المزانية والفساد .. تناسب طردي !!!
رقم مخيف ...
380 مليار دولار
هو مجموع موازنات العراق منذ الاحتلال لغاية عام 2012 الذي أُقرّت ميزانيته مؤخرا بواقع 112 مليار لتضاف إلى الرقم الأول ليصبح المجموع 492 مليار دولار هو حجم الموازنة العراقية لثمانية أعوام !!!
380 مليار دولار
والعراق من سيء إلى أسوأ
واليوم الذي يأتي أسوا من اليوم الذي سبقه، كلما ازدادت الميزانية ازداد حجم الفساد وتشعب أكثر فأكثر، لا بُنى تحتية ولا مشاريع استراتيجية واقعية ولا خدمات فعلية للمواطن العراقي ولا حجم استثمارات خارجية يعكس الزيادة الهائلة في هذه الموازنة ... إذن أين تذهب هذه الأموال ؟؟؟!!!؟؟؟ سيخرج علينا البعض من المنتفعين ممن يتربصون هكذا كلام ليقول لنا بان 70% من هذا الرقم هو موازنة تشغيلية أي رواتب وغيرها، وسيخرج علينا الآخر ليقول بان 10% من هذه الموازنة هي للتسليح والأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب والقضاء على أركان المثلث المعهود (القاعدة والصداميون والبعثيون)، ويخرج علينا آخر ليقول بان هنالك مشاريع استراتيجية سترى النور قريبا وهي كالعادة مشاريع استراتيجية إعلامية وردية كقطار بغداد المعلق ومترو بغداد وحزام بغداد الأخضر والنجف عاصمة للثقافة الإسلامية وميناء الفاو الكبير والمدينة الرياضية وغيرها من المشاريع التي حتى لو نفذت فلن تكون نسبتها أكثر من 5% من قيمة هذه الموازنات مجتمعة !!! وربما يخرج علينا آخر ليقول بان 5% تذهب لتطوير المنشات النفطية وغيرها من العمليات الملحقة بالإنتاج النفطي، وربما وربما وربما.......
ولكن ربما لم ولن يخرج علينا احدهم ليقول بان 30% من هذه الموازنة هي رشىً ومحسوبيات وعمولات وسرقات تنهب من هذا الحزب أو تلك الميليشيا أو ذلك المسؤول على أساس مشاريع وهمية لا أساس لها على ارض الواقع، ولو عدنا قليلا إلى الوراء سنجد بان ملفات الفساد عام 2003 تكاد تكون بسيطة وتختلف عنها في عام 2008 وتختلف أيضا بشكل تصاعدي عما هي في العام 2011 وبالتأكيد ستختلف كثيرا في العام 2012 وسط هذه الميزانية المرعبة (112 مليار دولار) لتكون ملفات فساد مرعبة وانفجارية !!!!!.
لقد أصبح التناسب طرديا بين ميزانية العراق وبين حيتان الفساد ومافيات السرقة فكلما ازداد الرقم هنا ازداد الرقم هناك وبين هذين الرقمين يتلوع المواطن العراقي المسكين الذي لم يكسب من هكذا موازنات انفلاقية سوى القتل والتشريد والتهجير والتفرقة الطائفية المقيتة والجوع والحرمان وغيرها من بركات الاحتلال، ولا نعرف كيف سيكون الحال عندما يحدد العراق ميزانيته السنوية بعد بلوغه طاقة 10 مليون برميل باليوم (إن وصل لها) كطاقة تصديرية للنفط حسبما مخطط لها على أوراق وزارة النفط؟؟؟ ربما سيكون بين مفسد ومفسد مفسد آخر وبين سارق وسارق سارق آخر.
لايفوتنا أن نذكر بان ميزانية العام 2012 قد خصصت 17 مليار دولار للتسليح والأمن لجيش لا يزال غير قادر على حماية قرية عراقية وليس العراق كله !!!! وهو ما يعادل ميزانية سوريا كاملة لعام 2011 وميزانية البحرين للعامين 2011 و2012 وضعف ميزانية الأردن لعام 2011.
اتقوا الله يا قادة العراق الجديد واعملوا بقول مثلكم الشعبي الذي يقول ((إذا أكلت وبه الأعمى أكل بإنصاف)) واتقوا ربكم بشعب العراق المسكين فوالله لو وصلت الموازنة إلى 500 مليار سنويا فلن تبنوا العراق ولن يُبنى العراق مادمتم انتم على راس السلطة فيه
عدي فاضل شفيق
0 comments: