خواطر أقتصادية ... 3





مفارقة عجيبة (الجزء الثالث)


الورق أغلى من الذهب


بعد أن تيقنا من ان امريكا بذلت المستحيل لأنقاذ أقتصادها ودولارها الورقي على حساب خيرات وثروات الشعوب المستضعفة ؟ وبعد أن كان الذهب هو الفيصل والمعيار لتحديد قوة الدولار وسعر صرفه أصبح الدولار هو الذي يقيم ويحدد سعر صرف الذهب أي أن الأية أصبحت بالمقلوب فبعد أن كان الحصان هو الذي يجر العربة أصبحت العربة هي التي تجر الحصان ! ومن حيث لاتدري أكثر الحكومات وشعوب العالم أستطاعت امريكا أن تضحك على كل سكان الأرض وتستغفلهم لتلعب أكبر لعبة أحتيال عالمية لتسيطر على المقدرات الأقتصادية لدول العالم ولتصبح هي القوة العظمى التي لاتنافس على مستوى العالم وكيف لا ودولارها وعملتها هي التي تستعمل لبيع وشراء جميع البضائع على مستوى العالم وهي عملة التبادل التجاري الأكثر أستخداما على مستوى العالم لذالك ماأن تصبح السيولة العالمية من الدولار الورقي شحيحة يتدخل الفيدرالي الأمريكي ويبدأ بعملية طباعة العملة تحت مسمى سياسة التيسير الكمي (Quantitative easing) فقد بدات الولايات المتحدة بتفيذ هذه السياسة في العام 2008 بعد أزمة الرهن العقاري حينها والتي عرفت بالأزمة العالمية والتي أدت تداعياتها الى الأضرار بأقتصادات كثير من الدول في العالم وذالك لأرتياط أقتصادات تلك الدول بأمريكا ولكي تنقذ أمريكا الموقف وتدفع بعجلة النمو وتبعد شبح البطالة وتحرك الأقتصاد أستخدمت أمريكا سلاحين في جعبتها السلاح الأول تخفيض سعر الفائدة الى مستوى الصفر وبذالك فهي تشجع الناس على أستثمار أموالها في تحريك عجلة الأقتصاد بدل وضعها في البنوك والطريقة الثانية هي طبع النقود الورقية فقد بدأت بطباعة 600 مليار دولار في العام 2008 ليرتفع الرقم الى 1.25 تلريون في العام 2009 ليرتفع بعدها الرقم الى تيسير كمي لامتناهي فبدئت أمريكا بطباعة 175 مليار دولار شهريا بدا من العام 2012 تخيلو هذا الرقم يعني في السنة كانت تطبع أمريكا 2.100 ترليون دولار سنويا رقم مخيف بالفعل ولأجعل المقارنة مفهومة لدى الجميع سوف أضرب لكم مثلا على العراق في العام 1999 وبعد أحتلال صدام للكويت فرض المجتمع الدولي الحصار الأقتصادي على العراق والذي أستمر قرابة العشر سنوات قام صدام بطباعة العملة الورقية من الدينار المحلي لتلبية أحتياجات السوق المحلية وأستمر الطبع على وتيرة متصاعدة طوال تلك الفترة مما أدى الى أنخفاض قيمة الدينار العراقي مقابل العملات العالمية ومن ضمنها الدولار الأمريكي حيث وصل سعر صرف الدينار حينها الى أكثر من 3000 دينار عراقي لكل دولار واحد بعد أن كان سعر صرف الدينار العراقي يساوي 3 دولارات وربع الدولار مقابل كل دينار عراقي مع العلم أن للعراق أحتياطي نفطي هائل وفرص أقتصادية واعدة لكن سياسة الطبع الورقي غير المحدودة أدت الى أزدياد معدلات التضخم الورقي وغلاء الأسعار الفاحش وهبوط سعر العملة ! السؤال الذي يطرح نفسه هنا بالنسبة لأمريكا وهي تطبع هذه الأرقام المخيفة للدولار شهريا مقابل هذا لانرى اي هبوط لقيمة الدولار ولازيادة جنونية في معدلات التضخم والأسعار في الولايات المتحدة ؟ بالفعل مفارقة عجيبة الجواب لكل هذه التسؤلات المحيرة تكمن في السر الذي يجعل أمريكا تقوم بهذه الطباعة المهولة للأوراق النقدية دون خوف أو وجل من عواقب ذالك هو نفس السر الذي تناولناه بالنقاش في المقالتين السابقتين وهو نفس السر الذي جعل أمريكا تفك أرتباط عملتها بالذهب في 1971 وهو نفس السر الذي جعلها تقوم بالتواطؤ مع دول البترودولار وبعض دول الأوبك العميلة بجعل سعر النفط يقوم بالدولار الأمريكي فهي تطبع ماتشاء من العملة الورقية وكيف لا وسعر التكلفة الحقيقية لطابعة الدولار هي 6.4 سنت فقط وهي تكلفة الحبر والورق المستخدم ليس الا ؟ لذالك تقوم امريكا باأقصاء ومعاقبة كل من يجرؤ على تهديد دولارها الورقي فهي قد حاربت صدام بعد أن خرج عن نطاق سيطرتها وهو كان عميلها المدلل أن ذاك وقررت القضاء عليه وأنهاء وجوده حالما بدأ بالتحرش بدولار العم سام وقام ببيع النفط العراقي باليورو بدل الدولار في العام 1996 بعد أتفاقية النفط مقابل الغذاء التي أقرتها الأمم المتحدة لتخفيف العقوبات الأقتصادية التي كانت مفروضة على العراق أنذاك ونفس الشي قامت بفعله مع شافيز رئيس فنزويلا حيث قرر الأخير بيع نصف كمية النفط المصدر من فنزويلا باليورو فرسمت خطة محكمة للقضاء علية وتصفيته ؟ وهكذا فهي تحارب أي دولة أو جهة تحاول المساس بدولارها المدلل لعلمها علم اليقين أن أي تحرك يهدف الى فك أرتباط النفط بالدولار هو بداية أنهيار هذه الأمبراطورية الهشة المبنية على أستغلال ومص دماء الشعوب المستضعفة ورهن خيراتها ومستقبلها لصالح الدولار الورقي المدلل ... وللحديث بقية

0 comments:

Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية