كاريكاتير مصور لرائد الفكاهة العراقية غازي




بدأ فن الكاريكاتير مع الانسان الاول فقد رسم على جدران الكهوف وصنع من الحجر اشكالا مختلفة مضحكة. فقد عرف الانسان الضحك والحزن منذ بدء الخليقة وقد تم العثور على رسوم كاريكاتيرية في المقبرة الفرعونية لرسم غزال يلعب الشطرنج مع اسد. وكذلك وجدت رسوم كاريكاتيرية ساخرة على جدران الآشوريين ان الفنان غازي عبدلله هو صاحب مدرسة في فن الكاريكاتير على المستوى العراقي والعربي فقد رسم ابن البلد وهو يرتدي (اليشماغ) وكانت رسومه تتفوق على رسوم الرسام المصري صلاح جاهين او الرسام صاروخان وكان ذو علامة فارقة في هذا المجال الذي تخصص به ٬ وكان رساما هادئا يسعى الى التطور والابداع في مجال الكاريكاتير.
























0 comments:

امثال عراقية مضحكة وأصولها .....2



جبت الأكرع يونّسني .. كشف راسه وخرّعني 


يضرب للشخص الذي يطلب العون من الناس ، فيلقى منهم مايزيد في عنائه وشقائه 

أصله : 
أن إمرأة خرجت ذات يوم إلى السوق لقضاء بعض الأشغال . فلما فرغت من ذلك أرادت الرجوع إلى البيت ، وكان معها صبي صغير لها تحمله على كتفها وكان يبكي طول الطريق من غير سبب معلوم ، وكلما أرادت المرأة أن تسكّته وتهّأه ذهبت جهودها أدراج الرياح . وبينما هي تسير في أحد الأزقّة وابنها مازال يبكي وقد بلغت روحها التراقي ، صادفت رجلا يقف في جانب الطريق وبيده يشماغ له يلفّه على رأسه ، فتقدّمت منه وقالت له : (( الله يرحم والديك .. ماتخّف هذا الولد .. حتى يسكت ! )) . فقال الرجل : (( سهلة .. وينه هذا ؟ )) . فأشارت إلى ولدها ، فتقدّم الرجل منه وأمسكه من كلا كتفيه ، ثم رفع الجرّاوية عن رأسه فبدت له صلعة منكرة ! .. ثم خفض رأسه وجعله أمام وجه الصبي وهزّ رأسه ذات اليمين وذات الشمال هزّا عنيفا وصاح بصوت منكر أجشّ : (( ترررررررررر )) فإخترعت المرأة ووقعت أرضا ، ثم نهضت وأخذت ولدها وهربت به وهي تقول : ((جبت الأكرع يونّسني .. كشف راسه وخرّعني )) . ثم ذاع ذلك الأمر بين الناس فعجبوا من غباء الرجل وجهله ، وبلادة المرأة وسوء تصرّفها . وذهب ذلك القول مثلا 


أكو من جلمة ... وأكو من سطرة 

يضرب للشخص الذي يعامل الناس حسب قدرهم ، وعلى قدر عقولهم . 

أصله: 
أن أحد الحلاقين كان يحلق يوما لأحد زبائنه بموس ماضية فزلّت يده فأصاب وجه الزبون بجرح غائر ، بدأ الدم يسيل منه غزيرا فما كان من الحلاق إلاّ أن مال على أذن الزبون وقال له : (( تره أكو بعكالك وسخ )) وتلك كناية عن تعرّض سمعته لكلام الناس ! فثارت ثائرة الرجل وأحمّر وجهه غضبا وقفز من مكانه وصاح : (( اتخسه ! .. انا أخو خيته .. )) . فتوقف نزيف الدم في الحال . فاعتذر الحلاق إليه ، وأخبره بأنه قد قال ما قال حتى يثير غضبه ، ويهز أعصابه ، فينقطع نزيف الدم . فسامحه الرجل وقبل عذره . 
وكان للحلاق صبي ذكي مجدّ وكان قد سمع ورأى ما دار بين أستاده الحلاق والزبون . وبينما كان يحلق لأحد الزبائن ذات يوم أصاب الزبون بجرح في وجهه سال منه الدم غزيرا . فمال الصبي على الزبون وهتف في أذنه : (( تره أكو بعكالك وسخ )) فلم يتحرك الزبون ، ولم ينقطع نزف الدم ، فقال الصبي : (( تره سمعة بنتك موزينة بالمحلة )) فلم تؤثر كلمته في الزبون شيئا. فقال : (( الناس دا يحجون على بنتك )) فلم يتحرك الزبون كذلك . وكان الحلاق يسمع ويرى مايجري بن الصبي والزبون ، فأسرع إلى الزبون ورفع كفه وضربه سطرة شديدة على رقبته . فارتاع الزبون لذلك وانتابه الغضب وقام من مقعده ثائرا ، وسأل الحلاق : (( هاي شنو ؟ .. ليش تضربني ؟ )) . وقبل أن يجيبه الحلاق انقطع نزف الدم وتوقف .. فاعتذر الحلاق إلى الزبون ، وأطلعه على حقيقة الأمر ، وأن السطرة ماكانت إلاّ لتوقف النزيف . ثم التفت الحلاق إلى صانعه وقال له : (( شوف ابني .. الناس مو كلهم سوه .. أكو من جلمة ... وأكو من سطرة )) . فتعجّب الصبي من كلام الحلاق ، وسعة اطلاعه ، وشدة ذكائه .. وذهب ذلك القول مثلا 


َحميّينا الماي ... وطار الديج 

يضرب هذا المثل للشخص الذي يعمل عملا عظيم الأثر ، ثم يعتذر عنه بعذر واه لا يصدّقه عقل ولا يقبله وجدان 

أصله: 
أن رجلا كانت له إمرأة جميلة مليحة ، وكان لها خليل تعشقه وتهيم به ولا تطيق فراقه ، وكانت تؤثره بكل شيء لديها من ملبس ومأكل وغير ذلك . وكانت كلما أعدّت طعاما لزوجها تأخذ منه شيئا لخليلها . وفي ذات يوم جاء زوجها بديك سمين ، فذبحه وطلب منها أن تعدّ منه مرقا لذيذا للغداء . فقامت المرأة إلى الديك فطبخته ووضعته في طبق ، ثم أرسلت به إلى خليلها ليأكله هنيئا مريئا . ثم إن الزوج عاد إلى البيت في وقت الغداء ، فأتته الزوجة ببعض المرق وبعض رغفان الخبز ، فسألها عن الديك ، فقالت له : (( ديج ؟ .. هذا يادبج ؟ .. هذا جان جنّي ! )) 
فتعجّب الرجل من قولها ولم يصدّق كلامها وسألها : (( شنو هالحجي ؟ )) فقالت : (( لما ذبحت الديج .. نظّفناه آني والخادمة وخلينا الماي بالجدر .. والديج بالماي .. والجدر على النار .. ولما حمى الماي رفرف الديج بجناحه وطار من الجدر )) . فصعب على الرجل تصديق هذا الكلام ، فسأل الخادمة عن صحته ، فقالت : (( صدك عمّي .. حمّينا الماي ... وطار الديج . فصدّق الرجل كلام زوجته ، وتناول ما أمامه من الطعام. ثم ذاع الخبر بين الناس ، فضحكوا من غفلة الرجل وغبائه ، وعجبوا من كيد المرأة وتدبيرها . وذهب ذلك القول مثلا 


ردتك شاهد .. طلعت لي قصّه خون

يضرب للشخص يؤتمن على أمر ، فلا يكون أهلا لتحمّل تلك الأمانة ، أو المحافظة عليها ، خيانة منه ولؤما . 

أصله: 
أن رجلا من أهل بغداد كان قد سافر إلى إحدى المدن العثمانية إبّان العهد العثماني بصحبة رفيق له . وبينما هما يتنزّهان في بعض شوارع المدينة _ في عصر ذات يوم _ رأى الرجل بقرة كبيرة واقفة في شرفة أحد البيوت والشرفة : هي ماكان يسمى في بغداد القديمة (( الطارمة )) ويسمى اليوم البلكون . وكانت الشرفة صغيرة وضيقة وبابها صغير وضيق ، فتعجّب الرجل من ذلك غاية العجب ، ولفت نظر رفيقه إلى ذلك ، وراح يتسائل وإياه عن كيفية صعود البقرة الكبيرة إلى تلك الشرفة الصغيرة الضيقة وعن كيفية نزولها منها والشرفة عالية عن الأرض ، وبابها صغير ضيق ! . ثم قال الرجل لرفيقه : (( إن هذا الأمر لايكاد يصدّقه العقل .. فلو أن امرءا حدّث به بعض معارفه ، هل كان يصدّق في قوله ؟ . فبالله عليك ياصاحبي إنتبه لما ترى جيدا واحفظ ذلك في ذاكرتك .. لعلّني أحتاج إلى شهادتك في هذا الأمر ، إذا ما عدنا إلى بغداد .. لأني أخشى الاّ يصدّقني أحد إذا ما قصصت عليه قصتها )) . فوعده رفيقه خيرا . 
ثم أن الرفيقين عادا إلى بغداد ، وقد نسي الرجل أمر البقرة . وفي ذات يوم دخل الرجل إلى المسجد ليصلي الظهر ، فرأى صاحبه واقفا في ناحية من المسجد ، وقد التفّ حوله لفيف من الناس ، وهو يقصّ عليهم نبأ البقرة ، وكان القوم يستمعون إليه ويهزّون رؤوسهم غير مصدّقين لما يقول ! . وما كاد ذلك الرفيق يرى الرجل داخلا ، حتى صاح به قائلا : (( لقد جئت في الوقت المناسب ياصاحبي .. أن هؤلاء القوم يكذّبونني فيما أقصّ عليهم من نبأ البقرة . فهلاّ شهدت لي على صحة ما أقول ؟ )) . فقال الرجل : (( أنا لا أتذكّر من هذا الأمر شيئا .. وما أظن كلامك إلاّ إفتراءا وبهتانا ! . )) . فقال صاحبه : (( ماذا تقول ياصحبي ؟ .. هل نسيت ذلك بهذه السرعة ؟ .. )) فقال الرجل : (( لا .. لم أنس ذلك .. ولكنك أنت الذي نسيت ما طلبته منك .. لأني (( ردتك شاهد .. طلعت لي قصه خون . )) . ثم ذاع ذلك الأمر بين الناس ، وعجبوا من قلة عقل ذلك الصديق ، وعدم إلتزامه بما وعد به رفيقه 

0 comments:

امثال عراقية مضحكة وأصولها .....1




أحسن ماتگلها كش ... إكسر رجلها 


يضرب للشخص الذي يأخذ الأمور بالحزم ويتجنب الحيرة والتردد في جميع أفعاله وأعماله . 

أصله:
أن ضيفا نزل على رجل في بيته ، فقدّم الرجل له طعاما ، وفاكهة ، وحلوى وجلس معه يأكلان ويتسامران ، وكان للرجل دجاجة كبيرة تصول في البيت وتجول . وكان الرجل قد احتفظ ببعض الطعام في ناحية ، خشية أن يكون الطعام الذي يأكل منه الضيف لايكفيهما ، فكانت الدجاجة تأتي إلى ذلك الطعام فتنقر فيه فيطردها الرجل بأن يصيح بها : ( كش .. كش!) . على عادة بعض الناس في طرد الطيور أو غيرها . ولا تكاد الدجاجة تبتعد قليلا حتى تعود فتقترب من الطعام ثانية فتلتقط منه ، فيعود الرجل فيطردها بقوله : كش ( فزهك )الضيف وقال للرجل : ( تالي وياك ؟ ) .. تظل الدجاجة تروح وتجي وانت بمكانك تصيح : كش ( أحسن ماتگلها كش .. إكسر رجلها ) فتعجّب الرجل من حزم صاحبه الضيف وحسن معالجته للأمور وذهب ذلك القول مثلا 


بين حانة ومانة ... ضاعت لحانه 

يضرب هذا المثل للشخص الذي يقع بين داهيتين تصيبانه فلا يستطيع منهما خلاصا ، حتى يصيبه من الأذى ما لايقدر على دفعه أو النجاة من شرّه 

أصله : 
أن رجلا كانت له زوجة اسمها حانة فلما أسنّت تاقت نفسه للزواج من إمرأة أصغر منها . فبنى بفتاة صغيرة مليحة ، حسناء اسمها مانة فكان يعدل بينهما كما أمر الله تعالى فيقضي ليلة مع حانة وليلة مع مانة فلا يغبط إحداهما حقها وكانت كل واحدة تريد ان تستأثر به وحدها ، فكان إذا اختلى بزوجته الأولى حانة تأخذ بعض الشعرات السوداء من لحيته فتنتفها ، حتى تصبح لحيته بيضاء ، فيشعر بأنه كهل وأنه من سنها وينبغي أن يكون لها وحدها دون سواها . وإذا اختلى بزوجته الصغيرة مانة فأنها تنتف بعض الشعرات البيضاء من لحيته حتى تصبح لحيته سوداء فيشعر بأنه لا يزال شابا وأنه ينبغي أن يكون لها وحدها دون غيرها ومازال دأب زوجتيه معه حتى اختفى شعر لحيته مع الأيام ولم يبق منها ولا شعرة واحدة . 
وفي ذات يوم كان الرجل جالسا مع بعض أصحابه في المقهى ، فسأله أحدهم : (( هاي شنو أبو فلان ؟ وين لحيتك ؟ .. مزيّنها ؟)) فقال الرجل : (( لا والله مازيّنتها ولكن (( بين حانة ومانة ... ضاعت لحانه ) فسأله أصحابه عن مغزى قوله ، فأخبرهم الخبر ، فضحكوا من ذلك طويلا وتعجّبوا من صبر الرجل المسكين على مافعلته زوجتاه به ، وذهب ذلك القول مثلا 


تنبل أبو رطبة

يضرب للشخص الكسول الذي تعوّد على البطالة وعاش عالة على غيره من الناس

أصله: 
أن رجلا كان له ولد كسول ، وكان كلما يحاول إصلاحه وإرشاده ، يزداد كسلا وبلادة ، حتى تعب الرجل وملّ ويأس من إصلاحه وسلم أمره إلى الله تعالى . وفي ذات يوم قرر الرجل أن يرسل إبنه إلى مجمع التنابلة ليعيش بينهم ويصبح واحدا منهم ، فيريح ويستريح . وكان التنابلة آنذاك يعيشون في بستان كبير في إحدى ضواحي بغداد ، ينامون فيه طيلة يومهم . فإذا جاعوا أكلوا مما يتساقط عليهم من رطب ، من النخيل الموجودة في البستان ، وإذا أحسّوا بالظمأ شربوا من ماء الساقية . ذهب الرجل إلى شيخ التنابلة وشرح له الأمر وسلّم له ولده الكسول . فرحب شيخ التنابلة بالتنبل الجديد وقال له : (( شوف بابا روح نام هناك يم الساكية .. ولما توكع يمك رطبة من النخلة أكلها وإذا عطشت إشرب من ماي الساكية .. وإنت ما مطلوب منك أي عمل هنا )) . فانبطح الولد على الأرض ، قرب الساقية ، في إنتظار سقوط الرطب بالقرب منه ، وبعد مدة وجيزة سقطت رطبة بالقرب من رأسه ، فلم يكلّف نفسه عناء إلتقاطها ووضعها في فمه ، فقال بكلامه البطيء المتثائب : (( رحم الله والديه اللي يخلّي الرطبة بحلكي )) . فسمع شيخ التنابلة ماقاله التنبل الجديد فضحك منه واستدعاه إليه ، وقال له : (( كوم ولك كوم روح لأبوك كول له : آني تنبل ونص .. و ماأحتاج أعيش ويه التنابلة حتى أتعلّم منهم )) . ثم علم الناس بحكاية ذلك الصبي ، وعجبوا من كسله وضحكوا من فعله ، فقالوا فيه (( تنبل أبو رطبة )) وذهب ذلك القول مثلا 


0 comments:

ناجي جواد مصلح الساعات الشهير في العراق




ناجي جواد الساعاتي مصلح الساعات الذي اصبح لاحقا رحالة مشهورا  جاب العالم وكتب  في ادب الرحلات  حتى صار علم من اعلامه ورائدا من رواده في الادب  العراقي ،وفي النهاية غلبت صفة الادب عليه على صفة تاجر الساعات ، كما  غلبت عليه صفة الداعم لابرز مشاريع الثقافية والتعليم الخيرية  كالمساهمة  في تعمير مكتبة الخلاني الشهيرة، ودعم ادارات المدارس الجعفرية الاهلية.وقبل ذلك  فالساعاتي هو تاجر بنكهة انسانية قريب من الفقراء لانه نشأ بينهم وشق طريقه للنجاح بعصامية صارمة ...سيرته عراقية  بامتياز شهدت وساهمت في ارساء زمن عراقي كانت تضبط يومياته اشهر  الساعات السويسرية (اولما) التي استوردها  ناجي جواد الساعاتي ابان  بدايات الاربعينيات من عمر الدولة العراقية.


صبابيغ الآل
 لم ينس ناجي جواد الساعاتي ابدا تلك المحلة التي ابصر النور فيها محلة صبابييغ الآل العريقة 1922،حيث عاش طفولته في هذا الحي البغدادي الذي سكنه علية البغداديون وابرز الشخصيات التي اسهمت في بناء النهضة التنويرية للعراق الحديث،



كعائلة جعفر ابو التمن وعائلة محمد مهدي كبه  ود ابراهيم كبة والوزير صادق البصام والمحامي الشهير عبود الشالجي والمؤرخ عبدالرزاق الحسني والوزير عبدالحسن زلزلة والمعماري محمد مكية  وعشرات الرموز والشخصيات التي احصاها المؤرخ رفعت مرهون الصفار في كتابه عن المحلة....في هذا الحي تلقى ناجي جواد الساعاتي تعليمه الابتدائي في المدرسة الهاشمية  ثم الثانوية الجعفرية المسائية وتدرج حتى نال ليسانس الحقوق من الدراسات المسائية  ايضا في جامعة بغداد  1954م... ظل طوال تواجده في بغداد يستوقف من معه عندما يصادف مروره مما تبقى من اطلال محلته العريقة، فيستاذنهم دقائق للوقوف على ما تبقى من محلته  كيما يستنشق عبير الذكريات التي رحلت من محلة صبابييغ الآل البغدادية  وترسبت في اعماق روحه وذاكرته ولم تغادرهما ابدا.



لقب الساعاتي



كان  ابوه جواد الساعاتي هو البطل الاول  في قصة العائلة مع الساعات حيث كان يعمل في دكان متواضع  بسوق الساعجية  بدايات القرن الماضي بجوار المستنصرية القديمة...في يوم من ايام  الحرب العالمية الاولى دخل ضابط اجنبي الى محله طالبا منه تصليح ساعته،فقام بتصليحها...ومن تلك اللحظة اصبح الحاج جواد  اول مصلحا من المسلمين للساعات في العراق وعلّم المهنة  بعد ذلك الى اخوته محمد حسين و عبد اللطيف، ثم انتقلت المهنه الى ألأبناء بل و حتى بعض ألأحفاد. ومن ذلك الحين اختفى لقبهم  العشائري الذي يعود لقبيلة بني اسد العربية الاصيلة   من فخذ المراياتي ليحل محله لقب الساعاتي الذي اشتهر به  ناجي جواد تاجرا واديبا  وعلما من اعلام ادب الرحلات في العراق  (كان ابي جواد يعمل في سوق الكمارك حيث يقع فيه دكانه المتواضع ليجلس وراء منضدة يعالج كومة من الساعات الجيبية ليعيد اليها نبض الحياة (تك تاك)اذ رغم الحكم الوطني الذي بوأ الشريف  فيصل ملكا على عرش العراق فأن الاسواق العراقية مازالت تكتض بالكثير من جنود الاحتلال انكليز وهنود وكلهم ينثرون (الليرات)) العثمانية و((الروبيات)) الهندية الفضية في تعاملهم مع اصحاب الحرف والمهن اليدوية)من انا؟ ناجي الساعاتي جريدة القادسية 4 ت1 1991

سوق السراي





في الجامعة شعر ناجي جواد بانعطافة في حياته غيرت مجراها وانعطفت بها  من مهنة الساعاتي التي ورثها الى حرفة الادب وتعاطي الثقافة التي سحرته باجوائها وبهرتها بعوالمها وخيالاتها فشعر بالحرية في الكلام والمناقشة بدات في هذه المرحلة  في حياة الساعاتي بوادر تفتحه على عالم القراءة والادب  ومشاوير سوق السراي القريب من عمله.. كانت الفترة الجامعية من حياة الساعاتي هي الانطلاقة في عالمه  الذي استهواه وملك عليه يومياته واستحوذ على قلمه في الرحلات وادبها ومؤلفاتها ،تخرج  من الكلية  وحصل على ليسانس الحقوق 1954  رغم جمعه بين العمل والدراسة في ان واحد كانت والدته واخوه فخري الوحيدين الذين يشجعانه على مواصلة الدراسة.

مستورد الساعات



تحول ناجي جواد الساعاتي  من تصليح الساعات  الى استيرادها.... مطلع اربعينيات القرن السابق،فكان الأول بين التجار المسلمين العراقيين الذي استورد ماركات الساعات السويسرية (اولما سيما)... سبقه في ذلك تجار يهود  ومسيحيين عراقيين،ومنهم التاجر اليهودي سالم عبدوعرف ناجي الساعاتي مستوردا لماركة ساعات (اولماوسيما) المشهورة وكان يستورد منها بالالاف لانها رخيصة الثمن ويستطيع الفقراء وابناء الطبقة الوسطى شرائها.


كان  الساعاتي يبيع ساعاته الى  نقابات العمال والجمعيات الاستهلاكية بطريقة الاقساط الشهرية المريحة، وكان  اخوه فخري يزود الكلية العسكرية و كلية الشرطة بنفس الطريقة و مازال الكثير من الضباط القدامى والموظفين المتقاعدين محتفظين بساعات (اولما) المشتراة من  الساعاتي بينما كان التاجر (حبيب منصور) المسيحي وكيلا لشركة ساعات(رولكس) الغالية والنفيسة و المشهورة  والتي لايستورد منها الا  كميات قليلة ولاتلبي  الا طلبات الزبائن الاثرياء المحدودين في بغداد.  ويذكر ولده سعد بان ممثل شركة (لونجين)السويسرية الشهيرة الح على والده في الستينيات ان يكون ممثلها في العراق لكنه رفض هذا العرض لانها ماركة غالية لاتناسب اغلب الطبقات العراقية من الفقراء ومتوسطي الحال.




افتتح فخري جواد الساعاتي  شقيق جواد الاكبر،اول محل للساعات في شارع الرشيد بداية اربعينيات القرن السابق،في عكد النصارى مقابل المكان الذي  وقعت فيه محاولة اغتيال الزعيم قاسم عام 59،وازيل المحل فيما بعد بدايات ستينيات القرن السابق...تبعه اخيه بعد ذلك ناجي جواد بعد ذلك في افتتاح محل للساعات بداية عام 1942 مشاركة مع ابن عمه، ثم استقل في محله الخاص  في ساحة حافظ القاضي عام 1948، واصبح من اشهر محلات الساعات في بغداد،وكان المحل ملتقى لادباء ومثقفي العراق في ذلك الحين،وانتقل موقع المحل  بعدها الى الباب الشرقي عام 1956 بداية شارع الرشيد قرب سينما الخيام،واستمر فيه لعام 1966 اذ انتقل الى محله الجديد في شارع السعدون في العمارة التي شيدها وحتى الوقت الحاضر تعرف بعمارة ناجي جواد الساعاتي.


الكتاب الاول
خلال دراسته الجامعية للحقوق بدأت اولى محاولات ناجي جواد  الادبية ونشاطاته الثقافية، فكان يراسل الصحف والمجلات المحلية، ونشرت مقالاته الاولى  في جريدة الهاتف لصاحبها جعفر الخليلي،وجريدة البلاد لصاحبها روفائيل بطي وهو من رواد الصحافة الحديثة في العراق، وجريدة ألأيام لصاحبها عبد القادر البراك. وبعد مرحلة نشر المقالات ظهر له اول كتاب عام 1957بعنوان(رسائل من الهند) وهو عبارة عن رسائل ارسلها الى ابنته الكبرى ايام،  يصف فيها احوال الهند وطبيعتها وطباع اهلها. وتاثر في اسلوب الكتاب وصياغته برسائل نهرو الى ابنته انديرا غاندي التي كان يراسلها من السجن، لاقى الكتاب ترحيبا في الاوساط الادبية عند صدوره لكونه  من المحاولات القليلة في ادب الرحلات في الثقافة العراقية،بعد ان  تحسنت احواله  وتغيرت مسيرة حياته  من الفقر الى الغنى وحصل من تجارة الساعات خيرا من الاموال  والعلاقات الطيبة بالزبائن  وتجار الساعات، ولايمانه بان المال وسيلة لا غاية، فمنذ ذلك الحين والساعاتي يوظف امواله في خدمة الثقافة ومؤازرة الادباء الفقراء وتمويل مشاريعهم واعانتهم على شظف الحياة.
اصدر  الساعاتي كتابه الاول عام 1959 ((قصة الوقت))الذي ترجم للغة الانكليزية ونشر في سويسرا وظهر الكتاب بمقدمة مهمة للدكتور العلامة مصطفى جواد.. قبل ان يخوض ناجي جواد الساعاتي  في كتابة ادب الرحلات  في طريق قل سالكيه وانقطع سبيله  في الادب المعاصر بعد ابن بطوطة وابن جبير وابن ماجد ، وقبل ان يصبح ناجي جواد احد نجومه القلائل في سماء الابداع العراقي..كان قد جرب كتابة القصة وظهرت مجموعته الاولى (مع الايام)مطبوعة  عام 1967، جوبهت المجموعة  التي ظهرت بين نجوم الرواية والقصة في ذلك الوقت،بسخط من قبل النقاد وشعر الساعاتي نفسه بعدم الرضا وادرك بانه لايمتلكة الادوات التي تؤهله في مواصلة مشوار القصة فاختار ان يتخصص في  ادب الرحلات التي ابدع فيها  وتميز...من يتابع مؤلفات الساعاتي  سواء في النقد او الادب القصصي  يجد ان للساعتي وجهة نظر من الادب ورسالته في الحياة ومن يتابع قراءة كتبه في الرحلات التي زادت على الستة عشركتابا  عن رحلاته الى دول العالم يجدها تتميز بسلاسلة الاسلوب والتشويق والمتعة في السياحة الجغرافية للاماكن والبلدان التي زارها،  والبراعة في تصوير عادات شعوبها واحوالهم التي كان يشهدها بعين الاديب الحساسة ورؤيته الثاقبة فضلا عن ما كان الساعاتي يجتهد في اضافته من معلومات  بلدانية تتعلق بهذا البلد او ذاك  تغني ذاكرة القارئ وتشبع فضوله وتزيد من توقه لزيارة البلدان والشوق للارتحال اليها.


مكتبة الخلاني ومشاريع خيرية
كثيرا ما كانت مبادرات ناجي جواد الساعاتي الخيرية في خدمة الوطن تتعارض وتتصادم مع رؤية الحكومات الطائفية التي توالت على حكم البلاد...فمثلا عندما تنادى  الساعتي  مع مجموعة من تجار ميسورين الى معاضدة السيد المرحوم محمد الحيدري امام وخطيب جامع الخلاني، بتاسيس مكتبة الخلاني العامة والتي اصبحت خلال فترة و جيزة من انفس المكتبات العراقية، اغلقت  سلطات النظام السابق المكتبة وابقت على قاعة المطالعة فقط،وبقي  للساعتي ركنا خاصا به في مكتبة الخلاني للكتب التي يقوم بشرائها واهدائها الى هذه المكتبة العامرةباصناف مؤلفات المعرفة.وعندما سعى الساعاتي لدعم وتمويل مشروع جامعة الكوفة العلمي لاقى  ايضا الصدود والعراقيل من قبل السلطات التي وادت المشروع في مهده ولاحقت اصحابه وعندما وضع امواله في دعم وتوسيع المدارس الجعفرية والتي كان  عضوا في مجلس ادارتها  من بداية 1962 اممتها سلطة البعثية  الثانية لصالحها بدايات سبعينيات القرن السابق،وعندما فكر باستثمار امواله في اول عمارة ترتفع في شارع السعدون كانت له قرارات  التاميم  لحكومة عبدالسلام عارف بالمرصاد.
تروي السيدة آسيا زوجة السياسي الكردي المعروف توفيق وهبي،وكانت وقتها مديرة سابقة في جمعية الهلال الاحمر الانسانية  عن دور واسهامات ناجي جواد الساعاتي في هذه الجمعية قائلة:كان من اكرم العراقيين واكثرهم تبرعا للهلال الاحمر واي نقص في مشاريع الجمعية كان يغطيه بنفسه


مع مشاهير الادب ونجوم الفن


كان الساعاتي  يتجنب السياسيين في علاقاته، وبالعكس من ذلك كان يوطد علاقته جدا بمشاهير الادباء والفنانين، ليس العراقيين منهم فحسب بل مشاهير الادباء العرب. ارتبط الساعاتي بعلاقة خاصة ومميزة بالشاعر السوري نزار قباني توجت بنجاح مسعاه في تزويجه  من العراقية بلقيس الراوي في بيت الساعاتي على ابي نؤاس و كذلك المفكر اللبناني حسين مروة الذي كان ينزل ضيفا في بيته عند قدومه من اهله في لبنان،و من اقرب اصدقائه  من العراقيين  كان الشاعر الكبير الجواهري والشاعر الوطني محمد صالح بحر العلوم،والعلامة د مصطفى جواد والعلامة محمد بهجت الاثري وطه باقر وصفاء خلوصي وحسين امين ورائد القصة العراقية ذو النون ايوب والكاتب العراقي  التركماني وحيد الدين بهاء الدين والقاص والاديب جعفر الخليلي و الشاعر بدر شاكر السياب وميخائيل نعيمة ولميعة عباس عمارة.وله كتاب اسمه (من ادب الرسائل))هو عبارة عن رسائل متبادلة بينه وبين هؤلاء الادباء وغيرهم.
نهاية المشوار

بعد رحلة عصامية دامت ثمانية وثمانين عاما حقق خلالها الاديب وتاجر الساعات ناجي جواد جزءا من احلامه في السفر والترحال والتاليف وتاسيس المشاريع  التجارية ذات البعد الوطني والانساني وبعد صراع مع المرض  ،وفي غربة موحشة في لندن اغمض ناجي جواد الساعاتي عينيه في فجر يوم الاثنين الموافق 18 ايار 2009  ليلقي ربه راضيا مرضيا وتطوى صفحة متالقة من صفحات الادب العراقي والتجارة الوطنية العراقية الغيورة.. ويدفن في مقابر غريبة بخلاف ما كان يامله ويحلم به ان يدفن تحت ثرى  العراق.

مسابقة الساعاتي لادب الرحلات

من اجل ان لاينقطع ذكره  ولا يتوقف عطائه،ولتأصيل اعماله الخيرية وتخليدها ومشاريعه الثقافية ورحلاته الكثيرة وما اسفر عنها من كتب ومؤلفات اغنت المكتبة العراقية بهذا  الميدان..بادر نجله الدكتور سعد ناجي جواد  استاذ العلوم السياسية بتشكيل لجنة من مجموعة من المثقفين والادباء اسماها لجنة الحفاظ على تراث ناجي جواد الساعاتي وكانت اولى اعمالها تاسيس جائزة باسم جائزة ناجي جواد الساعاتي  لافضل كتاب في ادب الرحلات او تراث بغداد،انطلقت دورتها الاولى في 18 /5/2010  ببغداد وتزامنا مع الذكرى الاولى لرحيله،واصبح ذلك تقليدا ثقافيا سنويا يشرف عليه اتحاد الادباء والكتاب  العراقيين  واللجنة  المذكورة، وخلال السنوات المنصرمة توسعت هذه الجائزة من محيطها العراقي الى المحيط العربي والعالمي حيث حضيت مشاركاتها السنوية بالعشرات من الاعمال لكتاب عرب واجانب في ادب الرحلات.

رحم الله الساعاتي فقد كان بغداديا اصيلا واديبا لامعا من الصف الاول في ادب الرحلات لم ينافسه احد طوال اكثر من نصف قرن كما كان انسانا عراقيا نبيل سعى لتوظيف ما كانت تدر عليه تجارته في الساعات لدعم مشاريع الثقافة وتمويلها ورعاية المثقفين في حياتهم ومطبوعاتهم وانجازاتهم.منزله الانيق في شارع ابي نؤاس شهد حكايا وذكريات عن علاقاته مع ابرز نجوم الاديب والثقافي في العراق والعالم العربي.عشرات من المشاريع الخيرية والشواخص العمرانية ابرزها عمارته في شارع السعدون تنطق بمساره الوطني في التجارة

كان يمكن ان يكون الساعاتي طلعت حرب عراقيا في تاسيس صناعة وطنية للثقافة العراقية تدعم الدولة وتؤازرها....ولكن؟؟؟؟

المصدر: المدى
الكاتب: توفيق التميمي


0 comments:

مصطلح شعبي في الذاكره ....(سليمه أللي تطمك)




تداول العراقيون مصطلح في أغلب المناطق الشعبيه خاصة بغداد القديمه هو : (سليمه أللي تطمك) وهناك الكثير سمعوها لكن لايعرفون مصدرها وماهو تفسير ذلك :
١- يفعل الكثير من صغار السن في العوائل الفقيره العراقيه بعضاً من المخالفات لدى عوائلهم او جيرانهم ،وتردد النساء كبار السن هذه العباره المتداوله منذ سنين طويله 
٢- سليمه ،هي منطقة في جزيرة مالطا ،كانت تستخدم للعقاب ايام الدولة العثمانيه ،فهي عقوبة صارمه الى أن يبقى الشخص منفياً فيها ويدفن هناك لذا أعقبت كلمة سليمة بكلمة ( تطمك ) وتعني تدفنك او تقبرك ،وهي من المناطق الرديئه والصعبه في حينه والكلمة مرادفها أحيانا باللغة العاميه ( گبر يَگبُرك

٣- نتيجة التطور الحضاري ومغادرة الاستعمار العثماني جزيرة مالطا ،أصبحت (سليمه) من المناطق السياحيه الراقيه والتي يرتادها السواح من جميع العالم 

٤- المصطلح اعلاه دوما يتداول في المناطق الشعبيه والفقيره أيام زمان ،ونتيجة التطور الحضاري إندثر هذا المصطلح

1 comments:

Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية