل ، وأخذ بتلابيبه ، وقال له : (( هالمرة شنو عذرك ؟ )) فقال الأول : (( شوف دا أگول لك في الحقيقة كل عذر ماكو ، بس إنت { مادام عندك هيچ علبات .. تظل تاكل سطرات} لو رگبتك تنگطع! لو آني أنقِتل! فلوس هذا تخلّص!! )). فضحك من قوله ، بالرغم من غضبه وتألّمه، وسأله عن مغزى قوله ، فأصدقه الخبر . فزال غضب الرجل ، وعفا عن ذنبه ، وصفح عن إساءته وذهب ذلك القول مثلا
مارضينا بجزّة .. بجزّة وخروف
يضرب للشخص الذي يتعرض لبلاء يسير فلا يتحمله ، أو يتقبّله . فينصبّ عليه بلاء آخر أكبر منه ، فيتحمّله صاغرا مستسلما .
أصله:
أن أحد الولاة – في العهد العثماني – كان قد فرض ضريبة على بعض القبائل ، تجبى منهم كل عام . وكانت عبارة عن جزّة صوف لكل عشرة رؤوس من الماشية . فلم يلق ذلك قبولا من أفراد القبيلة ، فتذمّروا منه ، وصاروا يدفعون الضريبة حينا ، ويتهرّبون من دفعها أحيانا . شاءت الأقدار وأبدل الوالي بوال غيره أشدّ حزما ، وأكثر قسوة ، من سلفه . فعلِم بتذمّر أفراد القبيلة من تلك الضريبة اليسيرة ، فغضب لذلك غضبا شديدا وأمر بزيادة تلك الضريبة فجعلها جزّة صوف وخروف لكل عشرة رؤوس من الماشية ، وأتبع ذلك بالتهديد والوعيد ، فراح أفراد القبيلة يدفعون الضريبة الجديدة صاغرين ، وقالوا في ذلك : (( مارضينا بجزّة .. بجزّة وخروف )) . وذهب ذلك القول مثلا .
ماينراد الْها روحة للقاضي
يضرب للشخص يشكُل عليه حل مشكلة بسيطة ، ويصعب عليهالتخلص من ورطة صغيرة .
أصله:
أن رجلا كان على سفر . فمرّ في طريقه على مدينة صغيرة ، يتميّز أهلها بأنهم غشمه بسطاء . وكان الوقت ليلا ، فذهب الرجل يفتّش عن خان يقضي فيه ليلته . فمرّ في أحد الأزقّة ، فرأى جمعا من الناس في هرج ومرج ورأى عروسا في لباس العرس ، تقف أمام أحد البيوت ، وقد التفّ حولها وجهاء القوم يتجادلون ويصخبون . فسأل أحد الحاضرين عمّا يجري ويدور ، فقال له : (( عدنا مشكلة كلّش چبيرة .. هاذي العروس طويلة ، وباب بيت العريس ناصي .. واحنا حايرين .. نهدم باب البيت ، صاحب البيت ما يرضى.. نگص رجل العروس ، العريس ما يرضى .. نگص راس العروس ، العروس تموت وآهلها ما يرضون. وما دا ندري اشلون نطلع من هالورطة )) . وقبل أن يجيبه الرجل بشيء، سمع أحد وجهاء القوم يصيح : (( ماكو حل .. غير نروح للقاضي ، وهو يحل المشكلة )) .
فاقترب الرجل من ذلك الوجيه ، وقال له : (( يابه .. هاي المسألة بسيطة ..
{ ماينراد الْها روحة للقاضي } . إفسحوا لي الطريق )) . ثم اقترب من العروس وأمسك برأسها ، وقال لها : (( أشو بنيتي .. نصّي راسچ شويه )). فطأطأت العروس رأسها ، وانحنت قليلا ، فاستطاعت المرور من باب الدار . فضجّ القوم بعبارات الدهشة والتعجّب . ورفعوا أصواتهم بآيات الثناء والشكر . وعجبوا من سعة إطّلاع ذلك الرجل الغريب ، وذكائه . فقدّموا له من الهدايا ما غمره .. ومن الشكر والثناء ما أفرحه وسرّه . فعلم الرجل أن أهل تلك المدينة أناس بسطاء . فضحك من قلة عقولهم وغبائهم وجهلهم .
وذهب ذلك القول { ماينراد الْها روحة للقاضي } مثلا يتداوله الناس
مثل غراب البين .. ضيّع المشيتين
يضرب للشخص الذي يترك مايحسنه رغبة بتعلّم ما لا يحسنه ، فلا يستطيع أن يجيد ذلك ، ولايقدر على الرجوع إلى ما كان عليه ، فلا يفلح في كلتا الحالتين .
أصله:
أنّ الغراب - في غابر الأ زمان – كان يسير كما تسير بقية الحيوانات ، بخطوات لطيفة ، مليحة . فكان ينقل رجليه الواحدة بعد الأخرى بحركات رشيقة تحسده عليها بقية الطيور . وفي ذات يوم ، بينما كان الغراب يسير في الغابة ، صادف العصفور أمامه . فرآه يمشي بقفزات سريعة ، متوالية ، رشيقة ، فأعجبه ذلك . وأحب أن يقلّد العصفور في مشيته . فبدأ يقفز في مشيه قفزات سريعة مثل قفزات العصفور ، فلم يفلح بالمشي مثله لثقل جسمه ، وكبر رجليه . ثم حاول ذلك أياما طويلة فلم يقدر على ذلك . فخاب أمله ، ورأى أن يعود إلى مشيته الأولى ، فوجد أنه قد نسيها ، وأنّ قدميه قد تعودّتا على القفز ، ونسيا المشي بخطوات متوالية ، كما كانتا تفعلان آنفا . فبقي الغراب يمشي مشية لا هي مشية العصفور ، ولا هي مشية الغراب ، وإنما صار يقفز قفزات قبيحة مضحكة . فعلم الناس بذلك ، فضحكوا من فعل الغراب ، ومن قلة عقله
وقالوا فيه { مثل غراب البين .. ضيّع المشيتين } . وذهب ذلك القول مثلا
الناس ويّه ْ الواگَفْ
يضرب للشخص الذي يتقرّب من ذوي الجاه والحَوْل ، والقوّة والطّول ، فيتملّقهم ، ويصفهم بما ليس فيهم ويطلق عليهم من النعوت والصفات ما لا يستحقون ، ضعة منه وخبثا .
أصله:
أن الحصيني ـــ وهو الثعلب ـــ خرج يوما للصيد ، يبحث عن طعام له يتقوّت به . فلم يسعده الحظ بذلك . فأمَضّه الجوع ، وأضْناه التعب ، فرأى أن يعمل حيلة للحصول على رزقه . وكان ملك تلك الغابة أسدا عجوزا ، أدركته الشيخوخة ، فأنْهكت قواه ، ودكّت عظامه . فقصده الثعلب ، وقال له : (( ياملك الوحوش .. تره أحسن دُوَه إلك گلب الزّمال ودماغه ولسانه . وآني شفت بطريقي فد زمال أثْوَل .. أغبر .. نايم بالطريق . فلو جنابك توصل يمّه ، تگدر تصيده بضربة وحدة .. وتاكل منه اللسان والگلب والمخ .. وتخلّي اللّشة للداعي )) . فصدّق الأسد كلام الثعلب ، وجمع ما تبقى له من قوة ونهض ، ومشى مع الحصيني نحو مكان الحمار . ولما لم يكن عند الأسد من القوة والحول ، ما يمكّنه من مهاجمة الحمار والقضاء عليه ، فقد رأى أن يأتيه من خلفه ، ويأخذه على حين غَرّة منه . ولما وصل الأسد خلف الحمار أحسّ به الحمار ، فجمع حافري رجليه إلى بعضهما ورفس بهما الأسد فأصابه في جبهته . فسقط الأسد على الأرض مغشيا عليه . ولما أفاق من غشيته سمع الحصيني يقول للحمار وهو منحنٍ أمامه : (( عيني زمال أفندي .. تره إنت زين سوّيت .. عاش حافرك على هالزوج المضبوط .. وتره أنت عندك صوت ظريف .. وطبع لطيف .. وقوام جميل .. وذيل طويل )) . فصاح به الأسد : (( وُلَك حصيني .. ملعون .. شِنو هاللغوه ؟ .. شِنو هالتملّق ؟ )) . فأجابه الثعلب : (( مولانا الأسد .. { الناس ويّه ْ الواگَفْ } .. )) .. ولمّنْ يوگًعْ الواگَُفْ يدَوْرون على واحد واگَفْ غيره .. وِيصيرون وِيّاه .. )) . فتعجّب الأسد من رجاحة عقل الثعلب .. وقوة حجّته .. وحسن منطقه .. وذهب ذلك القول { الناس ويّه ْ الواگَفْ } مثلا تتداوله الناس
نگنگ بْبيتكم .. واتعشّا هْنا
يضرب للشخص الذي يظهر شراهته للطعام ، فلا يترفّع عن تناول طعام غيره ، مع عدم حاجته لتناوله ، شراهة منه ودناءة .
أصله:
أن رجلا دخل على أحد أصحابه ، ذات مساء ، فوجده يتناول طعام عشاءه . فدعاه صاحبه إلى تناول الطعام معه مجاملة . فقال الرجل : أنه تناول عشاءه في بيته في التو ، وأنه لا يستطيع تناول شيءٍ آخر لإملاء معدته بالطعام . فعاد صاحبه يجامله ، فقال له : (( تفضل نكنك شوية )) . فلم ير الرجل بدا من تلبية دعوة صاحبه ، فجلس إلى المائدة . وبدلا من أن ينگنگ راح يأكل بشهية عجيبة وشراهة غريبة ، ويلقم لقْما منكرا .. حتى أتى على ما في المائدة من طعام صاحبه . فدهش صاحبه من ذلك ، وقال له : (( ما شاء الله . كل هاي وانت متعشّي )) . فقال الرجل : (( إي والله .. چنت متعشّي )) فقال صاحبه : (( بس هسّه اشسوّيت ؟) . فقال الرجل : (( إنت گلت لي أگعد نگنگ .. نگنگت شوية ويّاك )) . فقال صاحبه : (( شوف .. مرّة الجّاية .. { نگنگ بْبيتكم .. واتعشّا هْنا} . فعلم الرجل أنه قد تعدّى أصول الضيافة وآدابها ، ولام نفسه على ذلك . وذهب ذلك القول مثلا
إلْيدري يدري .. والمايدري گبضة عدس
يضرب للشخص الذي يقع في شدة كبيرة ، وأمر عظيم ، فلا يستطيع الجهر به ، أو الكشف عنه ، لفداحة الأمر وهول الشدة .
أصله:
أن رجلا كان يعمل ببيع الحبوب من رز وقمح وشعير وعدس ونحو ذلك . وكان له دكان كبير يقع في أول الزقاق الذي يسكنه . وكان للرجل زوجة مليحة حسناء ، ولكنها كانت خبيثة ، ماكرة ، لعوبا . وكان لها عشيقا شابا يزورها بين الفينة والفينة – عند غياب زوجها عن البيت - 0 وفي ذات يوم جاء العاشق لزيارة المرأة في بيتها ، فدخل إليها ، وجلس معها يتناجيان ويتحدثان . وبينما هما كذلك ، دخل عليهما الزوج على غير عادته في المجيء إلى البيت ورأى إمرأته تجلس مع ذلك الشاب الغريب ، فستولى عليه الغضب ، وثارت النخوة في رأسه، فاستل خنجره من غمده ، وهجم به على الشاب يبغي قتله . لكن الشاب أسرع بالفرار من البيت ، وولّى هاربا ، وخشي أن يفتضح أمره وأمر المرأة بين الناس ، فتلوك الألسن سمعته وسمعة صاحبته . فلما مرّ من أمام دكان الرجل غرف بيده قبضة من العدس المعروض للبيع ، واستمر في ركضه ، وهو يوهم الناس أن الرجل إنما ينتضي خنجره ، ويركض خلفه ، من أجل ذلك العدس الذي نشله من دكانه . ورأى الناس ذلك ، فصاحوا بالرجل : (( رويدك ياهذا .. أتقتل شخصا من أجل قبضة من عدس ؟ إتق الله يارجل )) . فصاح الزوج المسكين بهم قائلا : (( إلْحكْ وياكم .. { إلْيدري يدري .. والمايدري گبضة عدس } . ثم علم الناس بعد ذلك بأمر الرجل وخيانة زوجته له ، فعجبوا من خيانة المرأة وكيدها .
وذهب ذلك القول { إلْيدري يدري .. والمايدري گبضة عدس } مثلا متداولا.
0 comments: