خواطر أقتصادية... 2


مفارقة عجيبة (الجزء الثاني)


الورق أغلى من الذهب



بعد أن عرفنا بنوايا أمريكا الخفية لأنقاذ دولارها وأقتصادها الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الأنهيار وبتواطؤ واضح وصريح من عملاء دول البترودولار الخليجين وضغطهم على دول الأوبك لتسعير النفط بالدولار الأمريكي أوضح الدكتور عبد الحي زلوم وهو من خبراء الأقتصاد الدوليين خلال عرضه لجذور الازمة المالية التي عصفت بالعالم في 2008 وكان مركزها امريكا انها نتاج النظام الرأسمالي الذي تديره امريكا لخدمة مصالحها.وقال لقد مرت امريكا بازمات مالية عديدة لكن اسبابها تكاد تكون متشابهة بفارق الوقت منذ ازمة 1898 الى 1929 وفي الستينيات وفي الثمانينيات مشيرا الى ان العامل المشترك بينها كان طريقة المعالجة خارج امريكا على شكل حروب امتدت من الحرب مع اسبانيا وصولا الى احتلال الفلبين الى العالميتين الاولى والثانية مرورا بحرب فيتنام واخرها حروب الخليج وثورات الربيع العربي وسياسة الفوضى الخلاقة التي زعزعزعت أستقرار وسيادة مناطق حيوية من العالم والشرق الأوسط.
واقتبس من مؤرخ بريطاني خلال محاضرة بدعوة من المنتدى العربي قوله ان امبراطورية امريكا في طور الانهيار لكنها اثناء الانهيار ستثير الفوضى والحروب في كل مكان.وقال ان الحكومات الامريكية والقائمين على السياسة النقدية والمالية والاقتصادية عمدوا الى تحويل المجتمع الامريكي من منتج الى مستهلك من الطراز الاول.
واشار الى اهم مرحلتين للتحول في الاقتصاد الامريكي وهاتين المرحلتين هما اللتان غذتا جذور الازمة الاولى كانت اتفاقية بريتن وودز التي افرزت صندوق النقد والبنك الدوليين واتفاقية الجات التي فشلت وتحولت الى منظمة التجارة العالمية والمرحلة الاخرى اعلان الرئيس الامريكي نيكسون فك ارتباط الدولار بالذهب في العام 1971 بعد ان استمر العمل به حوالي 30 عاما.
وقال ان هذه العملية تعتبر اكبر سرقة في تاريخ العالم حيث كان كل 35 دولارا تعادل اونصة ذهب تباع وتشترى على هذا الاساس وعندها اصبح ثمن اونصة الذهب 350 دولارا بانخفاض قيمة الدولار 9 مرات.
وقال ان اجراء فك الارتباط الدولار بالذهب شوه الاقتصاد الامريكي وحول النظام المالي من خادم للنظام الاقتصادي الى عبء عليه حيث كانت عندها نسبة الاقتصاد الامريكي الى النظام المالي واحد الى واحد وبعد الانفصال اصبح حجم المال يتجاوز الاقتصاد الى ان وصل الى حوالي 40 ضعفا في عقد التسعينيات.
ومن اهم نتائج فك ارتباط الدولار بالذهب في العام 1971 ان امريكا اصبحت حرة طليقة في طباعة ما تشاء من الدولارات ولادخال الدولارات في حركة الاقتصاد الرسمي والاقتصاد الحقيقي العالمية اصدرت امريكا اوامرا لاكثر الدول تصديرا للنفط ليتم تداول النفط بالدولار.
واكد صاحب كتاب نذر العولمة الذي اصدره في تسعينيات القرن الماضي ان امريكا كانت تخرج من ازماتها المالية بحروب مفتعلة وتوقع في الكتاب ذاته ان تحصل الازمة المالية الحالية وان تكون اشد اثرا من الازمات المالية السابقة.
حيث ان بوادرها بدأت بالظهور عندما توسع السلوك الاستهلاكي عند المواطنين الامريكيين وقبلوا بتشجيع من البنوك على الاقتراض لغايات البناء والاستهلاك الشخصي فوصلت قروض العقارات الى 14 تريليون دولار وارتفعت قروض الدولة الخارجية الى 6 تريليونات دولار والديون على القطاع الخاص 11 تريليون دولار.
ومع توسع البنوك في استخدام المشتقات المالية ادت الى تضخم النظام المالي الامريكي الى 668 تريليون دولار وهي وصلت الى حجم ستطال فيه جميع دول العالم من دون استثناء.وقال الدول العربية ترتكب خطأ فادحا بتحويلها المادة الثمينة النفط الى الدولار, لكنه يتوقع نشوء دعوات من الدولة المصدرة الى اعادة تقييم النفط باليورو مثلما حصل في العراق في عهد صدام حسين. لذالك ترى الأن أن أمريكا بتسيدها على أقتصادات العالم ليس بفعل أقتصادها القوي أو ناتجها المحلي الضخم فأمريكا بديونها ال18 ترليون دولار والفعلية المقدرة ب 75 ترليون دولار لاتستطيع تغطية هذا العجز بناتجها المحلي الذي لايتجاوز ال10 ترليون دولار ولو أن دولا مرت بهذا العجز لكان مصيرها الزوال ... لكن مايجعل أقتصاد امريكا بالرغم من السياسات الطائشة التي يتبعها حكامها والتي أدخلت أمريكا بحروب لاطاءل منها غير اثقال ميزانيتها بمزيد من العجز والديون لعلمها بأن دولارها سيصند ويستمر بالصمود مادام النفط كسلعة مهمة للعالم يباع ويقوم بالدولار الأمريكي وأن كل أحتياطيات النفط في العالم هو الظهير والسند الحقيقي للدولار أي أن الدولار مدعوم بكل النفط الموجود في العالم وماذنب الدول المنتجة له لتبيعه مقابل حفنة من الأوراق المطبوعة التي لاتغني ولاتسمن من جوع فبعد ان كان الدولار يقوم بالذهب اصبح العكس هو الصحيح اي أن النفط والذهب وكل المعادن النفيسة وغير النفيسة والبضائع العالمية تقوم بالدولار وتسند وتدعم الدولار من وقوعه في الهاوية ... لذالك أن من اهم اسباب تدخل أمريكا في العراق وأسقاطها لنظام صدام حسين في 2003 هو تجرؤ صدام على عرض بيع نفطه باليورو بدل الدولار فسارعت أمريكا لأسقاطه قبل ان يفتح الباب على عهد جديد لبيع النفط باليورو أو بعملات ثانية قد تتخذه بعض الدول التي تعتبرها أمريكا مارقة مما يؤدي الى نهاية دولة العم سام ودولارها الورقي . وللحديث تتمة


0 comments:

Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية