تأملات عراقية...نحن .... والحكام ، معمر مثلا ....
كتابات
- مسرة حميد
هرب
دكتاتور تونس بعد ايام قليلة من بدء ثورة اليايسمين البوعزيزية وتنحى فرعون
مصر حسني مبارك بعد اعتصام قام به المصريون بكافة شرائحهم واثبتوا للعالم
بحضارة ان الاعتصام السلمي يجدي نفعا وتؤتى ثماره رغم ماشاب ثورتهم من نزول
للبلطجية واصحاب الجمال لكنهم بسرعة طوقوا الامر وتكاتفوا ملايينا مملينة
صغارا وكبارا وافترشوا الشوارع رغم برودة الجو والاجمل مافي الامر هو ان
يؤتى بمبارك وهو على سرير المرض ليحاسب وابنيه في محاكمة شفافة على الهواء
ولم يقتلوه وكان في امكان كل تلك الملايين ان تحاصر مقر اقامته اوقصوره وهم
يعرفونها حق المعرفة مثلما يعرفون معاناتهم الطويلة مع حكمه لكنهم لم
يفعلوها فما اكرمهم من شعب وماارقاهم نبلا ....
وهرب
عبدالله صالح بعد ان هوجم من شعبه الى السعودية ومازال متشبثا بالكرسي رغم
كل احتجاجات اليمنين ضده ولا يزال يناور في الوقت الضائع ونهايته غير بعيدة
وحصلت مواطنته توكل كرمان جائزة نوبل للسلام لشجاعتها ودورها المميز في
قيادة شعبها مما اهلها لنيل هذه الجائزة في حين لم يحصد صالح الا
الاحتجاجات المليونية الساخطة ضد حكمه رغم العقود الطويلة
التي
قضاهارئيسا لليمن غير السعيد .
واعدم
صدام حسين وقتل ابنيه في سلبقة لم تتكرر الا مع دكتاتور ليبيا وابنيه
،ورغم مما عاناه شعب ليبيا من ويلات واضطهاد على يديه ويدي انجاله واصحابه
ومريدوه وعشيرته الا انه كان ممن الممكن ان لايقتل بهذه الطريقة البشعة وهو
حي . كان يمكن ان يعتقل ويحاكم على جرائمه بدلا من اعدامه بهذا الشكل الذي
يعطي للعالم صورة بشعة عن العرب وعن دمويتهم وعن همجية لايغادروها ... نعم
لقد قالها معمر واثبت لنفسه اولا وللعالم انه سيقاتل حتى الرمق الاخير وقد
فعل الا ان الرصاصات الثأرية اسكتته الا الابد
نعم نحن
فرحين بانتهاء حقبته ونبارك للشعب الليبي انتهاء معاناته على ان لا تسرق
فرحته وثورته الايادي الخبيثة وتجير لاحزاب تمول من كذا دولة واتجاه وان
ينتبه الثوار والشعب الليبي الى ماسينتظره في الكواليس . وكما رأينا على
الشاشة هيلاري كلينتون وهي تزور جرحى الاشباكات في احدى مستشفيات ليبيا حيث
صرحت قبل يوم من مقتل معمر : القذافي يجب ان يعتقل اويقتل ولم تقل لنا
هيلاري ماسبب هذه الحنية والتعاطف العالي مع الشعب اليبي والذي لم يمنع
مقاتلاتها الامريكية بدك ليبيا سلبقا لاكثر من مرة اذ لم تتباكى على ضحايا
القصف الامريكي لليبيا وقتذاك فما عدا ممابدا ؟؟
خوفي على
ليبيا وعلى ثوارها الا يصبحوا طغاة جدد وان يعوا بذكاء وحنكة كل
التحديات التي ستواجه حكمهم الفتي من اطماع امريكية وفرنسية وحلف
الناتوا الذي هلل وطبل ودعم الثوار الليبين بالسلاح والمال بالتأكيد ليس
لعيونهم ولكن لكل الثروات والمعادن النفيسة في ارض ليبيا وعلى راسها
النفط ...
ولكم ايها
الليبيون في العراق درسا واسوة سيئة فالكل رقص فرحا بسقوط صدام ولكن
العراقيين يبكون منذسقوطه دمعا ودما فبدلا من دكتاتور صار في العراق الاف
الطغاة .
وحده
الرئيس جمال عبد الناصر ورفاقه كانوا الاقدر والارقى والابهى في ثورة
يوليو حيث اثبتوا بجدارة معدن الرجال الاصلاء حين المقدرة ولم ينتقموا ولم
يعدموا بطائفية ولا همجية ولا بأي طريقة يمكن ان تعاب عليهم حيث صعد الضابط
الشاب جمال عبد الناصر الى الباخرة وهي تقل الملك فاروق وعائلته وادى له
التحية العسكرية وانطلقت العائلة المالكة الى سويسرا معززة مكرمة رغم غضب
الشعب المصري على ويلات الحكم الملكي وعلى كل معاناه منها ..
رحم الله
جمال عبد التاصر قائدا عربيا كبيرا احب شعبه واحبوه وياليت لنا رجال
يشبهونه اداءا ورقيا واصالة ونكران ذات وياليت ان لانرى رئيسا عربيا يسحل
وتمثل بجثهه ويرقص فوقها وكأننا امة لاتعرف غير لغة القتل والسحل
والانتقام ...
0 comments: