أبطال من وطنــــــــــــــــــــــــــــي... يستحقون أن نحني هاماتنا لهم
قد احببت عراقا انزفته الجراح..وناداك فلبيت النداء..ياارض كفاك..اما
اتخمتك دماء الأبرياء
هؤﻻء هم ابطال العراق
نقلا عن السيد مصطفى الحسيني
زيارة خاصة الى دار الشهيد البطل علي سعدي النداوي
هذا جانب من زيارتي لتقديم التعزية والمواساة لاهل الشهيد ( المقدم الركن علي سعدي النداوي )
بعد مشاهدتي للفيديو الذي ظهر فيه الشهيد المقدم الركن ( علي سعدي النداوي ) وهو يحث مقاتليه على الثبات والتصدي للارهابيين من تنظيم داعش باسلوب ممزوج بالغيرة والحرقه والدموع العراقية ,, ويذكرهم بموقف وغيرة الامام العباس (ع) لاخيه الحسين (ع) ,,و يعدهم بانه سيكون امامهم ويبشرهم بالشهادة ,, والضجة الكبيرة التي احدثها في الاذاعات والفضائيات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ,, انتابني الفضول بان اذهب الى منطقته حيث يسكن واقدم التعزية والمواساة ,, وكذلك لاتاكد بنفسي من صحة المعلومات والقصص التي تثار حوله ,, وتم ذلك بالتنسيق مع صديق لي هناك : فذهبت فعلا وكان يسكن في منطقة صغيرة تدعى ( الصليخ الجديد) وصلنا الى المنزل الذي يعيش فيه ,, فرحبوا بنا وقدمنا لهم التعزيه وبدأت بالحديث مع اهله واخوته واقربائه وبعض جنوده ,, واكتشفت بان البيت يعود ( لخالته ) حيث يسكن وزوجته واطفاله الثلاثة ( رعد ونجوى وسجاد) في ( غرفة بالطابق الثاني ) ( لانه لايملك منزلا ! ) ,, كانت صدمة لي ! ولايملك سيارة ! (امر فوج المغاوير الثالث و مقدم ركن !) عجيب ! ,, وبعد سقوط الموصل وانسحاب الجيش والكثير من القيادات ,, ضل مرابطا في الانبار بالرغم من كل المؤثرات والحرب النفسية والاعلامية ,, حيث يروي لي احد اخوته بان تنظيم داعش بعث ( بعض وجهاء وشيوخ الانبار) بالقيام (بصفقة) وهي كالتالي : يترك (الشهيد علي النداوي) هو وجنوده كل المدرعات والدبابات والهمرات ومخازن السلاح والعتاد في مقابل ان لايقوم تنظيم داعش بالقتال والهجوم على مقر الفوح ) وتعهد ( الشيوخ والوجهاء ) ان يوصلوا الشهيد ” المقدم الركن علي النداوي” وجنوده بامان الى خارج حدود الانبار ) والمهلة الزمنية ( يوم واحد فقط ) حيث ابلغ ” الوفد العشائري” ” الشهيد المقدم الركن ” بالعبارة التالية ( يابة اطلعوا من هينة لخاطر الله ,, لان من وراكم راح يذبحونة ,, وراح تروح عالم وتنهجم بيوتها من وراكم ! وكالوا مانقاتلهم خل يطلعون بطرك الملابس!!! ) فكان جوابه : ( اي علمود نطلع منا ! يستلمونة مناك ,, ابد على جثثنا ! ) وفي صباح اليوم التالي ( تعرضوا لهجوم شرس ” خسر فيه 45 جندي” بكى عليهم دما ,, لكنه بقي صامدا ) ,, واخبروني بانه كان يملك قطعة ارض ( قام ببيعها واعطاء ثمنها رواتب لجنوده بسبب تاخر الموازنة ! لانه لايقبل ان تكون جيوب جنوده فارغة !) ,, واخبروني ايضا انه بعد ان يجمع راتبه كل ( ثلاثة الى اربع اشهر) فيعود الى بغداد يبقى بضعة ايام ليرى اهله ,, وبعدها يستأجر سيارتين 2 حمل (لينقل الى مقر الفوج في الانبار,, بطانيات وملابس ومواد غذائية من تمن وسكر ودهن وطحين واجبان ومربى وقناني غاز وبعض مما يحتاجوه من اثات !) ,, بصراحة تفاجأت من كلامهم ! حيث حدثني احد الحاضرين وقال : (اشهد بالله انه كان يشتري على حسابه الخاص مني مواد احتياطية لاصلاح الهمرات المعطوبة !) واضاف ايضا : (بانه كان يصلح الدبابات والمدرعات على حسابه الخاص بشرائه مواد احتياطيه من الشيخ عمر !) ,, وكان مع الحاضرين صديقه ( النقيب مصطفى ) اخبرني ببعض من مواقف الشهيد المقدم الركن (علي سعدي النداوي) حيث ذكر لي بان الشهيد ,, قام بفتح اهم واخطر محور عسكري في حديثة ( بعشرة 10 جنود فقط !) واضاف هذه العملية اعتبرناها في مقر فوج المغاوير الثالث ( انتحارا ) لان الذي يذهب لهذا المحور لايعود حياَ مها كان ! ,, وبانه اخرج ( قناص اسباني من اصل مغربي !) من ( محولة كهرباء ) تم تحويرها لتكون كبرج قنص ” ووجد مع القناص بعض الاقراص والمغذيات التي تبقيه مختبئ لساعات طويلة ! ,, صدمة كبيرة كانت لي عندما خرجت واخبرني بعض الذين رافقوني للخارج وعيونه مملوءة دموعا بانه كان ( يمشي بصف الحايط ,, وفقير ولايحجي على احد ,, ولا باك و لا اخذ رشوة ,, ولا وكل جهاله واهله مال حرام ,, واخبرني بان والدته تقول له : لك عيني يمة وين دتودي راتبك ,, بس اريد اعرف ” كان يجاوبها : يمه بعدهم ممنطيني راتب موازنة ماكو ” وكان يتداين منها ويصرف على جهالة ,, بالوقت اللي راتبه منطيه للجنود !!! ),,لقد تألمت لسماع ذلك !! لقد كانوا ودودين وبسطاء ويفتخرون باستشهاده من اجل العراق ,, ودعتهم وطول الطريق تجري دموعي بشعور لا ارادي ,, احسست ان ( شيئا ) انكسر في داخلي وفقدته ! ,, وهذا الشئ هو ( علي سعدي النداوي ).
سيرة حياة الشهيد النداوي انه من مواليد 1979، في الصليخ الجديد في بغداد، متزوج ولديه ولدان رعد وسجاد، وبنت اسمها نجوى.شغل الشهيد منصب آمر فوج المغاوير الثالث، في قيادة عمليات الجزيرة والبادية، وساهم في تحرير الكثير من مناطق ومدن الانبار.وتمكن في الهجوم الذي استشهد فيه، من تحرير ثلاث مناطق في “الخسفة” وحديثة، باتجاه قاعدة “عين الأسد”.
0 comments: