العذاب والتهميش والاقصاء ليس له طبقات في ديمقراطية العراق الجديد
كتابات
- د. كريمة الصالحي
العذاب ليس
له طبقات رائعة من روائع الدكتور مصطفى محمود يرحمه الله وعندما قرأت هذه
الرائعة وتدققت واعدت قراءتها لمرات عديدة وجدتها منطبقة على وضعنا الحالي
في العراق وما تعاني منه جميع درجات الشعب العراقي من الاقصاء والتهميش
وعندما اقول درجات فانا اعني ذلك المعنى لانه في ظل الديمقراطية التي دخلت
العراق حديثا تقسم الشعب العراقي الى درجات فهناك مواطنين الدرجة الاولى
والثانية والثالثة وهكذا.........الخ وهذا التصنيف يعتمد على معايير محددة
مثلا الحزب الذي ينتمي اليه , درجة القرابة من المسؤول درجة التملق للمسؤول
عدد مرات الزيارة التي يقوم بها الى العتبات المقدسة وهكذا معايير معقدة
يطول شرحها. لذلك قررت ان اكتب هذه العبارات المتواضعة والتي لا ترقى الى
الرائعة التي كتبها الدكتور مصطفى محمود. في العراق ساكنين المنطقة الخضراء
والذين اعتبروا انفسهم مواطنين الدرجة الاولى يشكون من العذاب والاقصاء
والتهميش والذي اختاروه بكامل قواهم العقلية فهم يمارسون كافة انواع الطرق
للاستحواذ ولسرقة اموال الشعب العراقي بالاضافة لامتلاكهم للمجاميع
المسلحة والتي تخطط لقتل كل الشخصيات الوطنية او العلمية وبسبب هذه الاعمال
وغيرها فهم يعانون من العذاب وينزون في المنطقة الخضراء خوفا من انتقام
الشعب الذي ظلموه وسرقوه.
في العراق
المواطن العادي او مواطن الدرجة السابعة او الثامنة يشكو من العذاب لاسباب
عديدة ابسطها عدم حصوله على ابسط شروط المواطنة العادية التي يتمتع بها اي
مواطن في اي بقعة من العالم فهو يعاني من انقطاع الكهرباء المتواصل عدم
حصوله على وظيفة او عمل شريف يضمن له العيش بكرامة حرمانه من الرعاية
الصحية وحرمانه من ومن ومن...................وبذلك فهو يعيش العذاب
والاقصاء والتهميش والذي فُرض عليه من قبل الحكومة التي تدعي الديمقراطية
والتي انتخبها بارادته ونصبها على نفسه لتفرض عليه العذاب والاقصاء
والتهميش.
في العراق
السياسي المثقف الشريف والذي لم يسمح له ضميره ببيع الوطن بابخس الاثمان
والذي رفض واقع النظام السابق وعانى من الغربة لسنوات طويلة فهو يعاني من
العذاب والاقصاء والتهميش لانه رفض حمى المنطقة الخضراء والتسابق على
الكراسي وسرقة مقدرات الشعب فهو يعيش العذاب والاقصاء والتهميش لانه لا
يستطيع الاندماج مع ما يُسمون انفسهم بالسياسين وهم حتى يُحرم تسميتهم
باشباه السياسين.
في العراق
الطلبة المتفوقين وخير مثال على ذلك خريجي الدراسة الاعدادية لهذا العام
والذين حصلوا على معدلات عالية واجتازوا الامتحان ومن الدور الاول وكما
يقول المثل نجحوا بذراعهم يعانون من العذاب والاقصاء والتهميش بسبب
السياسية الرعناء للوزير المتدين ومستشاريه الذين هم شياطين خراساء والذين
حولوا القبول المركزي لهذا العام لمجزرة ذبح فيها جميع الطلبة المتفوقين
وامام أنظار جميع الناس ولم يتجرى ولو واحد من البرلمانين او الوزراء او اي
شريف ليقول اوقفوا هذه المجزرة وارجعوا نظام القبول
المركزي
السابق والغوا جميع القرارات الرعناء والمنح في الدرجات والتي هدفها رفع
درجات المواطن من الدرجة الاولى وابناءه , ولكل هذه الاسباب فهولاء الطلبة
المساكين يعانون من العذاب والاقصاء والتهميش بسبب خيبة املهم في مستقبلهم
وجهدهم الذي ذهب هباءاً في ادراج الرياح.
في العراق
المرآة العظيمة والتي عانت من الظروف القاسية لسنوات عديدة تعاني من العذب
والاقصاء والتهميش بسبب القوانين الظالمة التي ظلمت واغتصبت حقوقها فهي لا
تستطيع ان تحيا حياة كريمة وحرة في بلد الديمقراطية التي تزيد الخناق على
المرأة وتسلب حريتها.
في العراق
الطفل, المريض , الطالب, المهندس , الطبيب ال ال .................. كلها
تعاني من العذاب والاقصاء والتهميش فالى متى ياربي يستمر هذا الحال وهذا
الظالم لقد طفح الكيل ورفعت الناس ايديها واصواتها الى البارئ عز وجل
يطلبون الفرج وان الفرج قريب ان شاء الله بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّ
مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ صدق الله العظيم.
الى متى يستمر الشعب العراقي بهذه السلبية يستمرون بالدعاء والصبر في انتضار الفرج والمخلص لماذا لايثورون بوجه الظالم والظلم لماذا يسكتون على الظلم لماذا كل هذه السلبية حتى وهم يسحقون فالله عز وجل لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وطالما نحن في هذه السلبية فلن تكتب لنا الحياة كبشر حتى يقضي الله امرا كان مفعولا وتظل تتقاذفنا الكلاب الضاله التي سمح لها القدر بالتلاعب بمصائرنا ولكنهم في خضم كل ذالك نسوا قول رب العزة (بسم الله الرحمن الرحيم يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير)
ردحذف