شارع الرشيد


تبقى بغداد هي بغداد كما وصفها ياقوت الحموي في معجم البلدان ؛ أم الدنيا وسيدة البلاد .

يعتبر شارع الرشيد من أقدم واجمل الشوارع في بغداد ، حيث افتتح الشارع يوم 23 تموز 1916  وهو يوم اعلان الدستور وكان يمتد من الباب المعظم الى منطقة السيد سلطان علي وسمي أول الأمر باسم (”خليل باشا جادة سي” ) اي (جادة خليل باشا) و(الجادة العامة) أو (الجادة) اختصاراً وسمي ايضا  (شارع هندنبرغ ) . فتح شارع الرشيد في البداية من منطقة باب المعظم إلى جامع سيد سلطان علي ، وكان الشارع عبارة عن سوق مسقف من ساحة الميدان إلى ساحة الرصافي ويعتبر هذا الشارع هو موقع عسكري قريب من الثكنة العسكرية العثمانية (القشلة) حيث يخرج الجيش من منافذ قريبة من القشلة حتى يواكب المعركة (الحرب العالمية الأولى 1914) في هذه الأثناء كان الجيش البريطاني داخل مدينة الفاو بالبصرة. وفي هذا الوقت تم تعيين خليل باشا والياً على بغداد وقائداً للجيش السادس العثماني سنة 1916. فنفذ فكرة فتح شارع الرشيد حينها لم يكن يسمى شارع الرشيد وأنما كان مجرد طريق أو ممر للجيش العثماني وكان مدير البلدية في هذا التاريخ السيد رؤوف الجادرجي .

وبعد دخول القوات البريطانية عام 1917 إلى بغداد حيث مرت داخل بوابة بغداد وهي مقابل وزارة الدفاع ما بين جامع الأزبكية وقاعة الشعب حالياً، فشاهدت أنقاض الشارع ما تزال متروكة على جانبيه فأمرت برفع الأنقاض وإكمال فتح الشارع وأوصلوه حتى بداية شارع ((أبو نواس)) للاستفادة منه عسكرياً وأيضاً لحاجتهم الماسة إليه لوجود القنصلية البريطانية في منطقة السنك من جهة الباب الشرقي .ولكن هذه البوابة هدمت بالكامل لأنها تعيق دخول الأسلحة الثقيلة والمدافع فأزيلت نهائياً من هذا الموقع ورصفت أرضية الشارع بالحجارة و الصخر ثم جرى تبليطه بالإسفلت وقد سماه الإنكليز ((الشارع الجديد)). والحدث الذي أثار دهشة البغداديين هو دخول السيارات إلى شارع الرشيد خلال فترة الاحتلال البريطاني حيث كانت وسيلة النقل المفضلة في تلك الفترة هي عربات الخيول أو ما يعرف بـ (الربل)التي تم استيرادها من الخارج ثم صنعت محلياً .


 شارع الرشيد عام 1916


وكان شارع الرشيد، مكاناً تدور فيه احداث الكثير من الروايات العراقية المهمة ، و احتوى الكثير من الأحداث الاجتماعية والسياسية، التي كان لها الأثر في الحركة الوطنية العراقية ، والتاريخ العراقي المعاصر ،

استعراض للجيش في شارع الرشيد عام 1946

حتى ان العراقيين يحلو لهم اطلاق تسمية «الشارع الشاهد» على شارع الرشيد لكثرة الاحداث السياسية والتظاهرات والاعتصامات والمواجهات التي حصلت في شناشيله التي تحملها الاعمدة السميكة، متيحة لاهالي هذا الشارع مشاهدة هذه الاحداث عن كثب، ونقلها إلى الأجيال، ابتداء باستعراض الجيش البريطاني عند احتلال  بغداد عام 1917 وانتهاء بمظاهرات انقلاب 1968 مرورا بتظاهرات وثبة كانون (( 1948ووثبة تشرين (1952) ، وثورة 14 تموز 1958 وغيرها كثير من الاحداث


دخول الجيش الانكليزي بغداد شارع الرشيد عام
 1917

مظاهرة في شارع الرشيد عام 1948

شارع الرشيد يوم 14 تموز 1958

لعل اشهرها حادثة محاولة اغتيال الرئيس عبدالكريم قاسم عام 1959 والتي نفذتها خلية من حزب البعث يترأسهم صدام حسين وعبدالواهاب الغريري الذي قتل اثناء المحاولة ، وأقام له صدام فيما بعد تمثالا في مكان الحادث وسط الشارع وسميت الساحة باسم الغريري . الا ان التمثال هدم بعد احتلال العراق عام 2003 واقيم مكانه تمثال لعبدالكريم قاسم وسميت ساحة عبد الكريم .  

اتخذ الملاعثمان الموصلي من جامع الحيدر خانه مكاناً له، لبث خطبه، وتحريك الناس بإتجاه ثورة العشرين، وكان له دور مهم في ذلك، حيث جعل من ساحة الجامع مكاناً لتجمع يومي للناس، والدكتور محمد مهدي البصير الذي هو الاخر كان لايتوقف عن القاء خطبه ومواعظه عبر الجامع.
جامع الحيدر خانة عام 1938

 وعبر تاريخه الطويل ضم العديد من المقاهي ودور السينما والجوامع واهم الجسور التي تربط الكرخ بالرصافة والشوارع الفرعية والعديد من المحلات الشعبية والاسواق والمخازن .الشوارع الفرعية الممتدة على جانبي شارع الرشيد 1-  شارع المأمون: (قرب جسر الشهداء) يمتد من ساحة الأمين إلى جسر الشهداء. 2- شارع الأكمكخانة: أي (الفرن العسكري) الذي هو شارع المتنبي أو شارع المثقفين شارع الكتب.3- شارع البولويخية: (شارع الزهاوي) شارع حسان بن ثابت حالياً. سمي شارع البولويخية لكثرة السراجين فيه كان عملهم دباغة الجلود وصناعة الأسرجة والبراذع وكل ما يخص الخيول، لقرب هذا الشارع. من الثكنة العسكرية للدولة العثمانية أما عند المشي إلى حافظ القاضي (وهو تاجر من أهالي بغداد كان يتاجر بالسيارات فأصبح علامة دالة في شارع الرشيد) إلى يساره شارع الوثبة. كان فقط موجوداً شارع سيد سلطان علي ثم بعد ذلك افتتح الإنكليز شارعاً آخر وسمي فيما بعد شارع الوثبة.المحلات السكنية في شارع الرشيدتنتشر على جانبي الشارع ازقة مزدحمة بالبيوت ، والمحلات التي أقيمت في شارع الرشيد هي محلة البقجة في ساحة الميدان على مدخل شارع الرشيد و أقيمت أيضاً محلات شعبية سكنية أخرى وهي الحيدر خانة والعاقولية والخشالات ومحلة جديد حسن باشا ما زالت موجودة إلى يومنا هذا. ومحلة الدشتي وعكد الجام مقابل سوق الصفافير ومحلة تحت التكية ، والمربعة ، عكد النصارى وسيد سلطان علي ، وعارف اغا .الجوامع المشهورة في شارع الرشيد انتشرت في بغداد جوامع كثيرة وخاصة في العهدين العثماني والصفوي ومن هذه الجوامع:ـ جامع المرادية الذي أول ما يصادفنا بعد مدخل باب المعظم وهو من الجوامع المشهورة في هذا الشارع فهو مجاور للمكتبة الوطنية دار الكتب والوثائق حالياً فقد شيد عمارته الوالي مراد باشا عام 1566 وجدد عام 1903 وكان إلى جواره خان المرادية الكبير ثم ساحة الميدان ، وجامع الازبكية  ويعود هذا الجامع الى 185 سنة خلت ، جامع الاحمدي وشيد عام 1796 م ، جامع عثمان بن سعيد، جامع الامام طه، جامع الحيدر خانه الذي شيدهُ داود باشا عام 1819م ، جامع مرجان، جامع سيد سلطان علي، وغيرها من الجوامع في الأفرع القريبة من الشارع. (إضافة إلى الحسينيات ومراقد الصالحين)

الاسواق الشعبية التي امتاز بها شارع الرشيد
يحوي اهم سوق في بغداد والعراق وهو سوق الشورجة

 الشورجة

0 comments:

Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية