اسباب سقوط الدولة الاموية؟
اسباب سقوط الدولة الاموية؟
عبدالمنعم الاعسم
عبدالمنعم الاعسم
في مروج الذهب للمسعودي، سأل بعض شيوخ بني امية وكبارهم، عقيب زوال الملك عنهم الى بني العباس:
ــ ما كان سبب زوال ملككم ودولتكم؟
قال، كما اورد المسعودي في كتابه: “إنا شـُغلنا بملذاتنا عن تفقد ما كان يلزمنا”.. “فظلمنا رعيتنا، فيئسوا من إنصافنا وتمنّوا (الرعية) الراحة منا” ثم “ظلمنا اهل خراجنا (الدول والاقوام الخاضعة) فتخلّوا عنا، وخربت ضياعنا، وخلتْ بيوت اموالنا فسادا”.
ثم “وثقنا بوزرائنا فآثروا مرافقهم (مصالحهم) على منافعنا، وامضوا امورا دوننا واخفوا عـِلمها عنا” ثم “تأخر عطاء (اجور) جندنا فزالت طاعتهم لنا، واستمالهم اعدادينا، فتظاهروا معهم على حربنا”ثم “كان استتار الاخبار عنا (جهلهم لما يجري بين الناس) من اوكد اسباب زوال ملكنا”.
ومن كتاب “بحار الانوار” لأمالي المفيد جاء ان الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان خطب في مكة يوما وكانت المظالم قد عمت البلاد “فوعظ الناس وأمرهم بتقوى الله..” فقام اليه رجل من الحضور، وقال:
“مهلا، مهلا.. انكم تأمرون ولاتأتمرون، وتنهـَون ولاتنتهون، افنقتدي بسيرتكم في انفسكم أم نطيع أمركم في السنتكم؟” واضاف “فان قلتم اقتدوا بسيرتنا، فاين، وكيف، وما الحجة، وما النصير (يوم القيامة) من الله في الاقتداء بسيرة الظلمة الذين اكلوا اموال الله دولا، وجعلوا عبادالله خولا (معوزين). وإن قلتم اطيعوا امرنا واقبلوا نصيحتنا، فكيف ينصح غيره من يغشّ نفسه؟ أم كيف تجب الطاعة لمن لم تثبت عدالته؟” وان قلتم خذوا الحكمة من حيث وجدتموها واقبلوا العظة ممن سمعتموها فعلام قلدناكم (انتخبناكم) أزمّة (ممسكين) امورنا، وحكـّمناكم (جعلناكم حكاما) في دمائنا وأموالنا؟”.
ثم قال مذكّرا: “أما علمتم ان فينا من هو ابصر بفنون العظات، واعرَف بوجوه اللغات منكم؟”.
وختم الرجل كلامه، كما افاد المفيد، قائلا:
“فتحلحلوا عنها (عن الحكم) لهم (لمن هم افضل منكم) وإلا فاطلقوا عقالها (اهربوا) وخلوا سبيلها، يتدبر اليها الذين شرّدتموهم في البلاد، ونقلتموهم في كل واد”.
*
“دخل مالك بن دينار على حاكم البصرة للامويين، فقال له الحاكم: ادع الله لي، فقال ابن دينار: ما ينفعك دعائي لك وعلى بابك اكثر من مائتين يدعون عليك".
من مستطرف هادي العلوي
ــ ما كان سبب زوال ملككم ودولتكم؟
قال، كما اورد المسعودي في كتابه: “إنا شـُغلنا بملذاتنا عن تفقد ما كان يلزمنا”.. “فظلمنا رعيتنا، فيئسوا من إنصافنا وتمنّوا (الرعية) الراحة منا” ثم “ظلمنا اهل خراجنا (الدول والاقوام الخاضعة) فتخلّوا عنا، وخربت ضياعنا، وخلتْ بيوت اموالنا فسادا”.
ثم “وثقنا بوزرائنا فآثروا مرافقهم (مصالحهم) على منافعنا، وامضوا امورا دوننا واخفوا عـِلمها عنا” ثم “تأخر عطاء (اجور) جندنا فزالت طاعتهم لنا، واستمالهم اعدادينا، فتظاهروا معهم على حربنا”ثم “كان استتار الاخبار عنا (جهلهم لما يجري بين الناس) من اوكد اسباب زوال ملكنا”.
ومن كتاب “بحار الانوار” لأمالي المفيد جاء ان الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان خطب في مكة يوما وكانت المظالم قد عمت البلاد “فوعظ الناس وأمرهم بتقوى الله..” فقام اليه رجل من الحضور، وقال:
“مهلا، مهلا.. انكم تأمرون ولاتأتمرون، وتنهـَون ولاتنتهون، افنقتدي بسيرتكم في انفسكم أم نطيع أمركم في السنتكم؟” واضاف “فان قلتم اقتدوا بسيرتنا، فاين، وكيف، وما الحجة، وما النصير (يوم القيامة) من الله في الاقتداء بسيرة الظلمة الذين اكلوا اموال الله دولا، وجعلوا عبادالله خولا (معوزين). وإن قلتم اطيعوا امرنا واقبلوا نصيحتنا، فكيف ينصح غيره من يغشّ نفسه؟ أم كيف تجب الطاعة لمن لم تثبت عدالته؟” وان قلتم خذوا الحكمة من حيث وجدتموها واقبلوا العظة ممن سمعتموها فعلام قلدناكم (انتخبناكم) أزمّة (ممسكين) امورنا، وحكـّمناكم (جعلناكم حكاما) في دمائنا وأموالنا؟”.
ثم قال مذكّرا: “أما علمتم ان فينا من هو ابصر بفنون العظات، واعرَف بوجوه اللغات منكم؟”.
وختم الرجل كلامه، كما افاد المفيد، قائلا:
“فتحلحلوا عنها (عن الحكم) لهم (لمن هم افضل منكم) وإلا فاطلقوا عقالها (اهربوا) وخلوا سبيلها، يتدبر اليها الذين شرّدتموهم في البلاد، ونقلتموهم في كل واد”.
*
“دخل مالك بن دينار على حاكم البصرة للامويين، فقال له الحاكم: ادع الله لي، فقال ابن دينار: ما ينفعك دعائي لك وعلى بابك اكثر من مائتين يدعون عليك".
من مستطرف هادي العلوي
0 comments: